هدوء حذر في “زمزم” والأمم المتحدة تكشف عن مقتل اثنين من موظفي الإغاثة الدولية

الفاشر: 13 فبراير 2024

قالت الأمم المتحدة إن الهجمات على معسكر زمزم هذا الاسبوع في الفاشر أدت إلى مقتل اثنين من موظفي الإغاثة الدولية بشكل مأساوي. وأعربت كلمنتين نيكوتا سلامي منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان عن قلقها البالغ إزاء سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في معسكر زمزم. وشددت على ضرورة حماية المدنيين والسماح لهم بالفرار إلى بر الأمان.

وأبدت صدمتها للهجمات على معسكر زمزم للنازحين وإغلاق طرق الهروب، مما يعرض حياة المدنيين للخطر في ظل عدم توفر العلاج للمصابين. وأشارت إلى تقارير تفيد بأن النازحين يفرون من مخيم زمزم إلى أجزاء أخرى من الفاشر، ويلجأون إلى الأماكن المفتوحة والمنازل المهجورة.

47 قتيلا وجريحا

كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن استقبال مستشفاها الميداني في معسكر زمزم سبعة قتلى و40 جريحا يومي الثلاثاء والأربعاء. فيما شهد المعسكر صباح اليوم هدوءً حذراً.

وقالت في تغريدة على منصة إكس إن المستشفى الميداني غير مجهز للتعامل مع الإصابات التي تتطلب تدخلا جراحيا، وأشارت إلى استحالة إرسال المرضى ذوي الحالات الحرجة إلى المستشفى السعودي في الفاشر بسبب الاشتباكات العنيفة على الطريق.

وطالبت جميع الأطراف المتحاربة إلى تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين والسماح لهم بالفرار من المعسكر، وحماية الطاقم الطبي والمرافق الصحية.

وأعربت المنظمة عن قلقها البالغ بشأن سلامة موظفيها ومئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون بالفعل تحت القصف والجوع في زمزم، أكبر مخيم للنازحين في البلاد.

وقالت إن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر ومعسكر زمزم منذ أشهر، وإن القتال دار بينها بين القوات المشتركة داخل المعسكر مما يعرض العديد من النازحين للخطر.

ويبلغ عدد النازحين في معسكر زمزم جنوبي الفاشر أكثر من 500 الف نازح.

صد الهجوم

قالت قيادة الفرقة السادسة مشاة في الفاشر إن الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية تمكنوا من صد هجوم شنته قوات الدعم السريع على معسكر زمزم أمس لليوم الثاني.
  وأوضحت في بيان اطلع عليه راديو دبنقا إن المدفعية والطيران لعبا دورا في صد الهجوم وقالت إنهم تمكنوا من السيطرة الكاملة على المعسكر، وطاردوا الدعم السريع إلى جنوب شرق المدينة.

في المقابل، نشر جنود من الدعم السريع مقطع فيديو قالوا فيه إنهم سيطرت على منطقة قوز بينة بالقرب من معسكر زمزم.

مطالبات بإسقاط مساعدات

قال مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور إن قوات الدعم السريع أحرقت الممتلكات خلال هجومها على معسكر زمزم كما نهبت وأحرقت الماشية. وطالب المنظمات بإسقاط المساعدات للنازحين في المعسكر.

من جانبه أعرب الناطق باسم حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، الصادق النور عن استغرابه من عدم إرسال متحركات إلى الفاشر، وتساءل عن الأسباب التي منعت إرسال المتحركات.

 اتهامات

 اتهمت قوات الدعم السريع الحركات المسلحة باتخاذ مواطني زمزم دروع بشرية وتحويل المعسكر لقاعدة عسكرية. وقال الباشا طبيق في تغريدة على منصة إكس إن الحركات تستلم الإغاثة التي تأتي للمواطنين من المنظمات وتوزعها على معسكراتها.

اتهامات مضادة

بالمقابل، اتهم والي شمال دارفور حافظ بخيت قوات الدعم السريع بقتل المواطنين العزل وحرق المتاجر والأسواق ونهب وسرقة البضائع  خلال هجوم شنته على معسكر زمزم استمر ليومين.
  وقال  في بيان إن قوات الدعم السريع هاجمت أيضا قرية (تروندو) التى تقع بالقرب من المعسكر، حيث قتلت عددا من سكان القرية إلى جانب اقتياد آخرين وسرقة عدد من السيارات ونهب الممتلكات والماشية.

صمت دولي

من جهتها أعربت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي بالصمت المريب إزاء تصعيد قوات الدعم السريع هجماتها على معسكر زمزم خلال يومين.

 وحملت مجلس الأمن والقوى الغربية جانبا من المسؤولية لأنهم صمتوا على القصف المتواصل للمعسكر طوال الفترة الماضية.

حياة الأطفال في خطر

 قالت منظمة اليونسيف إن مئات الآلاف من الأطفال معرضون للخطر مع تصاعد القتال في  الفاشر و معسكر زمزم وما حوله في شمال دارفور .
  وطالبت بإنهاء الرعب الذي يسببه هذا القتال، والعنف ضد الأطفال.

من جانبها أدانت جمعية الأطباء السودانيين الأميركيين سابا بشدة الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور. حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين العزل، مما أسفر عن سقوط ضحايا وتدمير سوق المخيم بالكامل.

وأعربت في بيان عن قلقها العميق إزاء فقدان الاتصال بفريقنا على الأرض لأكثر من 24 ساعة. وحملت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامتهم وسلامة جميع المواطنين في زمزم.

وطالبت بشكل عاجل بوقف العنف فورًا والمساءلة الكاملة والعدالة للضحايا. ودعت المجتمعين الدولي والإقليمي على اتخاذ إجراءات سريعة وفورية لحماية أرواح المواطنين السودانيين.