معبر “أدري” في دائرة الجدل مجدداً، فما هي الأسباب؟
واشنطن: الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤ (راديو دبنقا)
ما بين الإغلاق الفوري أو الفتح المشروط، وعدم استخدام الجوع كسلاح في الحرب، تدور رحى الجدل حول فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد.
وتبادل كل من المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريللو ووزير المالية جبريل إبراهيم تغريدات حول المعبر أقل ما يمكن وصفها به أنها مثيرة للجدل.
فقد طالب جبريل إبراهيم بأن يغلق معبر أدري “اليوم وقبل الغد” لأنه أصبح معبرا لدخول ما وصفها بالأسلحة “الفتاكة” إلى البلاد لصالح الدعم السريع.
ولم ينس جبريل إبراهيم أن يلمح إلى تورط الغرب في ذلك، بالقول إن: “الغرب اجتهد في فتح معبر أدري”.
أما المبعوث الأمريكي فقد استفزت كلماته آلاف الناس ليعلقوا عليها، فقد اتهم مفوضية العون الإنساني، التي تسيطر عليها حركة العدل والمساواة والتي يرأسها جبريل بالبيروقراطية، بل وزاد على ذلك بالقول إنها تتحمل مسؤولية جوع أكثر من سبعة ملايين سوداني، رافضا استخدام الجوع كسلاح في الحرب، ومطالبا بتمديد فتح معبر أدري إلى ستة أشهر إضافية.
وعلى الرغم من الهجوم على المبعوث الأمريكي إلا أن رئيس حركة العدل والمساواة، الموجود بواشنطن مترئسا وفد بلاده في اجتماعات البنك الدولي، بدأ أكثر مرونة، في إلحاق تغريدته تلك بتغريدة أخرى لا يمانع فيها من تمديد فتح المعبر وفق إجراءات تمكن الأجهزة الحكومية من فحص ومراقبة الشحنات التي تدخل عبر معبر أدري.
وجاءت تغريدة جبريل إبراهيم الأخيرة بعد أن طالبت الولايات المتحدة رسميا بتمديد فتح المعبر على لسان المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميللر.
وكانت الحكومة قد وافقت على فتح المعبر في أغسطس الماضي ولمدة ثلاثة أشهر فقط، أي حتى شهر نوفمبر المقبل.
وفيما تعتمد الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى على معبر أدري إلا أن تقارير دولية أيضا قد أشارت إلى أن المعبر بالفعل يستخدم في تهريب السلاح للدعم السريع.
وما يزيد الأمر تعقيدا أن معبر أدري الحدودي مع تشاد تقابله من الجهة الشرقية للسودان ولاية غرب دارفور والتي تبسط قوات الدعم السريع سيطرتها عليها.
هذا الأمر دفع الباشا طبيق المتحدث باسم القوات إلى وصف موافقة الحكومة على فتح معبر أدري في أغسطس الماضي بأنه “عطاء من لا يملك”.
ومع اشتداد حد القتال بانتهاء فصل الخريف هل ينتهي الجدل حول معبر أدري أم ترضخ الحكومة هذه المرة للضغوط الدولية وتمدد فتح المعبر؟