عشرون عاما على الحرب في دارفور .. نزوح ولجوء بلا نهاية(2)

أطفال في مركز استقبال أدري في شرق تشاد-يوليو 2023-تصوير: بشير آدم ( راديو دبنقا)

مخيم بريجن للاجئين السودانيين في شرق تشاد، يبعد حوالي خمس كيلومترات عن مخيم تريجن المجاور من الناحية الشرقية، ويعتبر توأمه غير الشبيه، وهو أيضا يعتبر من أكبر المخيمات القديمة من حيث السكان ، التقى فيه الزميل الصادق مصطفى بالأستاذ /أحمد دفع الله إسحق رئيس مخيم بريجن للاجئين السودانيين بشرق تشاد وفي مستهل حديثه أعرب عن شكره لراديو دبنقا ولكل المستمعين وعرف بنفسه أنه أحمد دفع الله إسحق رئيس مخيم بريجن وبدأ حديثه قائلا: ” نحن هنا بعد عشرين سنة في مخيمات شرق تشاد صحيح في السنوات الأوائل كانت الأوضاع جيدة من ناحية الغذاء ولكن الوضع الحالي صعب جدا من ناحية الغذاء بعد الأحداث الاخيرة كل الاسر بشكل شامل فقدناهم كثير في السودان وأيضا في مخيم بريجن بالذات والظروف المعيشية صعبة هنا للغاية لأننا في السابق كنا نحصل جميعا على حصص غذائية شهرية ولكن مؤخراً قالت المنظمات إن الميزانيات تقلصت لذلك في الفترة الأخيرة -أصبحت فئة قليلة جدا تتلقى المساعدات الغذائية -نحن في مخيم بريجن  اللاجئون بالتقريب حوالي 53771 لاجئ  والذين يتلقون المساعدات الآن فقط حوالي 15226 لاجئ وهم ما يعرفون بالشرائح الضعيفة حيث يحصلون على مساعدات – في فترات غير محدد – ربما في  خلال شهر أوشهرين أو ثلاث أشهر يحصلون على مبلغ نقدي يقدر بسبعة آلاف فرنك وسط إفريقيا – أي ما يعادل عشرة يوروهات وثمانية سنتات- .

أسباب تقليص المساعدات 

وبشأن أسباب تقليص المساعدات، أجاب قائلا: تحدثت المنظمات لنا أن هناك نقص في الميزانيات في جميع أنحاء العالم لذلك قصرت المساعدات فقط على الشرائح التي إنحصرت في المسنين والأسر الضعيفة وباقي اللاجئين لن نتمكن من مساعدتهم، وعن بقية اللاجئين من أين يعيشون و كيف يكسبون عيشهم خاصة العدد الكبير الذي لا يحصل على مساعدات، قال : من ناحية الزراعة لدينا لجنة تسمى لجنة التعايش السلمي وهي لجنة مشتركة بين اللاجئين والمواطنين فهي يناط بها كل ما يتعلق بالزراعة والتجارة تناقش قضاياها وتحل مشاكلها ولكن الأرض هنا أرض حجرية ومليئة بالخيران رغم تلك الصعوبات فاللاجئ الذي لا يملك عربة كاروا أو حمار يصعب عليه أن يذهب مسافة خمسين أو أربعين كيلومتراً ليزرع وفي السابق كانت الامطار نوعا ما متوفرة لكن هذا العام اللاجئين الذين زرعوا  لم تنجح مزارعهم فالإنتاج كان شحيحا حيث لم يحصل اللاجئين على ذرة و تركوا العلف دون حصاد وأما  الفول السوداني فقد حصد اللاجئون منه القليل فقط.

مهارات جديدة

وبشأن اكتساب اللاجئين مهارات جديدة  خلال هذه العشرين سنة  نتيجة لإختلاطهم بالمجتمع المستضيف سواء كانت  نجارة أو حدادة أو أي مهنة من أجل الحصول على دخل يقوم احمد دفع الله نعم صحيح في الفترة السابقة كان هناك تدريب مهني يوجد تدريب في مجالات النجارة  اللحام والبيطرة فاللاجئين الذين – تدربوا على تلك المهن -عددهم قليل لكن الآن وضعهم المادي أفضل بكثير، لكن الآن التدريب المهني توقف  بسبب الميزانيات وأوقفت هذه الورش. 

تعليم جيد

وحول العملية التعليمية، يقول إسحاق لراديو دبنقا  لدينا ثمانية مدارس إبتدائية في هذه السنة جاءت منظمة الرؤية العالمية( World vision) لتدعم  لتلاميذ المدارس الإبتدائية الذين قدر عددهم بتسعة ألف تلاميذ  بوجبة فطور طبعا هم قالوا أنهم مسؤلون عن المدارس الإبتدائية فقط أما المدارس المتوسطة والثانوية خارج نطاق إختصاصهم ، فالتعليم عموما يسير بشكل جيد لكن الظروف الإقتصادية تجبر الشباب عندما يصلون الثانوية يواجهون تلك الظروف يتركون التعليم ويذهبون إلى كوري ( منطقة للتعدين الأهلي في الحدود التشادية الليبية) والبعض يسافر إلى ليبيا وتونس ويدخلوا المحيط فتقع عليهم الكوارث لكن الآن هناك المئات من الطلاب وصلوا الجامعات في أبشة جامعة آدم بركة وفي جامعات أمجمينا.

عبور البحر

 وبشأن محاولات عبور البحر يقول أحمد دفع الله تحدثنا كثيرا لفريق المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة قسم الحماية أن الطلاب بعد أن يكملوا المرحلة الثانوية  ويحصلوا على شهادة في السابق كانت هناك منظمات تدعم الطلاب المتفوقين لإكمال تعليمهم الجامعي لكن الذين يحصلون على درجات منخفضة فإنهم يتحملون مسؤولية تعليمهم لكن الظروف المادية تجعل الشباب يتركون الدراسة ويذهبوا إلى المناجم في كوري حيث انتاج الذهب، ومنهم من يسافر إلي ليبيا وتونس لعبور البحر بعضهم يصل إلى هدفه بالسلامة والكثير منهم أستشهدوا في البحر ، يعني أن الشباب العدد القليل منهم يدرس الجامعات في تشاد والكثير منهم يذهب لمناطق التعدين الأهلي بحثا عن الذهب وبعضهم حاولوا عبور البحر بعضهم وصل إلى أوربا والبعض الآخر إستهد في البحر.

ارتباط بالوطن

وبشأن ارتباط الشباب والأطفال بالوطن يقول احمد :”نعم هنالك أطفال أنجبناهم هنا في المخيم وترعرعوا فيه يوجد من البنات من تزوجت وانجبت طفل أو طفلين وأيضا هناك شباب أيضا ولدوا هنا في المخيم وتزوجوا وأنجبوا رغم أنهم تربوا بثقافة تشاد هنا إلا أنهم لم ينسوا بلدهم السودان فهو في ذاكرتنا دائما .

تمسك بالوطن

وبشأن مدى تمسكهم بالعودة إلى الوطن يقول أحمد دفع الله:” أحيانا ننظم رحلات ثقافية نتحدث فيها عن البلد فإذا كان الوضع تحسن نعود اليوم قبل بكرة إلى بلدنا وحتى الذين ولدوا هنا نتمنى العودة الآن”.

 وبشأن اندلاع الحرب مجددا العام والتدفق الجديد للاجئين يقول احمد دفع الله ما حدث مؤخرا نحن -أقرب المخيمات القديمة إلى أدري – إذ نبعد سبعين كيلومتر فقط عن الحدود نحن أول من هرعنا بما عندنا من ذرة  ودقيق وملابس قديمة بجان الإخوة  التشاديين فالذي شاهدناه بعيوننا كان فظيعا جدا نحن صحيح واجهنا صعوبات عند لجوئنا لكن اللجوء الأخير فيه أشياء شهدناها بعيوننا تقريبا لم يحصل في الكرة الأرضية يعني لا استطيع أن أصف ذلك كل قصة تروى أصعب من القصة التي تليها والأطفال ليس لهم أم أو أب وحتى الآن هناك اسر لم يجدوا ذويهم .

ويضيف “أوضاعهم أصعب من أوضاعنا عندما لجأنا لم يكن من بيننا أطفال بلا ذويهم نشكر المواطنون التشاديون والحكومة التشادية واللاجئين القدامى الذين بذلوا كل جهدهم لإستقبالهم لكن ماشهدناه لم يحدث مثله ولا في الكتب . 

عودة أو هجرة

وبشأن ما اذا كانوا يفكرون في الاستيطان نهائيا في تشاد يقول أحمد ” في سنة 2017 قدمت لنا المنظمات ثلاثة إقتراحات إما أن تهاجروا إلى دولة ثالثة أوتعودوا إلى البلد أو أن تستوطنوا في تشاد لا يوجد احد من اللاجئين إختار أن يستوطن في تشاد حيث إختار الجميع بين الهجرة والعودة إلى البلد لكن 99%يختارون العودة أو الهجرة .. من الصعب أن تجد لاجئ يختار الإستيطان. 

علاقة وطيدة

وبشأن علاقتهم باللاجئين الجدد يقول احمد إن العلاقة بينهم وطيدة وحتى في حال حدوث اشكاليات فإن المنظمات يتم تنظيم اجتماعات تضم ممثلين عن المخيمات يعملون معا لإيجاد حلول لتلك الإشكالية ويضيق”  نفكر معا حسب الصعوبات التي عشناها فيما يقارب العشرين سنة فالإنسان عندما ياتي إلى بلد آخر يجب ان يحترم ثقافة البلد وقانون البلد وحتى لو توجد أي صعوبات نحن نتبادل الآراء بإستمرار”

وتمنى احمد إيقاف الحرب في السودان وفي إفريقيا عامة ومن والوحدة والتصافي  وترك المشاكل الداخلية.

Welcome

Install
×