(مفبرك) تصريحات الرئيس بوتين
خلال الساعات الماضية، تم تداول ملصق على تطبيق الواتساب يحمل صورة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وعليه العلمين السوداني والروسي وبينهما يدان تتصافحان كمؤشر على متانة العلاقات بين البلدين في الفترة الحالية. وفي قلب الملصق وضع نص منسوب للرئيس فلاديمير بوتين يقول فيه:
السودان دولة مهمة في العالم ويجب أن يعود إلى مكانه الطبيعي. وقريبا يتم توقيع تعاون مشترك مع السودان في جميع المجالات بشكل كبير. الجيش السوداني من أقدم الجيوش في العالم ساهم في تحرير دول أوربا وحرب المكسيك وأرض الهنود الحمر وهي أمريكا الأن والسودان أيضا أقدم دول العالم ولكن المؤامرات كبيرة على السودان من كل دول العالم.
فريق دبنقا للتحقق عمل على مراجعة الملصق ورصد الملاحظات التالية:
- أن التصريح غير موجود على أي موقع رسمي أو منصة إخبارية روسية وهو أمر غير معتاد بالنظر إلى قلة التصريحات التي تصدر عن الرئيس الروسي والتي تسارع أجهزة الإعلام الروسية المحلية والعالمية في كثير من الأحيان إلى تلقفها وتداولها
- أن الملصق بدأ تداوله على منصة الواتساب عبر مجموعات تابعة للإسلاميين أو القوى المناصرة للجيش وفي تزامن مع صدور بيان وزارة الخارجية الامريكية عن اتصال وزير الخارجية، انتوني بلينكن، بقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان
- أن اللغة التي كتب بها الملصق ركيكة وغير متماسكة وتحوي الكثير من الأخطاء، كما أن الملصق مجهول المصدر حيث لا يوجد به سوى إشارة إلى أحد الحسابات على منصة تيك توك يتبع لأحد مناصري الجيش قام بإعادة نشره
- تم تداول الملصق بعد أيام من تصريحات الفريق باسر العطا، مساعد القائد العام، والتي كشف فيها عن قرب التوقيع على اتفاقيات مع رسيا خلال زيارة الفريق البرهان المرتقبة إليها وأن روسيا ستحصل على تسهيلات عسكرية في بورتسودان في مقابل شحنات من الأسلحة والذخيرة للجيش، لكن تصريحات الفريق العطا تجاهلت حقيقة أن روسيا تخوض حربا شرسة منذ أكثر من عامين وأن الصناعات العسكرية الروسية لم تعد تلبي كل احتياجات الروسية مما يضطر موسكو لاستيراد الأسلحة والذخائر وقطع الغيار من الصين
- من المؤكد أن روسيا تعمل على الاستفادة من ظروف الحرب الحالية لتوثيق علاقتها بالسودان والحصول على امتيازات عسكرية واقتصادية أخذة في الاعتبار أن أوكرانيا استفادت من غيابها بعد انقلاب مجموعة “فاغنر” للتقارب مع الجيش السودان لدرجة إرسال وحدات قوات خاصة للمشاركة في مهمات قتالية
- الزيارة التي قام بها لبورتسودان مؤخرا نائب وزير الخارجية الروسي، يوري بوغدانوف، أكدت التوجه الروسي ووجدت ترحيبا كبيرا من حكومة بورتسودان التي تعول كثيرا على موسكو لمنع صدور أي قرارات ملزمة من مجلس الأمن بشأن الحرب في السودان
ورغم أن الأوضاع تبدو مواتية لتوثيق العلاقات بين موسكو وقيادة الجيش، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن النص المنسوب للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد تمت فبركته في إطار الدعاية السياسية وللتأكيد على أن الجيش مازال لديه حلفاء دوليين وأنه قادر على مواصلة الحرب حتى ينتصر.