هجمة عنيفة لجهاز الأمن بمصادرة 4 من الصحف لليوم الرابع وشبكة الصحفيين تصفها بالمجزرة

واصل جهاز الأمن هجمته الشرسة على الصحف لليوم الرابع على التوالي، حيث صادر أربعة صحف أمس الجمعة هي التيار، الجريدة، آخر لحظة والوطن دون إبداء أي أسباب في عملية تعد الأعنف من نوعها. وقال رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة عبد العظيم صالح لراديو دبنقا إن جهاز الأمن صادر الصحيفة فجر أمس الجمعة لليوم الرابع على التوالي دون إبداء أي أسباب. وكشف عن الأثر البالغ للمصادرات المتكررة على اقتصاديات الصحف وتكبيدها خسائر مادية فادحة. وطالب عبد العظيم صالح جهاز الأمن الاحتكام للقانون والكف عن مصادرة الصحف. وقررت هيئة تحرير الجريدة أمس الجمعة الاحتجاب عن الصدور اليوم السبت احتجاجا على المصادرات المتوالية للصحيفة. 

وانتقد صحافيون بشدة المصادرات وابدوا استغرابهم للمصادرات التي يقوم به جهاز الأمن واشاروا الى أنها المرة الأولى التي تصادر فيها الصحف بشكل جماعي ومتتالي بدون معرفة سبب المصادرة. ووصفت شبكة الصحفيين السودانيين المصادرات بأنها مجزرة ونكسة كبرى تشهدها حرية الصحافة. واعتبرتها الشبكة فى بيان لها أعنف عملية مصادرة تشهدها الصحافة السودانية منذ أكثر من عام. وقالت الشبكة إن بعض الصحف المصادرة حاولت انتزاع إفادة من الأمن حول أسباب هذه المجزرة لكن لم تتحصل على معلومات قاطعة، ما يعني أن الحملة تستهدف فاعلية الصحافة وأن الأمر تجاوز إبداء التحفظات حول النشر في بعض القضايا، ما يُنبئ أن الإجراء القادم سيعوق المهنة.

وانتقد رئيس تيار إسناد الحوار الوطني د.عمار السجاد على صفحته بفيس بوك أمس الجمعة مصادرة الصحف قائلا إنه "لا إنفاذ لمخرجات الحوار الوطني ولا حريات في ظل مصادرة صحف وتعديل الدستور لإعادة ترشيح البشير ولا جديد .. قوموا إلى إسقاط النظام يرحمكم الله.."

ووصف نبيل أديب المحامي مسودة قانون العمل الطوعي والتعديلات في قانون الصحافة بالقمعية والمخالفة للدستور مؤكداً أنها ستزيد من عزلة السودان الخارجية. وقال نبيل أديب لراديو دبنقا إن الهدف من القانونين هو إسكات الصحافة والتهديد الصريح لحرية التنظيم. وأوضح أن القوانين الجديدة تخالف توصيات مجلس حقوق الإنسان الأممي وتناقض ما تم إنجازه لرفع العقوبات الأمريكية على السودان. وذكر أن القوانين الجديدة ،في حال إجازتها ، ستعجل انتخابات 2020 شكلية وستزيد من عزلة السودان الخارجية.

من جانبه أعلن البروفيسور صلاح الدين الدومة أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية التوقف عن التحليل السياسي في وسائل الإعلام والمؤتمرات والندوات، وذلك جراء الملاحقات الأمنية التي تجاوزت شخصه لتطال طلاب الدراسات العليا الذين يشرف على رسائلهم. وقال إنه أبلغ جهاز الأمن عبر مدير جامعة أمدرمان الإسلامية بقراره القاضي التوقف عن التحليل السياسي في وسائل الإعلام.