نازحو بابنوسة في الفولة.. معاناة بلا نهاية
الفولة: 26 مارس 2024: راديو دبنقا
“أطفالنا يبكون من الجوع، ونعاني من عدم توفر مياه للشرب ولم نستحم منذ ثلاثة أسابيع وملابسنا تتمزق فوق اجسادنا” تقول منال عبد الله موسى (40 سنة ) النازحة من بابنوسة بسبب الحرب بين الجيش والدعم السريع إلى مركز إيواء مدرسة حسن عثمان رزق في الفولة لراديو دبنقا بعد أنقضت أشهر منذ أن تركت منزلها ولجأت إلى هذا المركز الذي يتكدس فيها الالاف في ظروف مأساوية.
أزمة حادة في المياه
ويشكو النازحون في مراكز الإيواء بالفولة التي يبلغ عددها 21 مركزاً من تدني في الخدمات، وعدم توفر الماء والغذاء، والاحتياجات الأساسية.
بحسب التقرير الذي أصدرته مفوضية العون الإنساني بولاية غرب كردفان يبلغ عدد النازحين بالولاية جراء القتال الدائر في بابنوسة نحو 63 ألف يتوزعون على 50 مركز إيواء.
وأكدت منظمة الهجرة الدولية إن عدد النازحين في مختلف أرجاء السودان منذ اندلاع الحرب بلغ أكثر من 6.5 مليون شخص بينما بلغ عدد الذين عبروا الحدود إلى الخارج أكثر من مليوني شخص.
وقال الإعلامي عيسى الضاكر لراديو دبنقا إن عدد النازحين في مركز إيواء مدرسة حسن عثمان رزق بالفولة يبلغ 554 فرداً ” 86 أسرة”، وأوضح إن النازحين يضطرون لنقل المياه بعربات التكتك حيث يعتمدون على مواطني المدينة في الحصول على الغذاء والماء، وتقول النازحة ثريا في استطلاع أجراه راديو دبنقا إن ” سعر باقة الماء ارتفع ب 500 جنيه ونضطر لنقل المياه من مسافات بعيدة”.
ويعاني النازحون أيضاً من عدم توفر مواد الإيواء، وتقول النازحة ثريا “مواد الإيواء غير متوفرة، ونحن نفترش الأرض حيث يتشارك 8 أشخاص في فرشة واحدة وأنا مصابة بالسكري”.
شح في الغذاء
وبشأن المواد الغذائية، يعاني النازحون من عدم توفر الغذاء ويعتمدون على المساعدات المقدمة من مواطني المدينة بينما وزعت السلطات كميات محدودة من المواد الغذائية لا تكفي حاجة النازحين وتقول ثريا “إنها لم تحصل على أي مواد غذائية بسبب عدم وجودها في المركز ساعة التوزيع”. وتقول نازحة أخرى “مفلسين ما عندنا حق الفطور والعشا”.
ويقول النازح بابو حسين حمدان “لا يجد الصائمون ما يفطرون به خلال شهر رمضان، والأطفال كأنهم صائمون لعدم توفر الماء والغذاء” ويضيف “السلطات وزعت كميات محدودة من الغذاء قبل عشرة أيام ولكنها لم تكفي حاجتنا لأكثر من يوم” وأشار إلى عدم توفر فرص العمل. وتقول النازحة فاطمة “لم أحصل على نصيبي من المساعدات التي تم توزيعها”.
أمراض وسط الأطفال والمسنين
ويشكو النازحون من تزايد معدلات الإصابة بالأمراض وسط الأطفال والمسنين مع عدم توفر الرعاية لصحية لذوي الأمراض المزمنة. وتقول النازحة فاطمة موسى لراديو دبنقا “أطفالنا مرضى، ونعاني من عدم توفر الغذاء والماء للإفطار في رمضان”. وتقول النازحة الحاجة خديجة “إنها لم تذق طعم النوم منذ ثلاثة أيام بسبب آلام العظام والسلسلة الفقرية واشتكت من عدم توفر العلاج وعدم توفر أي مبالغ لمقابلة الطبيب”.
كما تعاني النساء من عدم توفر الاحتياجات الخاصة مثل الفوط الصحيةوتقول نازحة “محتاجين للاحتياجات الخاصة للنساء، وحق الأكل والشراب والأحذية”.
وتعزو جهات حكومية عدم تقديمها لكميات كافية من المساعدات لصعوبة نقلها من بورتسودان إلى الفولة بسبب الحرب الدائرة.