نساء دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق والسودان يطالبن في يوم المرأة العالمي بالامن والسلام وتحقيق العدالة

كشفت إحدى القيادات النسوية في معسكرات النازحين بدارفور… وفي مناطق الحرب الأخرى بجبال النوبة والنيل… وحول أوضاع المرأة بشرق… وقالت الصحفية مديحة عبد الله…

يحتفل العالم اليوم الثلاثاء باليوم العالمي للمرأة وذلك كتقليد راسخ درجت عليه نساء العالم. وفي السودان تعاني المرأة السودانية من أوضاع اجتماعية معقدة حيث ما زالت عرضة للعنف والعنف المضاد وتعاني من انتهاكات جسيمة وكذلك من قانون النظام العام الذي ينتهك خصوصية المرأة. وقد أدت الحروب والنزاعات المحلية بالسودان إلي تشريد الآلاف من النساء وخرجهن من شبكة الأمان الاجتماعي. وكشفت إحدى القيادات النسوية في معسكرات النازحين بشمال دارفور لراديو دبنقا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يوم الاثنين (8) مارس عن معاناة النساء النازحات في معسكرات دارفور من انعدام الأمن والتعرض للعنف الجسدي والجنسي بواسطة المليشيات المسلحة وتفشي أمراض سوء التغذية وسط الحوامل والأمهات وعدم توفر خدمات الصحة والتعليم والتمييز في الأجور. وقالت القيادية النازحة بمعسكرات شمال دارفور في مقابلة مع راديو دبنقا بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 مارس إن النازحات يتعرضن للاغتصاب والاعتداءات الجسدية بواسطة المليشيات المسلحة عند خروجهن من المعسكرات بغرض الاحتطاب أو للعمل في المزارع وكمائن الطوب. وأشارت إلى معاناة النازحات بسبب إيقاف صرف الحصص الغذائية لأعداد كبيرة من النازحين بالإضافة إلى الارتفاع المتزايد في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية.
وحول الوضع الصحي للنازحات كشفت القيادية النازحة عن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض سوء التغذية وسط الحوامل والأمهات في المعسكرات النازحين بدارفور هذا إلى جانب تفشي النزيف والكحة وسط الحوامل. وأشارت في المقابلة مع راديو دبنقا أمس كذلك إلى عدم توفر الرعاية الصحية في المعسكرات بعد طرد الحكومة للمنظمات العاملة في القطاع الصحي منذ أعوام. وأشارت أيضا لارتفاع معدلات الأمية وسط النازحات، ونبهت إلى أن التلميذات يتم إيقافهن من الدراسة في المستوى الخامس بسبب الرسوم الباهظة ويتفرغن لمساعدة أمهاتهن في الخدمات المنزلية والأعمال الأخرى الشاقة. وطالبت بضرورة تحقيق السلام ووقف الحرب ونزع سلاح المليشيات وحماية المرأة من العنف وتقديم مرتكبي جرائم الاغتصاب وجميع أشكال العنف الأخرى ضد المرأة للعدالة.
وفي ولاية جنوب دارفور قالت عواطف عبد الرحمن إسحق الأمين العام للمرأة النازحة بالولاية إن الاحتفال باليوم العالمي يمر اليوم بينما تعاني المرأة النازحة من أبسط مقومات الحياة بعد أن قطعت عنها المساعدات الإنسانية وانعدمت الأغذية والمياه والصحة والسكن. وقالت عواطف في مقابلة مع راديو دبنقا عبر برنامج ملفات سودانية إن معظم النساء في المعسكرات لا يستطعن الحصول علي كسرة الخبز بعد أن طردت الحكومة المنظمات التي كانت تدعم النازحين. وقالت عواطف إن أمراض سوء التغذية أدت إلى وفاة أعداد كبيرة من الاطفال والفتيات صغيرات السن. وذكرت أن هجمات المليشيات ما تزال تهدد النساء اللائي يعملن في الاحتطاب وحريق الفحم الذي أصبح المصدر الوحيد للرزق. وأوضحت أن الحكومة رفعت يدها تماما من المعسكرات في وقت تعيش فيه المرأة في الصقيع والبرد وتترقب الشتاء القاتل ولا أحد يتعاطف معها.

وناشدت عواطف الرجال في دارفور بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أن يكفوا عن الهجمات التي يقومون بها تجاه المرأة واغتصابها وانتهاك حقوقها. وأكدت أن جرائم الاغتصاب لن تمسحها المحاكمات ولا السجون وستظل عالقة بأذهان الضحايا. وقالت إن هناك نازحات قدمن أرواحهن حماية لشرفهن وعرضهن وطالبت المجتمع السوداني بتحمل مسئولياته تجاه المرأة النازحة. وناشدت المجتمع الدولي بالتدخل لصالح المرأة وحمايتها من الفقر والجوع والمرض.

وفي مناطق الحرب الأخرى بجبال النوبة والنيل الأزرق ناشدت نجوى موسى القيادية بمنظمات المجتمع المدني بالمنطقتين نساء العالم وخاصة فى جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق بضرورة التضامن وتحدى الصعاب من أجل إحداث التغيير والحصول على الحقوق الكاملة للمرأة وذلك بالاهتمام بتعليمها. وقالت نجوى في مقابلة مع راديو دبنقا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة إن المرأة فى المنطقتين تواجه أشد المعاناة فى ظل استمرار الحرب وأنها على الرغم من معاناتها فإنها تحتفى باليوم العالمى للمرأة فى كل عام، وتبث رسائلها لتضم صوتها لنساء العالم المحتفلين من تحت الأشجار ويبثن رسائلهن لتوصيل معاناتهن. وأشارت إلى أنه فى ظل استمرار الحرب فإن المرأة تفقد الفرصة لكى تعد نفسها بتمثيل دورها الكاملة فى المجتمع وتحقيق أهدافها التى تحلم بها. وأوضحت أن المرأة من أكثر الشرائح التى تضررت من الحرب وخاصة بسب القصف الجوى للطيران، مشيرة إلى أن (40) بالمائة من ضحايا الحرب من النساء والأطفال. كما أشارت إلى ارتفاع معدل الوفيات وسط النساء الحمل بالمنطقتين فوق المعدل الطبيعى وذلك بسبب انعدام الرعاية الصحية فى المنطقتين مشيرة إلى وجود مستشفى واحدة فى المنطقتين بجبال النوبة.
وحول إفرازات الحرب قالت نجوى إن القصف الجوى للطيران خلف آثارا نفسية سيئة وسط النساء والاطفال وخاصة النساء لمشاهدتهن المباشرة للضحايا من الأطفال وحرق المنازل. وقالت إنه فى حالة تحقق السلام فإن من الأولويات المطلوبة هى تقديم العلاج النفسى للمرأة والطفل، كما أشارت إلى وجود عنف ضد المرأة على المستوى الأسرى. وقالت إنه بسبب غياب الوعى لدى المرأة فإنها لا تستطيع الحصول على حقها القانونى فى حال وقوع عنف ضدها كما أشارت إلى وجود بعض العادات الاجتماعية الضارة كالزواج المبكر وختان الإناث. وناشدت بضرورة وجود تشريعات رادعة لمنع تلك العادات من قبل الجهات الرسمية بالمنطقتين، وناشدت أيضا نساء فى الدول المتقدمة بضرورة الوقوف مع أخواتهن فى البلدان النامية باتجاه تقديم فرص التعليم وتمكينها للتعبير عن مشاكلها.
وحول أوضاع المرأة بشرق السودان قالت الدكتورة زينب كباشي رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة إن أوضاع المرأة بشرق السودان تعتبر حالة شاذة إذ ظلت تعاني من التهميش من مختلف الاتجاهات وأصبحت نموذجا للمعاناة والانتهاك. وقالت كباشي ان التهميش أيضا ظل يمارس علي أساس الهوية وبانتقاء مخالف للأعراف والقوانين وقالت ان الدولة استغلت غياب الاعلام وضعف المجتمع النسوي ومارست هناك أسوأ انتهاكات عرفها المجتمع السوداني.
وفي الخرطوم قالت الصحفية صباح ادم زوجة المعتقل الدكتور مضوي إبراهيم ان اليوم العالمي يمر والمرأة في السودان تعاني من أوضاع مأسوية بالغة التعقيد وناشدت صباح في مقابلة مع راديو دبنقا المجتمع الدولي ان ينتبه الي تحمل مسؤولياته وأوضحت صباح ان الاعتقال التعسفي لرب الاسرة يضع المرأة في وضع مزدوج اذ تقوم بأعباء الامومة والطفولة وقالت إن الإعلام السوداني ظل يشوه صور المعتقلين وقد أثر ذلك علي المرأة المعتقلة وتشويه صورة الزوج إعلاميا ما يلقي بظلاله عليهم كنساء.
ومن جانبها قالت الصحفية مديحة عبد الله إن أوضاع المرأة في السودان لم يحرز فيها أي تقدم بل تراجعت بعض المكتسبات الضعيفة التي نالتها وعزت ذلك لغياب العمل المنظم. وقالت الصحفية مديحة لراديو دبنقا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أمس إن الأجندة النسائية لم تنظم وتأثرت المرأة بالانشقاقات التي عاشتها مؤسسات المجتمع المدني والسياسي وأكدت أن قضايا المرأة متشابهة في جميع أنحاء السودان ولكن لم تنظم هذه القضايا موضحة أنه يمكن خلق برنامج مشترك من كافة الشرائح النسوية والعمل علي تجاوز الخلافات لمصلحة المرأة السودانية. وطالبت مديحة بإلغاء كافة القوانين التي تنتهك حقوق المرأة.
وفي نفس الموضوع ناشدت عوضية خميس كوكو رئيسة اتحاد النساء العاملات فى بيع الأطعمة والمشروبات السلطات الحكومية بالوقوف مع شريحة النساء العاملات من أجل واقع أفضل لهن. وأشارت فى مقابلة مع راديو دبنقا بمناسة اليوم العالمى المرأة أن عدد عضوية النساء فى الاتحاد بلغ أكثر من (8) ألف امرأة وأنهن استطعن بعملهن تخريج أكثر من (5) ألف من أبنائهن فى الجامعات فى مختلف التخصصات. وأشادت بدور المرأة العاملة على صمودها وتحدى الصعاب من أجل توفير معيشة كريمة لأسرهن. وقالت إن فوزها فى أميركا العام الماضى بجائزة أقوى امرأة يعد نصرا للمرأة السودانية. وأشارت إلى أن الاتحاد لديه تطلعات لغد أفضل للنساء العاملات، مشيرة إلى شروعهن بتدريب النساء العاملات فى مختلف التخصصات المهنية مثل الكهرباء والسواقة والفندقة والسياحة. وناشدت السلطات الحكومية بضرورة الوقوف معهن.
ومن جهة ثانية وفي العاصمة الخرطوم أيضا تعاني الآلاف من النساء العاملات في بيع الشاي والأطعمة من تراجع الدخل اليومي مع تصاعد الكشات وارتفاع الغرامات بجانب ارتفاع الأسعار بالسوق. وقالت عوضية عباس أمين مال الاتحاد والأمين العام لجمعية بائعات الشاي والاطعمة إن النساء العاملات في المهن الهامشية وهن بالآلاف بالخرطوم يعانين بشدة جراء الكشات والغرامات. وأضافت قائلة إن بعض النساء تمت إزالة مواقع عملهن وأخريات يواجهن مشقة كبيرة في الحصول علي وسائل كسب العيش. ودعت لوقفة واسعة لتصحيح الأوضاع وقالت إن النساء العاملات بالسوق تلزمهن السلطات المختصة بسداد مبلغ مالي نظير بطاقة جنائية فضلا عن الرسوم والضرائب.

 

Welcome

Install
×