هل تفلح جهود بايدن وبن زايد في حل النزاع في السودان.؟
أمستردام: 24 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
تقرير: محمد سليمان
أعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد موسي حريكة تركيز إجتماعات رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد مع الرئيس الأمريكي ونائبته على السودان كملف رئيسي أمراً مفاجئاً.
وقال في مقابلة مع ” راديو دبنقا ” كان من المتوقع أن تركز الاجتماعات على الحرب الأوكرانية الروسية أو ملف غزة ، والذي توسع نحو لبنان، مع نذر اندلاع حرب إقليمية في هذه المنطقة، باعتبارها ملفات أكثر سخونة.
وأعلنت الولايات المتحدة خلال الاجتماع الذي انعقد أمس الاثنين الإمارات شريكا دفاعيا لها. وأكد الطرفان أن لا حل عسكري للأزمة في السودان.
واتفق الطرفان على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة وفورية لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية، والعودة إلى العملية السياسية، والانتقال إلى الحكم بقيادة مدنية.
ويضيف حريكة أن رؤية الإمارات والولايات المتحدة تطابقت في هذا الملف .
وقال إن مباحثات بايدن -بن زايد التي تناولت الشأن السوداني تأتي في ظل تصاعد وتيرة العداء من بعض الأطراف في الحكومة السودانية تجاه الإمارات، وتابع قائلا لكن كل ذلك لم يؤثر على العلاقات الإقتصادية والسياسية بين الإمارات والسودان.
الدعوة للحل السلمي
وأشار حريكة إلى أن الإمارات ظلت تنادي دائماً بالحل السلمي وكانت دائماً ما تتطرق للظروف التي يعاني منها اللاجئين السودانيين في تشاد تحديداً.
ولكن مقطع فيديو متداول مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي عن اجتماع ضم وفد إنساني إماراتي بعشرات اللاجئين السودانيين في شرق تشاد طالب خلاله أحد اللاجئين السودانيين الإمارات بالكف عن دعم قوات الدعم السريع.
وفيما يتعلق باعتبار الإمارات حليف دفاعي للولايات المتحدة الأمريكية، قال حريكة إن هذا يعطي الإمارات دفعة قوية بما يعني أنها يمكن أن تلعب دوراً في المنطقة باعتبارها حليف إستراتيجي أو شبه ممثل للمصالح الأمريكية في المنطقة، وقال إن ذلك يقوي من موقفها تجاه الحرب السودانية المستمرة.
إقناع الجانب الأمريكي:
وحول إتهام الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد موسي حريكة أن البيانات الصادرة عن المنظمات الإقليمية سواء كانت الإتحاد الأفريقي أو الإتحاد الأوروبي لم تشر إلى الإمارات بصورة مباشرة بل كانت الإشارة موجهة إلى الأطراف الإقليمية،و الدعوة لعدم تدخلها في الحرب الدائرة في السودان، وعدم تقديم مساعدات لأي طرف من أطراف الحرب.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا تضمن شهادات متعددة بشأن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع.
وأعرب حريكة عن استغرابه بشأن استمرار العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الامارات والسودان على الرغم من حدة الخطاب السياسي لحكومة السودان، وإتهامها الصريح للإمارات، مؤكداً أنه لم يصدر رد فعل مضاد من الإمارات تجاه الخطاب المتصاعد من حكومة السودان، ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن آخر إجتماع لمجلس الأمن شهد ردا من الجانب الإماراتي على الاتهامات التي وجهها مندوب السودان إلى الإمارات بلعب دور في الحرب في السودان. وتابع قائلاً إذا كانت الحكومة السودانية مقتنعة تماماً بأن الإمارات تتدخل في الشأن السوداني كان ينبغي عليها العمل وفق الأعراف الدبلوماسية وتقليص التمثيل الدبلوماسي، وطرد الدبلوماسيين ، موضحاً أن هذا ما لم يحدث . وأعتبر أن الإمارات استطاعت أن تؤسس لدور تجاه الأزمة السودانية واستطاعت أن تقنع الجانب الامريكي.
دور مرفوض
ورأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد موسي حريكة أن الإمارات لا تستطيع لعب دور في حل الأزمة السودانية لسبب واحد هو أن الجيش السوداني وجهات أخرى تتهمها بدعم أحد أطراف الحرب، مشيراً إلى أن ذلك قد يعيق دور الامارات مستقبلاً في الشأن السوداني، منوها إلى رفض الجيش المشاركة في محادثات جنيف الأخيرة بحجة وجود الإمارات ضمن أطراف الوساطة.
لا بد من الحوار
وختم حريكة حديثه قائلا أنه مهما طال أمد الحرب في السودان فلا بد ، في نهاية المطاف، من الجلوس إلى طاولة الحوار وإيجاد حلول سياسية، أسوة بكل الحروب التي دارت في العالم ، مؤكدا ضرورة محاصرة الحرب الدائرة الآن، وما أفرزته من أزمة إنسانية، بعمل سياسي. وقال إن العالم سيضغط الأطراف للانخراط في حوار مباشر أو غير مباشر. وقالو إن الحل العسكري لن ينهي الأزمة ، مؤكداً أن الحرب إنتقلت إلى حرب تجويع للمواطنين وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية المتشابكة من صحة وتعليم وغيرها.