رئيسة لجنة نقابة الأطباء ترجح أن وفاة المئات في الهلالية بشرق الجزيرة نتجت عن “الكوليرا”

الهلالية شرق الجزيرة الكوليرا مواطنون الهلالية بشرق الجزيرة يحتمون بالمسيد-مصدر الصورة:وسائل التواصل

ازدحام المواطنين في مركز إيواء في الهلالية بشرق الجزيرة -المصدر: وسائل التواصل الاجتماعي

أمستردام:12 نوفمبر 2024:راديو دبنقا
رجحت الدكتورة هبة عمر، رئيسة اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، أن تكون حالات الإصابة التي أدت إلى وفاة أكثر من 400 شخصا في الهلالية بشرق الجزيرة “كوليرا”.

وقالت الدكتورة هبة عمر، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن نمط حالات الإصابة المتفشية في الهلالية بشرق الجزيرة أشبه بالكوليرا مشيرة إلى الانتشار الواسع للمرض مع استمراره لفترة طويلة، واستبعدت أن تكون الحالات ” تسمما كيميائياً” لأن الأخير يصيب عددا محددا من الحالات ويستمر لفترة محدودة من الزمن.

وقالت إن رواية المواطنين الناجين الذين خرجوا من الهلالية تشير إلى إصابتهم بالمرض بعد تناولهم “بليلة” تم صنعها من “تقاوى” قمح أثناء حصارهم بالمسيد في الهلالية، بجانب شربهم الماء من بئر قديم ظل مهجورا لفترة طويلة.

وقالت إن المواطنين لجأوا إلى المسيد ومناطق أخرى في المدينة بسبب تزايد هجمات وانتهاكات الدعم السريع.

وتتهم جهات عديدة قوات الدعم السريع بحصار المواطنين في الهلالية منذ أكثر من اسبوع واطلاق النار عليهم مما أدى لمقتل 15 شخصاً على الأقل ووفاة اكثر من 350  جراء تسميمهم بواسطة دقيق ملوث كيميائيا. وبالمقابل نفت الإدارة المدنية بولاية الجزيرة التابعة للدعم السريع في مؤتمر صحفي حصارها المواطنين أو تسميمهم مؤكدة أن الحالات المتفشية في المدينة كوليرا. كما حمّلت الجيش المسئولية عن التفلتات التي تحدث في الهلالية.

من جانبها كشفت وزارة الصحة الاتحادية في تقريرها الوبائي اليومي، الثلاثاء، عن تسجيل عدد كبير من حالات الإصابة بالكوليرا وسط النازحين من شرق الجزيرة إلى كسلا والقضارف ونهر النيل مما يؤكد تفشي الوباء بالولاية.

وفيات وانهيار للنظام الصحي
وتقول الدكتورة هبة عمر، رئيسة اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن عدد الوفيات في الهلالية يفوق 400 حالة، مشيرة إلى أن معدلات الوفيات اليومية في بداية الوباء كان يتراوح بين 10 إلى 12 حالة ولكنها انحسرت خلال اليومين الماضيين.

ولفتت إلى تسجيل 65 حالة وفاة خلال الأيام الماضية وسط الذين خرجوا من الهلالية إلى مناطق أخرى، بجانب 40 إصابة وسط الأطفال دون تسجيل أي وفيات.

وأرجعت الدكتورة هبة ارتفاع عدد الوفيات إلى عدم قدرة المواطنين على مقاومة الوباء بسبب ضعف بنيتهم جراء عدم توفر الغذاء لفترات طويلة.

وأكدت أن انهيار النظام الصحي في منطقة الهلالية، وإغلاق معظم المرافق الطبية، وعدم توفر الكوادر الطبية المؤهلة بجانب عدم توفر المعينات أدى لعدم القدرة على التشخيص الدقيق لما يجري.

ونبهت إلى شح كبير في المحاليل الوريدية والأدوية والمعينات بجانب صعوبات تواجه عمليات التعقيم والتخلص من النفايات. ولفتت إلى تفشي وباء الكوليرا في حلفا وام ضوابان التي اتجه إليها النازحون من شرق الجزيرة.

وكانت لجان مقاومة شرق النيل كشفت في تقرير لها يوم الأحد عن 50 حالة وفاة في “أم ضوا بان” بسبب الكوليرا مشيرة إلى أن عدد المرضى في مركز العزل يفوق مائتي مريض. فيما أكدت التقارير الصحية تفشي الكوليرا وسط النازحين في الصباغ وحلفا الجديدة.

جهود النقابة
وحول جهود النقابة، أشارت الدكتورة هبة إلى أن نقابة الأطباء سارعت في تكوين غرف طوارئ في المناطق القريبة من الهلالية بالتعاون لجان المقاومة وأبناء المنطقة، كما أقامت عيادة اونلاين، وتمكنت من توفير أماكن لعزل للمصابين بالوباء الذين خرجوا من الهلالية، بجانب مطبخ خيري.

وقالت إن النقابة تعمل على شراء الأدوية من السوق السوداء في المناطق القريبة من الهلالية مبينة في الوقت ذاته أن الأدوية والمحاليل الوريدية التي يجري شراؤها من السوق السوداء باهظة الثمن ومحدودة، ولا تعتبر العلاج المثالي، وأكدت أن الوضع الصحي في الجزيرة وبقية الولايات  في حالة انهيار، وإن من لم يمت بالرصاص مات بالمرض وانعدام العلاج.

وأوضحت أن اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء نظمت حملة تبرعات من أجل توفير الأدوية والغذاء لمواطني الهلالية وشرق الجزيرة، داعية المواطنين للمساهمة الفاعلة.

تقارير
من جهة أخرى، كشف مؤتمر الجزيرة عن وفاة 23 شخصا في الهلالية أمس الاثنين جراء مضاعفات التسمم وغياب الرعاية الصحية ليرتفع عدد الوفيات الى 382 .

من جانبها قالت لجان مقاومة مدني إن مدينة الهلالية بشرق الجزيرة ما زالت  تحت وطأة الحصار العنيف المفروض لأكثر من أسبوع من قِبل الدعم السريع، وأوضحت في تقرير أنها رصدت ما يزيد عن 30 ألف مواطن محتجزين داخل مدينة الهلالية الآن ، وإن الدعم السريع حولت المدينة إلى سجن كبير.

وأشارت إلى ارتفاع حصيلة الضحايا من مواطني مدينة الهلالية إلى ما يزيد عن ٣٥٠ حالة وفاة ، من بينهم ١٥ مواطنا  سقطوا بالرصاص الحي، بينما توفي البقية بسبب التسمم.

وتشهد مناطق شرق وشمال الجزيرة هجمات وانتهاكات واسعة من قبل الدعم السريع منذ ثلاثة أسابيع إثر انشقاق قائد الدعم السريع بالجزيرة ابو عاقلة كيكل وانضمامه للجيش.

Welcome

Install
×