هل توفر المناطق الآمنة الحماية للمدنيين؟
أمستردام: 12 نوفمبر 2024: راديو دبنقا
دعت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” طرفي الحرب والمجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية بشكل عاجل لحماية المدنيين في ظل الصراع المستمر في السودان.
واقترحت “تقدم” مجموعة من التوصيات العاجلة لضمان الحماية الفورية للمدنيين في السودان.
وشددت تقدم على ضرورة “تحديد مناطق آمنة للمدنيين داخل السودان تتوقف فيها كل الأعمال العدائية، وتنسحب منها كل القوات العسكرية ويوقف فيها القصف المدفعي واستخدام المسيرات ويحظر فيها الطيران وتحرسها قوات دولية مستقلة ونزيهة”.
واعربت عن اعتقادها بأن هذه المناطق ستوفر ملاذًا آمنًا للمدنيين، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا بالعنف، واضافت في بيانها “لذا فإننا ندعو الأطراف المتقاتلة للتجاوب مع هذا المقترح”.
ثلاثة صيغ
وأوضح الدكتور صلاح الأمين، الخبير الدولي في شؤون العمل الإنساني، في حديث لراديو دبنقا أن هناك ثلاث صيغ للمناطق الآمنة في القانون الدولي الإنساني، هي المناطق المجردة من وسائل الدفاع، المناطق منزوعة السلاح والمناطق الآمنة أو مناطق الاستشفاء.
ويتم تطبيق صيغ المناطق الآمنة بأشكال مختلفة يطلق عليها في بعض الأحيان الممرات الهادئة أو الممرات الإنسانية أو المناطق المحمية أو الملاذات آمنة أو المناطق المحايدة.
وقال الدكتور صلاح الأمين أنه لا يوجد نص محدد في القانون الدولي الإنساني يُعرف المناطق الآمنة، بل هناك مسميات متعددة يقصد بها نفس المعنى.
وتابع قائلا إنه لذلك يعتبر مصطلح المناطق الآمنة مصطلح غير رسمي لا تنص عليه صراحة الاتفاقيات الدولية، بل تُستخدم مصطلحات تحمل ذات المعنى.
لا بد من قرار من مجلس الأمن
ووفقا للخبير الدولي في الشؤون الإنسانية فإن منظمة “هيومان رايتس واتش” تعرف المناطق الآمنة بأنها مناطق محددة تتفق عليها أطراف النزاع المسلح وتمتنع عن نشر أي قوات عسكرية فيها أو تنفيذ هجمات عليها.
وأضاف أن هذه المناطق الآمنة تقام بموجب قرارات يصدرها مجلس الأمن الدولي.
ونوه الأمين، في حديثه لراديو دبنقا، إلى أن تجربة المناطق الآمنة نفذت في رواندا عام 1994، وكذلك في حرب البوسنة والهرسك عام 1995، وأيضا في قطاع غزة.
لكنه أضاف أن إقامة المناطق الآمنة في مناطق النزاعات هذه لم تمنع الهجمات ولم توفر حماية كاملة للمدنيين، حيث هوجمت المناطق الآمنة الأمر الذي مثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.