(مفبرك) لقاء تقدم وقيادة القوات المسلحة
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي طوال اليومين الماضيين خبرا يؤكد موافقة الجيش على اللقاء بتنسيقية القوى الديمقراطية الوطنية (تقدم) خلال الأيام القادمة. وكانت قيادة (تقدم) قد قدمت دعوة في شهر ديسمبر الماضي لكل من قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، للبحث في سبل وقف الحرب والوصول لحل سياسي للأزمة في السودان. وتلقت التنسيقية موافقة قائد قوات الدعم السريع ونظم اللقاء في بداية شهر يناير الماضي وتمخض عنه اتفاق على خارطة طريق لإيقاف الحرب وسبل إيصال المساعدات الإنسانية ومبادئ للحل السياسي.
بالمقابل، امتنع قائد الجيش عن الرد على دعوة (تقدم) بالرغم من اتصال الدكتور عبد الله حمدوك به شخصيا لتحديد موعد اللقاء. وظل تحديد موعد ومكان اللقاء بين قيادة الجيش و (تقدم) موضوعا للشائعات على مدى الأشهر الماضية في ظل تأرجح موقف قيادة الجيش بين التأكيد على عدم رفضها للمبدأ في الاتصالات المباشرة وأنها تنتظر الوقت المناسب، وما بين الرفض العلني لأي لقاء واتهام (تقدم) بأنها نصير سياسي لقوات الدعم السريع عند مخاطبة وحدات الجيش وفي خطابات تعبئة المستنفرين.
هذه المرة اتخذ الخبر أبعادا جديدة عبر تحديد موعد للقاء وكذلك الخيارات بمكان عقده ما بين المنامة وجوبا وكمبالا. أكثر من ذلك، غرد القيادي بحزب الأمة وقوى الحرية والتغيير، عروة الصادق، على حسابه على منصة اكس مؤكدا أن الجيش أعطى موافقته وطالب الطرفين بالإعلان رسميا عن موعد ومكان اللقاء لأن الأزمة بلغت مستويات غير مسبوقة.
فريق دبنقا للتحقق عمل على مراجعة هذا الخبر وسجل الملاحظات التالية:
- أن مبدأ لقاء البرهان وحمدوك يجد الرفض من فئات واسعة مناصرة للجيش وفي مقدمته الإسلاميين الذين يرفضون منح أي شرعية ل(تقدم) لأن ذلك ينسف كل الجهود التي بذلوها منذ حربهم على الاتفاق الإطاري
- أن اللقاء بين البرهان و (تقدم) هو أحد محاور الصراع والخلاف داخل قيادة القوات المسلحة وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في تباين التصريحات بين رباعي كابينة القيادة العسكرية حول هذا الموضوع
- من الواضح أن بعض الأطراف المؤيدة للقوات المسلحة تستخدم هذا اللقاء كبالون اختبار للتحقق من موازين القوى داخل المعسكر الموالي للقوات المسلحة
- القيادي في حزب الأمة وقوى الحرية والتغيير، عروة الصادق، لا يحتل أي موقع رسمي في قيادة (تقدم)
أخيرا، أجرى فريق دبنقا للتحقق اتصالات بعدد من قيادات (تقدم) التي نفت حدوث أي اتصالات بشأن لقاء (تقدم) بقيادة الجيش في الآونة الأخيرة وأنها ما زالت تنتظر تحديد الموعد من قبل قيادة القوات المسلحة. وبالتالي فإن هذا الخبر مفبرك بالكامل ولم يتم تحديد موعد ومكان اللقاء بعد.