نائبة ممثل اليونسيف بالسودان لـ(دبنقا): 4 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 730 ألف في مرحلة متقدمة
بورتسودان: السبت 24 فبراير2024: (راديو دبنقا)
أكدت نائبة ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان، ماري لويس ايجلتون، أن الأطفال الذين يعانون من المرحلة المتأخرة من سوء التغذية الحاد في السودان اليوم يقدرعددهم بحوالي 730 الف طفل. وألمحت إلى عدم تمكنهم من إيصال خدماتهم للأشخاص الأكثر حاجة من دون دعم عاجل. وشكت من القيود المفروضة عليهم وتأثر عملهم مع قطع الاتصالات والانترنت وعدم تمكنهم من التواصل مع الشركاء الدوليين والمحليين.
وقالت ماري في مقابلة مع “راديو دبنقا” إنَّ الأغذية العلاجية مهمة جدا لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. معتبرة أنها المرحلة الأسوأ من سوء التغذية، مشيرًة إلى أنه يتسبب في العدد الاكبر من الوفيات بين الأطفال.ورأت أنه من الضروري جدا إيصال الأغذية والألبان العلاجية إلى الحالات الاكثر حاجة، وخاصة في دارفور وكردفان والخرطوم، حيث تشهد أعلى معدلات سوء التغذية.
وشهدت معسكرات النازحين بولاية شمال دارفور وصول أول دفعة من الأغذية العلاجية الممنوحة من اليونسيف عبر دولة تشاد الجمعة الماضية، عن طريق منظمات وطنية في دارفور من بينها منظمة الجذورالتي تولت توزيع الإغاثة الممنوحة من اليونيسيف.
وفي ردها على سؤال حول كيفية الاعتماد على المنظمات المحلية أشارت ماري إلى أنهم يعتمدون على كل أطراف الصراع، وعلى السلطات الحكومية لكي تضمن المرور الآمن للإمدادات وخاصة الغذاءات ذات الطبيعة العلاجية. وقالت في المقابلة مع راديو دبنقا إنَّ اليونيسيف تعمل مع أكثر من خمسين شريكًا من المنظمات غير الحكومية؛ الوطنية والدولية في ثماني عشرة ولاية سودانية. وأَضافت “نفعل ذلك عبر اتفاقيات شراكة، نحن نقدم لهم الإمدادات مباشرة، كما نقدم التمويل وبناء القدرات لهم على الأرض”.
وذكرت نائبة ممثلة اليونسيف في السودان أنهم يعملون كذلك على المستوى المحلي بصورة لصيقة عبر عدد من الأشكال، بما فيها التنسيق مع الحكومات المحلية ومع الفاعلين في المجتمع المدني ومع منظمات المجتمعات المحلية والشركاء.
وفي تعليقها حول كيفية تفعيل آليات الرقابة قالت ماري “نحن نراقب انشطة شركائنا على الأرض، نراقبها مباشرة وكذلك عبر نظم مراقبة تتبع لطرف ثالث، وذلك لكي نتأكد من أن ما نقدمه يصل إلى الأطفال الذين يحتاجون إليه”، وأضافت “نحن نفعل ذلك بصورة دائمة وفقًا لسياساتنا واجراءاتنا، ونحن لدينا كذلك مركز للاتصال”.
وتوقعت اليونيسف في تقارير سابقة معاناة ما يقرب من 3,5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 700 ألف طفل ويحتاجون للعلاج المنقذ للحياة.
بينما قالت منظمة أطباء بلا حدود إن طفلا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين في دارفور في غرب السودان بمعدل 13 طفل يوميًا منددة “بالوضع الكارثي” فيه.
وفي ردها على سؤال لراديو “دبنقا” حول كيفية تحديد الاحتياجات قالت ماري إنَّها أجرت تقييمات للاحتياجات المحلية في جميع أنحاء البلاد، حيثما كان ذلك ممكنًا وعبر وسائل مختلفة. وأكدت أن اليونيسيف فعلت ذلك بنفسهاحيثما كانت موجودة بالفعل على الأرض، وفعلته كذلك عبر طرف ثالث في حالات أخرى.
ونبهت إلى أن اليونيسف كذلك هي مؤسسة رائدة في مجالات مختلفة، في مجالات المياه والصرف الصحي، في مجالات حماية الأطفال والتعليم والتغذية، مشيرًة إلى أنها تعمل مع كل شركائها ضمن تنسيق مشترك.
وتأثرت المنظمة الدولية من عملية انقطاع الاتصالات التي عمت كل السودان وأثرت سلبًا على عمل المنظمة في إيصال المساعدات والتواصل مع شركائهم الدوليين والوطنيين على الأرض. وشكت ماري من القيود المفروضة عليهم والتي تجعل عملهم صعبًا في مناطق محددة، كما عبرت عن معاناتهم مع شركائهم من أوقات صعبة، وقالت في هذه الحالات نستخدم التلفونات، وعندما يكون هناك انقطاع في الاتصالات ننتظر حتى يصير التواصل ممكنًا.
وجددت ماري التذكير بأن مستويات انعدام الأمن الغذائي في السودان ظلت عالية على الدوام. وقالت في المقابلة مع راديو دبنقا انه ووفقًا لتحليلات من ديسمبر الماضي فأن معدلات عالية من الجوع قد سجلت خلال موسم الحصاد بين اكتوبر وفبراير،وتابعت “فإننا نقدر أن حوالي 17.7 مليون شخص، أي أكثر من ثلث السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن حوالي 4 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 730 ألفا يعانون من مرحلة متقدمة من سوء التغذية الحاد.
وقالت نائبة ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان: في المقابلة مع دبنقا “انه وبناءًا على هذه الاحتياجات الكبيرة، فإن اليونيسيف تطلب 840 مليون دولار خلال عام 2024 لكي تقدم العون لما يقرب من عشرة ملايين شخص، بينهم 7.6 من الأطفال الاكثر ضعفًا في السودان، وذلك في مجالات حماية الطفل والصحة والتعليم والتغذية والمياه”. مشيرًة إلى أن طلب اليونيسيف حتى الآن لم يمول سوى 7% فقط، منوهًا إلى عدم تمكنهم من إيصال خدماتنا للأشخاص الأكثر حاجة من دون دعم عاجل.