هدوء حذر مع سريان الهدنة في يومها الاول بالخرطوم والولايات
تشهد العاصمة الخرطوم والمدن الرئيسية بالولايات المأزومة هدوءا مع بدء سريان الهدنة التي تستمر 3 أيام، وذلك عشية انعقاد مؤتمر دولي برعاية سعودية لتقديم المساعدات يبدأ يوم الاثنين في جنيف . وبحسب شهود متعددون بالعاصمة والولايات فان هدوءا حذرا يسود جبهات القتال بين الجيش والدعم السريع بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ السادسة من صباح اليوم الاحد
ووفق بيان سعودي أميركي، اتفق طرفا النزاع على أنهما سيمتنعان عن التحركات والهجمات خلال فترة وقف إطلاق النار.
وقد حذر الوسيطان السعودي والأميركي الطرفين من عدم التزامهما بوقف إطلاق النار، وهو ما سيضطر الوسيطين إلى النظر في تأجيل محادثات جدة وفق البيان الصادر عنهما.
وكان الناطق باسم الجيش السوداني أكد موافقة القوات المسلحة على الهدنة.
في المقابل، أكد الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الالتزام التام بالوقف الكامل لإطلاق النار بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سودانيين خشيتهم من أن الأيام التي تلي الهدنة تكون قاسية جدا كأنما المقاتلون يريدون تعويض الهدنة
تفاصيل عن الهدنة الجديدة
وقال بيان مشترك عن المسهلين – أميركا والسعودية- إن “ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع اتفقا على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان لمدة 72 ساعة اعتبارًا من 18-21 يونيو الساعة 6 صباحاً بتوقيت الخرطوم”.
وأوضح أن الجانبين اتفقا على أنهما خلال فترة وقف إطلاق النار سيمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية والمسيرة والقصف المدفعي وتعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات.
كما تواثق الطرفان وفقا للبيان على الامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار والتزما كذلك السماح بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.
ودعا المسهلان الطرفين إلى النظر في معاناة الشعب السوداني، وضرورة الالتزام التام بوقف إطلاق النار وتوقف حدة العنف.
وتابع ” حال عدم التزامهم بوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، سيضطر المسهلان إلى النظر في تأجيل محادثات جدة”.
وأعلن المتحدث باسم قوات الدّعم السريع ترحيبهم باتفاق وقف إطلاق الجديد لمدة 72 ساعة.
وأكد التزامهم بوقف القتال في جميع أنحاء السودان بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وزيارة المرافق العامة كالمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء من اجل إصلاحها وتشغيلها.
غدا مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية
وتتزامن الهدنة المعلنة في السودان مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق يوم غد الاثنين في جنيف.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان في السودان المقدّر بـ 45 مليونا، للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل النزاع.
وأعلنت السعودية -التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى- أن هذا المؤتمر هدفه “إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة”.
وأشارت الأمم المتحدة -في وقت سابق هذا الشهر- إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها نالت 16% فقط من التمويل المطلوب.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام الأممي “من إجمالي 2.6 مليار دولار مطلوبة للاستجابة الإنسانية هذا العام، لم نتلق سوى 400 مليون”.
قبل الهدنة : قتلي بقصف جوي وارضي بالخرطوم
وكان نحو 17 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم جنوب الخرطوم، يوم السبت إثر قصف جوي لسلاح الجو السوداني استهدف تجمعات لقوات الدّعم السريع.
وقال بيان أصدرته غرفة طوارئ جنوب الحِزام إن الغرفة أحصت نحو 17 قتيل من المدنيين بينهم أطفال نتيجة للقصف الجوي الذي استهدف سوق منطقة أنغولا في ضاحية مايو.وأوضح بأن استهداف الطيران الحربي تسبب في تدمير نحو 25 منزلاً.
وشهد يوم الجمعة ايضا مقتل أكثر من 10 مدنيين جراء القصف الجوي والأرضي العشوائي الذي طال عددا من الأحياء السكنية في مناطق مختلفة بالعاصمة السودانية الخرطوم، وذلك مع تفاقم حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي دخل شهره الثالث.
وقال شهود عيان إن 4 أشقاء قتلوا في حي القادسية بمنطقة شرق النيل بعد سقوط قذيفة في منزلهم، كما قتل أكثر من 8 أشخاص في أم درمان غربي الخرطوم ومنطقة اللاماب بجنوب العاصمة بسبب القصف الجوي المكثف الذي استهدف عددا من الأحياء.