يونسيف: ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد وسط أطفال السودان إلى نحو 44 في المائة
أمستردام:3 فبراير 2025:راديو دبنقا
كشفت منظمة اليونسيف عن علاج أكثر من 431 ألف طفل مصاب بسوء التغذية في السودان العام الماضي، مبينة أن ذلك أعلى إجمالي سنوي منذ بدء برنامج اليونيسف.
وأشارت المنظمة، في تقريرها السنوي للعام 2024، الذي اطلع عليه راديو دبنقا، إلى ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 43.8 في المائة خلال العام الماضي مقارنة بعام 2023.
وتشير التقديرات إلى أن 778 الف طفل دون سن الخامسة سيعانون من سوء التغذية الحاد الشديد في عام 2025.
يشير أحدث تحليل لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل (IPC) إلى أن ظروف المجاعة موجودة الآن في خمس مناطق، بما في ذلك معسكرات زمزم والسلام وأبو شوك للنازحين داخليًا وفي جبال النوبة الغربية. ويتوقع أن تتأثر خمس مناطق إضافية – كلها في شمال دارفور – بين الآن ومايو 2025، مع خطر المجاعة في 17 منطقة أخرى.
وأشار تقرير اليونسيف إلى ارتفاع عدد النازحين داخليًا بنسبة 27 في المائة في عام 2024، من 9 ملايين إلى 11.5 مليون.وهو أعلى عدد من النازحين داخليًا على مستوى العالم. ومن بين هؤلاء، 53 في المائة من الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فر 3.3 مليون شخص إلى الدول المجاورة، وخاصة مصر وتشاد وجنوب السودان.
وقالت اليونسيف إن استمرار الاشتباكات المتصاعدة عبر ولايات متعددة في السودان أدى إلى زيادة النزوح على نطاق واسع وتفاقم الاحتياجات الإنسانية.
توصيل المساعدات
وأكدت المنظمة إنها تمكنت من توصيل خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة المحسنة إلى 9.8 مليون شخص.
ونوهت إلى استفادة 2.8 مليون شخص،
من خدمات الحماية الأساسية بما في ذلك 2.7 مليون طفل، و168,792 من مقدمي الرعاية.
وأكدت إن 13.6 مليون طفل في حاجة إلى مساعدات إنسانية. وأن 24.8 مليون شخص في حاجة إلى المساعدات.
فيضانات ونزوح
ونوه التقرير إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات أدت بين يونيو وأكتوبر 2024 إلى نزوح ما يقرب من 190 الف شخص (37.911 أسرة) في 15 ولاية، ودمرت ما يقرب من 74 ألف منزل. كما تفاقمت حالات تفشي الأمراض بسبب سوء الصرف الصحي والنزوح.
وأشار التقرير إلى تأثير الكوليرا على 82 منطقة في 11 ولاية، مع 47.682 حالة و 1.239 حالة وفاة ومعدل وفيات الحالات (CFR) بنسبة 2.6 في المائة، بينما انتشرت حمى الضنك (8.340 حالة و 15 حالة وفاة) والحصبة (777 حالة) في ولايات متعددة. أدت الفيضانات والنزوح إلى تفاقم انتشار هذه الأمراض، مما أدى إلى تعميق الأزمة الإنسانية.
أزمة اقتصادية
وقال التقرير إن الأزمة الاقتصادية أدت إلى تفاقم نقاط الضعف، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد بنسبة 29 في المائة في عام 2023 و 13 في المائة في عام 2024، مما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة إلى 58 في المائة ودفع الملايين إلى براثن الفقر.
ونبه التقرير إلى تأثر النساء والمجتمعات الريفية بشكل غير متناسب، مع محدودية الوصول إلى الموارد وسبل العيش.
وضع مروع
وصف التقرير الوضع بالنسبة للأطفال بأنه مروع ؛ حيث أن 17 مليون طفل خارج المدرسة، وملايين آخرين يواجهون مخاطر الحماية.
أدى استخدام أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة كملاجئ للأسر النازحة إلى تقييد الوصول إلى التعليم لملايين الأطفال.
تعطل وصول المساعدات
في عام 2024، تعطل وصول المساعدات الإنسانية في السودان بشدة بسبب الاضطرابات في المعابر الحدودية الرئيسية والتأخيرات البيروقراطية وتصاعد انعدام الأمن، وخاصة في مناطق مثل دارفور وكردفان. أدى الإغلاق المطول للمعابر الحدودية مثل أدري والفيضانات في الطينة إلى الحد من طرق توصيل المساعدات من تشاد إلى دارفور، مما أجبر القوافل على اتخاذ مسارات أطول وأكثر خطورة. بالإضافة إلى ذلك، أدت الهجمات على عمال الإغاثة والنهب الواسع النطاق لإمدادات الغذاء إلى تعقيد الجهود، مما أدى إلى تعليق العمليات بشكل كبير وزيادة الاعتماد على المنظمات المحلية للمساعدة.
ارتفع عدد المجتمعات المعزولة عسكريًا بشكل حاد، مما زاد من خطر المجاعة في هذه المناطق. ومع ذلك، تم تنظيم بعض قوافل المساعدات الناجحة، مما يعكس جهود المجتمع الإنساني وسط بيئة عمل هشة. وقالت اليونسيف أنها على الرغم من هذه العقبات، واصلت في تقديم التدخلات المنقذة للحياة في كل من المناطق عالية الخطورة والأكثر أمانًا.
تحديات التمويل
وأشارت المنظمة إلى تمويل استجابة اليونيسف للسودان لعام 2024 بنسبة 58 في المائة، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى استمرار تعبئة الموارد لإنقاذ الأرواح وتأمين مستقبل الأطفال المعرضين للخطر.
ناشدت منظمة اليونيسف في إطار برنامجها الإنساني من أجل الأطفال في السودان 2024، بتوفير 840 مليون دولار أمريكي لتقديم حزمة شاملة من خدمات حماية الطفل والتعليم والصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والتدخلات النقدية الإضافية. وبحلول 31 ديسمبر 2024، تلقت اليونيسف تمويلًا إجماليًا قدره 491 مليون دولار أمريكي لاستجابتها للأزمة.