منطقة الزرق بشمال دارفور في واجهة الأحداث
أمستردام: الجمعة 5 أبريل 2024: راديو دبنقا
كثف سلاح الجو السوداني غاراته على قاعدة الزرق الإستراتيجية العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع في الأونة الأخيرة، حيث قصف الطيران الحربي صباح يوم الخميس المنطقة دون ورود معلومات تفصيلية عن حجم الخسائر. وقبل حرب الخامس عشر من أبريل 2023، وتحديداً في العام 2022، زار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المنطقة، واستعرض الأسلحة والقوات وقبل ذلك قام بإنشاء العديد من المرافق بالمنطقة مما أعتبره مراقبون دليلا على أن المنطقة ذات أهمية إستراتيجية كبري بالنسبة لقائد الدعم السريع. وتقع منطقة الزرق أو وادي الزرق في منطقة دار زغاوة في ولاية شمال دارفور، والتي تبعد عن عاصمة الولاية الفاشر بحوالي 87 كلم . ويقطن المنطقة قبيلة الزغاوة المعروفة. وكانت قد تمركزت فيها بعض الحركات المسلحة في دارفور في العام 2003 نسبة لموقعها الإستراتيجي الذي يقود الي وادي هور والوخائم ثم دولة ليبيا.
قاعدة عسكرية منفصلة
وبالعودة الي استهداف سلاح الجو لمنطقة الزرق، نفذ الطيران الحربي أول غارة على المنطقة في يناير الماضي، واتهمت قوات الدعم السريع في بيان الجيش بقصف منطقة الزرق في شمال دارفور مما أدى لمقتل 12 مواطناً. ونشرت تقارير صحفية في وقت سابق أنباء عن وجود قاعدة عسكرية لقوات الدعم السريع في منطقة الزرق منفصلة تماماً عن المنطقة السكنية. وخلف القصف الجوي على الزرق في فبراير الماضي أكثر من 5 قتلى و 22 جريحاً. وأعرب مواطن من منطقة الزرق لراديو دبنقا عن اعتقاده بأن الجيش يستهدف سكان المنطقة لأنه يعتبرهم حواضن اجتماعية معادية، مضيفا أن المنطقة نائية جدا وبعيدة ليس فيها أي مظهر عسكري.
نشاط عسكري للدعم السريع
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد بدوي المحامي في مقال منشور له بموقع سودان تربيون أنه بالعودة إلى خلفية منطقة الزرق فقد شهدت نشاطا من قبل الدعم السريع في العام 2017، لتتشكل من جزئين قاعدة عسكرية ظل الاقتراب منها ممنوعا ومنطقة سكنية هدف منها نقل مجموعات من الرزيقات الابالة للاستقرار بعد توفير بعض الخدمات مثل الماء، ويضيف بالفعل انتقلت بعض المجموعات إليها لكن ظهر السيد موسى هلال زعيم عشيرة المحاميد في مقطع فيديو يرجح تاريخه إلى الربع الاول من العام 2017 رافضا فكرة انتقال المحاميد إليها، مشيراً الي أنه تكرر الرفض في بيان في أبريل 2022 حمل توقيع التنسيقية العليا للمحاميد، كان قد برزت في العام 2020 بيانات لعدد من المجموعات التي تدعي الملكية التاريخية لمنطقة الزرق، ظلت تترى إلى أن نشط نشر البيانات عقب زيارة حميدتي الاخيرة، مجملها تجاذبت ادعاء الملكية التاريخية التي انحصرت أطرافها بين المجموعات الزراعية والرعوية.
منطقة إمداد داخلي
ويري الكاتب والمحلل السياسي محمد موسي حريكة في حديثه لراديو دبنقا أن منطقة الزرق ربما تكون منطقة إمداد داخلي أو مرتكز للتشوين لقوات الدعم السريع لأنها تم فيها تخزين لبعض القطع العسكرية والدبابات، لذلك يستهدفها الطيران العسكري بصورة مستمرة، مبيناً أن قاعدة الإمداد للدعم السريع في الكثير من الأخبار والتقارير الإخبارية تشير الي قاعدة أم جرس ومناطق أخري في تشاد وأفريقيا الوسطي. وقال إن المنطقة في السابق لم تلعب دوراً عسكرياً مهماً في الصراع العسكري في السودان.