مع الجمهور: ظهور قيادات النظام السابق بين الدعم الشعبي والاتهامات بإعادة الهيمنة السياسية
أمستردام/الأربعاء/9/اكتوبر/2024: راديو دبنقا
أثار الظهور العلني لعدد من قيادات النظام السابق في السودان تساؤلات وتحليلات متباينة بشأن دلالاته وتوقيته، لا سيما مع تصاعد الصراع العسكري والسياسي في البلاد.
وقد ظهر والي سنار السابق والقيادي في الحركة الإسلامية أحمد عباس بجوار نائب القائد العام للجيش الفريق شمس الدين كباشي في منطقة جبل موية يوم الاثنين، بينما وصل في نفس اليوم رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول إبراهيم محمود إلى بورتسودان، حيث اُستقبل بحفاوة وبصورة علنية.
جدل واسع
هذا الظهور أثار موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد نشر راديو دبنقا سؤالاً حول هذا الموضوع على صفحته على فيسبوك، أمس الثلاثاء.
وصل الاستفتاء إلى حوالي 48,675 شخصاً، مع تسجيل 5,925 تفاعلاً مختلفاً، ونحو 527 إعجاباً، وحوالي 468 تعليقاً.
تفاوتت الآراء بين مؤيد ومعارض، مما يعكس مدى الاستقطاب في الشارع السوداني حيال أي تحرك من قبل قيادات النظام البائد.
وبينما أبدى بعض المستخدمين دعماً غير مشروط لظهور احمد عباس وابراهيم محمود، معتبرين أن هذه الشخصيات ما تزال جزءاً من النسيج الوطني، رأى آخرون أن ظهورهم يهدف إلى إثارة الفوضى وإعادة إنتاج النظام القديم بأدوات جديدة.
وجهة نظر داعمة
بعض المعلقين اعتبروا أن القيادات الإسلامية، وعلى رأسهم أحمد عباس، يظهرون من منطلق “وطني” للدفاع عن السودان، مع رفضهم لأي اتهام بمحاولة إعادة الإستيلاء على السلطة.
وكتب عبدالجليل إبراهيم قائلاً “لا مانع من ظهورهم، فهم مواطنون غير متمردين على الدولة، وبالتالي لهم الحقوق والواجبات التي يتمتع بها كل مواطن سوداني.”
وتبنى هيثم علي، نفس الموقف وأشار إلى ضرورة التعامل مع هذه الشخصيات وفق القانون، مضيفا “إذا كان هناك ما يدينهم، فعلى الجميع التوجه إلى القضاء، وإلا فمن حقهم الظهور طالما أنهم لم يتجاوزوا القانون”.
ووافقه الرأي أرباب زكريا، واصفا ظهورهم بجوار كباشي بانه تعبير عن الوطنية والدفاع عن البلاد.
اما ود المبروك الرباطابي: فقد أكد أن الأمر ليس بغريب لكون “الوالي كان دوماً في الصفوف الأمامية دفاعاً عن الوطن”.
وجهة نظر معارضة
على الجانب الآخر، اتهم معلقون هذه القيادات باستغلال الحرب لتعزيز نفوذهم السياسي.
علق صالح علي قائلا “من الواضح أن المؤتمر الوطني هو من يقف وراء تصعيد الحرب، وظهور قياداته يؤكد أنهم يسعون لإعادة السيطرة على السلطة”.
وعبر عاطف عبد الفضيل عن نفس الفكرة، قائلا إن “الحرب حرب كيزان، هم من أشعلوها وهم من يحرضون على استمرارها”.
أما حمودة محمد فاعتبر هذا الظهور “تحضيرا للعودة إلى سدة الحكم بعد أن تقف الحرب التي أشعلوا شرارتها”، واشار إلى أن قيادات الاسلاميين تسعى لإرسال رسالة للثوار بأنهم يتحكمون في مسار الأحداث.
واعتبر خالد محمد البشر أن “رجوع المؤتمر الوطني للحكم بواسطة الجيش” هو هدف هذه التحركات، مضيفاً أن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من التصعيد ضد المواطنين.
وتماشى هذا التحليل مع ما ذكره محمد عبدالرحمن من أن ظهور إبراهيم محمود في بورتسودان أمر غير مفاجئ، قائلا إن “وجودهم في الصفوف الأمامية يعكس استمرار نفوذهم، وهم يسعون إلى توجيه الرسائل السياسية على مستويات مختلفة.”
محاولة تسييس الجيش
وعبر بعض المعلقين عن مخاوفهم من تأثير هذه التحركات على حيادية الجيش.
نبه إلى هذه النقطة جمال أحمد الشيخ، معتبرا أن هذه الخطوة تأتي ضمن محاولات السيطرة على الجيش وتوجيهه لخدمة أهداف حزبية.
واضاف الشيخ أن “هذه التحركات تهدف لإعادة الجيش إلى دوره السياسي السابق، مما يهدد بانقسامات داخل المؤسسة العسكرية”.
بالمقابل رأي بحر الدين السفير، أن هذا الظهور يؤكد ضرورة البقاء على موقف الحياد الذي تبنته بعض القوى السياسية والحركات المسلحة.
الرسائل الصوتية
تحدث أحد المعلقين، في رسالة صوتية عبر مجموعات دبنقا في تطبيق الواتساب، عن أن ظهور قيادات المؤتمر الوطني، مثل أحمد عباس، يعبر عن حس وطني، معتبراً أن ما يفعله قادة النظام السابق لا يخرج عن كونه محاولة لحماية البلاد في ظل الظروف الصعبة.
وأوضح أن ما قام به “الغزاة”، في إشارة إلى الدعم السريع، من اعتداء ونهب واختطاف هو ما يدفع هذه الشخصيات للتحرك الآن.
ورأى معلق اخر أن قيادات الحزب المحلول يعتقدون أن الحرب قد انتهت، ويسعون الآن للظهور في المشهد السياسي من جديد ليجنوا “ثمار ما حققوه خلال فترة الحرب”، حسب قوله.
وأشار إلى أن تصريحات بعض نشطائهم مثل محمد الشكري وندى القلعة ضد الثورة والثوار تُظهر أنهم يعتبرون أنفسهم منتصرين ويحق لهم التفاخر بذلك.
نصر الدين يوسف اعتبر هذا الظهور استفزازاً للشعب، محذراً من أن هذه الخطوة يمكن أن تعيد السودان إلى دائرة الصراع السياسي الذي أشعلته الحركة الإسلامية منذ سنوات، ومطالبا بتكوين جبهة عريضة لإيقاف الحرب.
الرسائل النصية
أكد أحد المشاركين أن الشعب يقف مع الجيش، لكن دون تأييد للقيادات السياسية للمؤتمر الوطني.
وأضاف المعلق الذي لم يكشف عن اسمه أن “الأولوية هي الانتماء للوطن، وليس للنظام السابق”.
في رسالة أخرى، عبر مشارك عما وصفه بصمود “احمد عباس”، مضيفا أنه، أي احمد عباس، “رغم معاناته من أمراض مزمنة، رفض مغادرة سنار وقرر البقاء حتى النهاية”.
الرابط إلى السؤال على الفيسبوك هنا
https://www.facebook.com/share/p/svhKmY8DQKjac8oW/