هل تجاوز الإعلام السوداني صدمة الحرب؟

الصحفي دكتور عباس التجاني

الصحفي دكتور عباس التجاني: مصدر الصورة سوشيال ميديا

أمستردام: 5 ديسمبر 2024: راديو دبنقا

تواجه الصحافة والإعلام العديد من التحديات المرتبطة بأوضاع الحرب في السودان، الأمر الذي يتطلب تعريف وتحديد هذه التحديات بشكل واضح للعمل على مواجهتها والتأقلم والتكيف مع الأوضاع الطارئة في البلاد، كما أن على المؤسسات الصحفية والإعلامية والصحفيين والإعلاميين الاستعداد مبكرا لمرحلة ما بعد الحرب والتي ستمثل ميلادا جديدا للصحافة السودانية التي تجاوز عمرها مئة عام.

برنامج ملفات سودانية خصص حلقته هذا الأسبوع، التي تذاع يوم السبت 7 ديسمبر 2024، للحديث عن أوضاع الصحافة والإعلام في زمن الحرب وأولويات العمل الصحفي والإعلامي في هذه المرحلة الحساسة.

ضيف الحلقة الدكتور عباس التجاني، الخبير الإعلامي والمدير التنفيذي لمركز سلا ميديا، ومقره المؤقت في العاصمة اليوغندية، كمبالا.

تجاوز صدمة الحرب

أوضح الدكتور عباس التجاني أنه لا يمكننا القول أن الصحافة والإعلام نجحا في تجاوز صدمة الحرب بأي حال من الأحوال، بالنظر إلى أن التحديات التي واجهها الإعلام منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 معقدة جدا ومريرة جدا وتحمل في داخلها جملة من المخاطر الأمنية التي تعرض لها الصحفيون والمؤسسات الصحفية.

وأضاف الخبير الإعلامي أن الحرب شردت آلاف الصحفيين ودمرت البنيات الأساسية للصحافة سواء كانت ورقية أو مسموعة أو مرئية، كما وقعت تعديات على دور المؤسسات الإعلامية وعلى الصحفيين أنفسهم.

وأكد المدير التنفيذي لمركز سلا ميديا أن طرفي الصراع عملا على تقييد حركة الصحفيين مما عرضهم لمخاطر أمنية جسيمة في نقاط الارتكاز عند خروجهم نحو المناطق الآمنة.

وأضاف أن “عددا كبيرا من الصحفيين قد فُقد، ودُمرت أوضاعهم الاقتصادية بعد فقدانهم لأدوات عملهم، أيضا تم احتجاز عدد كبير من الصحفيين وتعرض بعضهم للتهديد بشكل مباشر أو عبر التهديدات الالكترونية، فيما اعتقلت أعداد من الصحفيين ووصل الأمر بأحد أطراف النزاع لتضمينهم في قوائم الاتهامات المرتبطة ببعض الكتل والمجموعات السياسية”.

أوضاع غير مسبوقة

ونوه الدكتور عباس التجاني، في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع يوم السبت 7 ديسمبر 2024، إلى أن هذه المرة الأولى التي تواجه فيها المؤسسات الإعلامية مثل هذه الأوضاع، بما فيها الإعلام الحكومي حيث دارت معارك شرسة بين أطراف النزاع للسيطرة على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون.

ووصف الخبير الإعلامي المرحلة الحالية بمرحلة الإظلام الإعلامي الكامل وأنه حتى المحطات الإذاعية والتلفزيونية في الولايات خرجت من الخدمة تماما بسبب التشريد المستمر وتنقل الكوادر وفقدان الأمن.

وأشار إلى أن المؤسسات الإعلامية، وبصورة خاصة الصحف، كانت قد بدأت في التعافي خلال الفترة الانتقالية وعملت على تطوير بعض الإمكانيات والاستراتيجيات التي تتيح لها التعايش مع تطورات الإعلام الجديد، لكن هذه المؤسسات تعرضت للتدمير لأن غالبيتها متمركزة في ولاية الخرطوم.

استهداف النوع الاجتماعي

واعتبر المدير التنفيذي لمركز سلا ميديا أن هناك تدهورا في البنيات الإعلامية غير مشهود في تاريخ السودان ومنذ ظهور الصحافة في العام 1903، ولم تعد المؤسسات الإعلامية قادرة على العمل من مراكزها ومؤسساتها ولم يعد الصحفيين قادرين على الوصول إلى مؤسساتهم. كما أن عدم التزام أطراف النزاع بالقانون الدولي الإنساني الذي يوفر الحماية للصحفيين يزيد من تعقيد الأوضاع وأدى ذلك إلى مقتل عدد من الصحفيين ومن بينهم صحفية من مؤسسة سودان بكرة تعرضت للدهس بمركبة عسكرية العام الماضي ما يعكس استهدافا للنوع الاجتماعي في ظل تعرض الصحفيات لمخاطر كبيرة.

وشدد الدكتور عباس التجاني في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع يوم السبت 7 ديسمبر 2024 أن الإعلام السوداني، مؤسسات وصحفيين، لم يكن مستعدا لمواجهة هذا الواقع المعقد وكيفية العمل في بيئة خطرة وأن ذلك يعكس غياب التدريب للتعامل مع مثل هذه الظروف.

Welcome

Install
×