ود مدني.. بعد سيطرة الدعم السريع على رئة السودان هل يقطع تنفس الجيش ؟؟
ود مدني : كمبالا : الثلاثاء الموافق 19 ديسمبر 2023 : راديو دبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو
اعلنت قوات الدعم السريع من خلال مقاطع فيديو من داخل قيادة الفرقة الاولى ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة،سيطرتها على المدينة بذلك تكون قد ضمت قوات الدعم السريع “ودمدني” للمدن الكبيرة التي سيطرت عليها منذ اندلاع حرب 15 ابريل بينها والجيش السوداني.
- الأهمية العسكرية لمدني
وتعد مدينة ود مدني ذات أهمية كبيرة في عدة مجالات بحكم موقعها الجغرافي الذي يتوسط السودان وهي ملتقى طرق رئيسية تربط بين بقية ارجاء السودان بل وصفها الخبير الاستراتيجي حسين رابح بأنها رئة السودان وبعد ان سيطر الدعم السريع عليها فبأمكانه منع السودان عن التنفس، وقال رابح ان الاهمية الاستراتيجية العسكرية لود مدني انها تربط اهم خمس ولايات في السودان ببقية ولايات البلاد ال13، وهي ملتقي طرق اجباري لكل القادم من “القضارف، كسلا، بورتسودان، سنار، النيل الازرق” وتربطها بولاية النيل الابيض ومن ثم كردفان ودارفور، بالسيطرة علي مدني يكون الدعم السريع فصل دارفور وكردفان والنيل الابيض والخرطوم عن العالم الخارجي تماماً، ويضيف: بالسيطرة علي ود مدني لم تتبق للجيش مساحة للحركة سوى بورتسودان الشمالية ونهرالنيل وهذه الولايات الثلاث لا تشكل 5% من سكان السودان- على حد قوله- ونبه الى انه بعد سيطرة الدعم السريع على مدني يصبح طريق “بورتسودان- عطبرة” وخط الأنابيب في مرمى نيران الدعم السريع من منطقة البطانة، ويتفق مع رابح الضابط المتقاعد عمر ارباب بقوله لراديو دبنقا ان سيطرة الدعم السريع على مدينة ود مدني ستؤثر بصورة مباشرة على امداد القوات المسلحة، ويبقى الطريق ممهد للدعم السريع لتهديد كل الولايات المرتبطة بمدينة ود مدني، كما أن تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان خلال زيارته لمدينة ود مدني في 3 ديسمبر توضح أهمية المدينة حين قال انها رفدت الجيش بنحو 40 ألف من الشباب المستنفرين الذين يقاتلون في صفوف الجيش، الأمر الذي يجعلها خط أمداد بالمقاتلين.
- أهمية انسانية
بحكم ان مدينة ود مدني استقبلت اكثر من 3 مليون نازح من العاصمة الخرطوم وبعض ولايات غرب السودان فان المدينة أصبحت ذات اهتمام انساني دولي، ويفسر ذلك مطالبات المنظمات الانسانية الدولية طرفي الحرب بايقاف المعارك في المدينة حفاظاً على حياة المدنيين، كما أطلقت الولايات المتحدة تحذيرات لقوات الدعم السريع والجيش السوداني على السواء، بل حثت وزارة الخارجية الأميركية قوات الدعم السريع على وقف تقدمها فوراً في ولاية الجزيرة، وقالت إن تقدم الدعم السريع في ود مدني يهدد بتعطيل جهود توصيل المساعدات الإنسانية، لجهة أن المدينة هي ملاذ آمن للمدنيين النازحين ومركز مهم لجهود الإغاثة، فيما اعلنت قبل يومين وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوشا” تعليق أعمال الإغاثة في الولاية الى حين إشعار آخر، في وقت رصدت وسائل الاعلام ازدحام الطرق الخارجة من مدني الى ولايات سنار والقضارف بقية قرى ولاية الجزيرة بآلاف السيارات التي تحمل سكان المدينة والنازحين إليها من بقية مدن السودان.
- مركز العلاج الرئيسي بالسودان
صحياً صارت مدينة ودمدني المركز العلاجي الرئيسي والملاذ الوحيد للباحثين عن العلاج حيث توجد فيها مرافق صحية تستوعب اغلب التخصصات الطبية، وقالت اللجنة التمهيدية لاطباء السودان
حذرت وزارة الصحة السودانية من انهيار الخدمات الصحية في عموم البلاد، واعتبرت، في بيان، أن استهداف ود مدني، أكبر المدن اكتظاظاً بالسكان، والمركز الرئيس للعلاج، وتسيير الخدمات الصحية، جريمة إنسانية، تقود لكارثة صحية، وموت محتوم للشعب السوداني، وتتوفر في مدينة ود مدني بحسب اللجنة التمهيدية لنقابة اطباء السودان المرافق الصحية التي صارت نادرة في السودان مثل مستشفى القلب والسرطان والكلى والحالات الطبية المستعصية، حيث يقصدها المرضى من مختلف مناطق السودان.
- مزايا واهمية اقتصادية مدينة
ود مدني لها موقع استراتيجي وسط البلاد جعلها تتمتع بمزايا اقتصادية عن بقية مدن السودان فالمدينة تعد صرة الطرق القومية السودانية، ويقول الخبير الاقتصادي الحسين ابوجنة ان لمدينة ود مدني عدة مزايا وخصائص اقتصادية أبرزها انها تضم مشروع الجزيرة الذي كان عماد الاقتصاد القومي السوداني لاكثر من 37 عاما، بالاضافة الى ما يوفره من فرص عمل تقدر بنحو 76 الف فرصة سنوية لعشرات السنين المتتالية، فضلاً عن بعض المحاصيل الٲخري التي تشكل قيمة غذائية للبيت السوداني.
وذكر ابوجنة لراديو دبنقا ان ولاية الجزيرة في عاصمتها ودمدني وبعض المدن المجاورة لها ومن حولها كانت وما زالت موطناً لكثير من الصناعات الثقيلة والخفيفة والصغيرة والحرفية تشكل في مجملها “27321” ترخيصا صناعياً في مجالات الغذاء والكساء “الدقيق والغزل والنسيج”
واضاف “ود مدني تعتبر صرة السودان، ونقطة جاذبة للتوطين بحكم توفر فرص العمل والانتاج وخطوط النقل والمواصلات المختلفة، لذلك توجد بها كثافة سكانية عالية “700” نسمة في الكيلومتر المربع تعتبر هي الاعلي مقارنة ببقية ولايات السودان المختلفة،
واشار الى انها للاعتبارات الاقتصادية والديموغرافية والجيوسياسية تعتبر مركز السودان ومن اهم المدن في السودان قاطبة، وانها مؤهلة لان تصبح العاصمة البديلة للسودان بدلاً عن الخرطوم التي شاخت وفقدت مقومات الريادة- على حد قوله- خاصة بعد الحرب التي أجبرت سكان عدد من المدن الغربية والخرطوم للهجرة اليها.