مُستشار الدعم السريع محمد المختار لـ(دبنقا) : ملتزمون بتنفيذ إعلان جدة وحريِصُون على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
حوار – أشرف عبد العزيز
تتوالى الجُهود الدولية لوقف الحرب في السودان عاصفة ، والتي بدأت باجتماعات مجلس الأمن والسلم الأفريقي مُروراً بالاجتماع التحضيري للحوار السوداني السوداني الذي شهِدته العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، وحضرته قوى سياسية وقاطعته أخرى ذات وزن (تقدم – الحلو – عبدالواحد – البعث – الشيوعي)..ومع ذلك لم تقف المجهودات الإقليمية والدولية لوقف الحرب فكانت مُباحثات جنيف غير المباشرة والمُتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية ..سبقتها زيارة نائب وزير الخارجية السعودي إلى بورتسودان ثم زيارة الرئيس الأثيوبي أبي أحمد إلى السودان والتي كانت محصلتها المكالمة الهاتفية المفاجئة بين البرهان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد ..الآن دفعت الولايات المتحدة بخطة لوقف الحرب ودعت طرفي النزاع رسمياً للتفاوض جنيف ..(راديو دبنقا) في إطار مساعيه لكشف موقف طرفي الحرب من الخطة الأمريكية والحراك الإقليمي والدولي لوقف الحرب في السودان أجرى حوار مطولاً مع مستشار قائد الدعم السريع وعضو وفده التفاوضي مولانا محمد المختار ينشر في حلقتين.. إلى مضابط الحوار.
- الدعم السريع سريع الاستجابة لأي دعوة للتفاوض بسبب ضعفه وفقدان قيادته للسيطرة والتحكم على القوات؟
- فيما يتعلق بموضوع المفاوضات، ووفقاً لموقف قائد قوات الدعم السريع موقفنا من التفاوض مبدئي وليس (تكتيكي) مُتعلق بضعف القوات أو قوتها، ولذلك لبينا كل الدعوات السابقة لوقف إطلاق النار لإدراكنا أن حرب 15 أبريل التي أشعلها قادة النظام السابق (الفلول) أفرزت معاناة متفاقمة وسط المدنيين ونزح جرائها عدد كبير من المواطنين ودمرت البنية التحتية، ولذلك نحنُ حريصون على وقف الحرب لتخفيف وطأة المعاناة على شعبنا.
أما موقفنا العملياتي للدعم السريع مُتقدم، وفي كل مرحلة من المراحل يُعلن فيها عن منبر للتفاوض نسيطر على مواقع عسكرية جديدة، وقبل أيام كنا في جنيف وقواتنا فرضت سيطرتها على العديد من المواقع العسكرية، وبالتالي افتراضية نحن نوافق على التفاوض لضعفنا الميداني غير صحيحة.. قواتنا مُتقدمة في كل المحاور بعكس الطرف الآخر… قواته منهكة ولا توجد كتائب عسكرية تقاتل.. ومن يقاتلوننا هم بقايا الإسلاميين سواءً في سنار أو أمدرمان أوالفاشر أو بابنوسة ، وفي المقابل قوات الدعم السريع مسيطرة على الجزيرة ومعظم محليات سنار.. ونؤكد أن موقفنا من وقف إطلاق النار غير مرتبط بانتصاراتنا الميدانية وإنما هو موقف مبدئي.
*الجيش دائماً يشترط للذهاب للتفاوض تنفيذ إعلان جدة وأنتم ترفضون ذلك؟ - إعلان جدة ليس إتفاقاً ، ويُملي على الطرفين الإلتزام بمسؤولية حماية المدنيين … إعلان جدة إعلان إنساني.. وأكرر جدة ليس بها إتفاق حتى يقال إن الدعم السريع لم يلتزم به .. هم يتحججون بخروج الدعم السريع من منازل المدنيين وهذا لم ينص عليه بشكل واضح في الإعلان.. ولو تم النص عليه بشكل واضح ..هل آتى مواطن ليسكن في منزله وقام الدعم السريع بمنعه؟ ..نحن أولويتنا.. ما هي الأسباب التي أدت لخروج المواطنين من منازلهم؟ نحن مُفترض أن نناقش جذور المشكلة وليس القشور ..خرج المواطنون من الخرطوم نتاج للمعارك التي دارت بين الطرفين..ونتاج للقصف المدفعي وقصف الطيران.. مالم يتوقف العمل العسكري ويتم إسكات البنادق وتقف الحرب لن يستطيع المواطن العودة إلى منزله، لذلك نحن حريصون على الانتقال من عملية الاعلان الإنساني إلى عملية وقف إطلاق النار ومن ثم البدء في العملية السياسية التي تفضي لمعالجة الأزمة السودانية من جذورها ، وبالتالي حديث قيادة الجيش واعلاميي النظام السابق عن إعلان جدة حديث ليس له قيمة بالنسبة لنا وفيه تنصل وهروب إلى الأمام من القضايا الأساسية للأزمة السودانية. الجيش ضعيف. ولذلك لا يريد الذهاب للمفاوضات لأنه فاقد للمناورة وبالتالي يتحجج بإعلان جدة حتى لا يذهب للتفاوض (ثانيا).
*مقاطعة قبل ثانياً هل أنتم ملتزمون بتنفيذ اعلان جدة حال موافقة الجيش على الذهاب للتفاوض؟ - (نحن أصلنا متلزمين بإعلان جدة) ، (هو إعلان جدة فيهو شنو ..إيصال المساعدات الإنسانية ..فتح ممرات آمنة للمدنيين …عدم احتلال المستشفيات..الخ) ونحنُ إلتزمنا بذلك ، وشكلت لجنة مشتركة (خسمة من الدعم السريع وخمسة من الجيش وإثنين من الخبراء الدوليين) ..هذه اللجنة طافت الخرطوم ولم تجد أحد من قوات الدعم السريع في مستشفيات الخرطوم ..نحن استأجرنا مستشفيات خاصة لمعالجة جرحانا ..غالب المستشفيات تم تدميرها بواسطة الطيران الحربي التابع للجيش ومستشفى شرق النيل شاهد على ذلك ، وكذلك المستشفى الدولي والوحدة الطبية لقوات الدعم السريع بشمبات ، ثم تدمير كبري شمبات وبرج الاتصالات وأبراج العدل ومصفاة الجيلي ..هم الذين يعتدون على البنية التحتية ويدمرون مقدرات الشعب السوداني ، وعليه نحن حريصون على تنفيذ إلتزامنا بإعلان جدة بعكس الجيش الذي حرم المدنيين من المساعدات الإنسانية ..البرهان صرح بشكل واضح وقال: لا يمكن أن نسمح بمرور المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع وكذلك صرح مساعده ياسر العطا بذات الطريقة التي تدلل على استخدام المساعدات الانسانية كسلاح ضد المدنيين..هم الذين لم يلتزموا بإعلان جدة أما نحن من جانبنا إلتزمنا بإعلان ونحرص على تنفيذه في أرض الواقع في الوقت الذي لم يلتزم به الجيش.
*ولكن الجيش أيضاً يتحدث عن إخلائكم للإعيان؟ - الأعيان ما هي ؟ يتحدثون عن إخلاءنا للقيادة العامة والقصر الجمهوري وما شابهها ..هم يريدون بذلك إخلاءنا لمقرات حكومية ..والمقرات الحكومية هي مقرات سيادية وليست جزء من المراكز الخدمية كالكهرباء والإتصالات والمستشفيات ، ولقد شكلنا لها لجنة كما ذكرت طافت الخرطوم ولم تجد قوات الدعم السريع بها..البرهان إتصل بأحد جنرلات الجيش المتقاعدين وأشار له بأنه كي يوقع على وقف لإطلاق النار هناك مسائل لا بد أن يقوم بها الدعم السريع ..البرهان بحسب ما قال للضابط المتقاعد إنه لا يستطيع توقيع إتفاق مع الدعم السريع ما دام أنه مسيطر على القصر الجمهوري وكثير من الحاميات العسكرية ويطبق الحصار على القيادة العامة ..وإشترط البرهان الانسحاب من المقرات الحكومية والحاميات العسكرية لتوقيع إتفاق لوقف إطلاق نار .. وهذا مستحيل..نحن سيطرنا على هذه المواقع بناء على تضحيات قدمتها قوات الدعم السريع ولذلك لن ننسحب من هذه المواقع إلا بعد اتفاق وقف إطلاق نار وإتفاق سياسي شامل يعالج الأزمة السودانية من جذورها.
*يفهم من ذلك أنكم لن تنسحبوا من الأعيان، ولكن لا مانع لديكم من الانسحاب من منازل المدنيين؟ - (ما عندنا زول موجود في منازل المواطنين..أنا قلت ليك ما في زول رجع بيتو ولقى دعم سريع منعو من الدخول إليه؟).
*قوات الدعم السريع منتشرة في أحياء مدنية؟ - نحن موجودين في مراكز القوات، وإرتكازات القوات في الشوارع العامة، إذا كان نحن موجودين في منازل المدنيين كيف نستطيع أن نقاتل ونهزم الجيش ونتصدى لكل المتحركات ونسيطر على مدني وسنار ودارفور وغرب كردفان ؟ هل كل هذه السيطرة تمت والقوات موجودة داخل منازل المدنيين..كم عدد البيوت التي استولى عليها الدعم السريع وكم عدد المواطنين الذين نزحوا.. لوقلنا إن الذين نزحوا من الخرطوم 5 مليون ..هل قوات الدعم السريع 5 مليون ؟ لابد من تحليل القضية بدوافع منطقية فالعواطف لا تجدي ..الدعم السريع لا يستطيع أن يقاتل وهو موجود في بيوت المواطنين .. الدعم موجود في معسكراته وارتكازاته بالشوارع العامة وهذا الكلام يقال لاستدرار عاطفة المواطنين ولا قيمة له بالنسبة لنا.