وباء غامض يفتك بالدواب بولاية جنوب دارفور
برام: الإثنين 11 نوفمبر 2024: راديو دبنقا
شهدت محلية برام وبعض المحليات الأخرى بولاية جنوب دارفور غربي السودان نفوق أكثر من 800 حمارا، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب ظهور وباء غامض ينتشر بين الحمير، ما أثار قلق المواطنين حول انتشار المرض وتأثيره على مواردهم الاقتصادية، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على الحمير كوسيلة نقل أساسية في المنطقة.
أعراض المرض وتحديات العلاج
في حديثها لراديو دبنقا، أوضحت الطبيبة البيطرية سعيدة محمد حسين أن المرض يظهر من خلال أعراض تشمل خمولًا عامًا، ضعف الشهية، وإفرازات أنفية تتحول خلال يوم أو يومين إلى لون أصفر. وأشارت الدكتورة سعيدة إلى ضعف استجابة الحمير للعلاجات المتاحة، مرجعة ذلك إلى عدم قدرة الملاك على الالتزام بجرعات العلاج الكاملة نظرًا لضعف قدراتهم المادية، مما أدى إلى تراجع فعالية العلاج في الحد من انتشار الوباء.
جهود السلطات المحلية
افاد دكتور محمد ناصر أحمد، مدير الثروة الحيوانية بمحلية برام، أن انتشار المرض استدعى اهتمامًا واسعًا من المجتمع والسلطات. وأكد أن مؤتمرًا عُقد مؤخرًا بنيالا بمبادرة من القطاع الخاص لمناقشة الموضوع بشكل موسع، حيث اتضح أن المرض منتشر أيضًا في محليات أخرى بالولاية. وقد رجح المختصون أن سبب انتشار المرض قد يعود إلى فيروس إنفلونزا الحمير والخيل الأفريقي.
ودعا دكتور ناصر المواطنين للاهتمام بحيواناتهم ومساعدة السلطات في التخلص من الحمير النافقة عبر الدفن أو الحرق، حمايةً للبيئة من انتقال العدوى إلى الإنسان. وذكر أن بروتوكول علاج هذا المرض يعتمد على معالجة الأعراض الجانبية مثل زيادة المناعة وخفض الحرارة.
أهمية الحمير للمجتمعات الفقيرة ومطالبات بالتدخل
أشار دكتور ناصر إلى أهمية الحمير بالنسبة للمجتمعات الفقيرة، حيث تشكل وسيلة نقل رئيسية في المناطق الريفية. ودعا إلى إجراء مسح وبائي شامل في محلية برام والمحليات المجاورة وإرسال العينات للتشخيص في الخارج للتأكد من طبيعة المرض بدقة.
وأكد أن الحرب أسهمت في تدمير البنية التحتية للثروة الحيوانية في الولاية، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا. وناشد المنظمات المحلية والدولية التدخل لإنقاذ الثروة الخيلية في الولاية لما تمتلكه من قدرات وإمكانيات تمكنها من تذليل الصعوبات وتقديم الدعم اللازم للمجتمعات المحلية.
الخلاصة
تحتاج ولاية جنوب دارفور إلى تدخل عاجل للحد من انتشار الوباء الغامض الذي يفتك بالفصيلة الخيلية. ويتطلب ذلك تعزيز إمكانيات الملاك في توفير العلاج، وتفعيل بروتوكولات السلامة الحيوانية، بجانب توعية المجتمع بأهمية التعامل السليم مع الحمير النافقة لضمان الحفاظ على البيئة وسلامة المواطنين. …