مستشار الدعم السريع لـ(راديو دبنقا) (2-2): ذاهبون إلى جنيف بقلب مفتوح ووقف الحرب يوقف الانتهاكات
حوار – أشرف عبد العزيز
تتوالى الجُهود الدولية لوقف الحرب في السودان عاصفة ، والتي بدأت باجتماعات مجلس الأمن والسلم الأفريقي مُروراً بالاجتماع التحضيري للحوار السوداني السوداني الذي شهِدته العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، وحضرته قوى سياسية وقاطعته أخرى ذات وزن (تقدم – الحلو – عبدالواحد – البعث – الشيوعي)..ومع ذلك لم تقف المجهودات الإقليمية والدولية لوقف الحرب فكانت مُباحثات جنيف غير المباشرة والمُتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية ..سبقتها زيارة نائب وزير الخارجية السعودي إلى بورتسودان ثم زيارة الرئيس الأثيوبي أبي أحمد إلى السودان والتي كانت محصلتها المكالمة الهاتفية المفاجئة بين البرهان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد ..الآن دفعت الولايات المتحدة بخطة لوقف الحرب ودعت طرفي النزاع رسمياً للتفاوض جنيف ..(راديو دبنقا) في إطار مساعيه لكشف موقف طرفي الحرب من الخطة الأمريكية والحراك الإقليمي والدولي لوقف الحرب في السودان أجرى حوار مطولاً مع مستشار قائد الدعم السريع وعضو وفده التفاوضي مولانا محمد المختار ينشر في حلقتين.. إلى مضابط الحوار
ماذا عن المفاوضات غير المباشرة المتعلقة بالوضع الإنساني والتي دارت مؤخراً بينكم ووفد الجيش؟
- لم تدر أي مفاوضات مُباشرة أو غير مباشرة بيننا ووفد الجيش في جنيف.. المفاوضات تمت بيننا والأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها الخاص رمطان لعمامرة ووفده المكون من ممثلي وكالات الأمم المتحدة ، وكان النقاش حول جندين: هما (المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين)..كان معنا فريقنا الفني المتمثل في الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية وهي المسؤولة عن إدارة العمل الإنساني في مناطق سيطرة الدعم السريع ..خاضت الوكالة حوارات مع وكالات الأمم المتحدة فيما يتعلق بفتح المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية ..اتفقنا مع الأمم المتحدة على نقاط مشتركة في هذا الشأن ، وتقدمنا بخطاب رسمي لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة رمطان العمامرة فيما يتعلق بالقضايا الانسانية من ضمنها عدم الاعتراف بالحكومة غير الشرعية في السودان، وكذلك أشرنا إلى أن انقلاب 25 اكتوبر خلق فراغاً دستورياً بموجبه تم تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي وبعض الوكالات الاقليمية التي باتت لا تعترف بوجود حكومة شرعية في السودان ، وكذلك أشرنا لتقديم عدد من المسؤولين لتقديم استقالات من الحكومة من ضمنهم أعضاء بمجلس السيادة (د الهادي إدريس – الطاهر حجر) وبالتالي الآن لا توجد حكومة .. وكل مؤسسات الدولة المركزية الآن تحت سيطرة قوات الدعم السريع. تقدمنا بطلب واضح بعد سرد كل هذه الحيثيات إلى الأمين العام للأمم المتحدة وعبره إلى مجلس الأمن بسحب مقعد السودان في الأمم المتحدة .. وكذلك تقدمنا بطلب بحظر الطيران جراء الانتهاكات التي يرتكبها سلاح الجو في مواجهة المواطنين خاصة في دارفور وكردفان ، أيضاً تقدمنا بطلب حول انتهاك الحكومة غير الشرعية لحق المواطنين في الحصول على (الجنسية – الجواز – الرقم الوطني – شهادة الميلاد).. طالبنا الأمين العام للأمم المتحدة بالنظر لهذه القضية جوهرية التي كفلها الدستور.
ماهي المحصلات التي توصلتم إليها؟
- توصلنا إلى أن هذه الطلبات سيتم إرسالها لمجلس الأمن الدولي للنظر بشأنها.
هل تم الاتفاق على إيصال الاغاثة لمناطق الدعم السريع دون موافقة الجيش؟
- تم تشكيل فريق مشترك بين الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات ووكالات الأمم المتحدة وذلك للتنسيق وتحديد حوجة الإغاثة في مناطق سيطرة الدعم السريع.
هل باشرت اللجنة أعمالها وبدأت التنسيق؟
- نعم الآن وصلت أكثر من مائتي شاحنة لمناطق سيطرة الدعم السريع ويتم الترتيب لإدخال 150 أخرى.. وكالات الأمم المتحدة سترسل فرق لفتح مكاتب في مناطق الدعم السريع للقيام بدورها الانساني.
هل تطرقتم لفشل الموسم الزراعي الصيفي والمجاعة التي دقت الأبواب؟
- نعم نبهنا لذلك وحذرنا من تمادي الحكومة في حرمان المواطنين بالتحضير للموسم الزراعي من خلال قصف الطيران المتتابع على المدنيين.. طالبنا بإيقاف قصف الطيران حتى يتمكن المزارعون من الزراعة، ونحن ندرك جيداً أنه حال فشل الموسم الزراعي الحالي ستحدث فجوة غذائية وانعدام للغذاء في كل السودان بما في ذلك الولايات التي يسيطر عليها الجيش.
زيارة أبي أحمد إلى السودان والمهاتفة التي تمت بين البرهان وبن زايد كيف تنظرون لهذا الحراك؟
- نرحب بكل المجهودات الدولية سواء كان من الدولة الشقيقة أثيوبيا أو دولة الأمارات باعتبارها أحد الدول التي كانت مشاركة في منبر المنامة، ونرحب بأي مجهودات تعمل لوقف الحرب وتحقيق السلام.
هل تعول على الخطة الأمريكية لوقف الحرب وماهي الجهات التي دعتها واشنطن للمشاركة في منبر جنيف؟
- الدعوة قدمت للجيش والدعم السريع ومن جانبنا رحبنا وذاهبون لجنيف بقلب مفتوح من أجل الوصول لوقف لإطلاق النار يفضي ويمهد لعملية سياسية تنهي الأزمة السودانية ، الدعوة كما ذكرت قدمت للجيش، أما التعويل على الخطة الأمريكية لوقف الحرب مرتبط بإرادة الطرفين ..نحنا من جانبنا (جاهزين) لكن من الواضح أن إرادة الطرف الآخر منقوصة لأنها بيد الاسلاميين ولذلك مالم يتحلل الجيش من تأثير الإسلاميين لا يستطيع أن يذهب إلى تفاوض.
الإسلاميون أرسلوا لكم رسائل إيجابية والقيادية بالحركة الاسلامية سناء حمد ذكرت في لقاء أن حركتها ليس لديها ما يمنع الحوار معكم؟
- بالنسبة للإسلاميين لن نتفاوض معهم لأنهم سبب اشعال هذه الحرب، وإذا كانوا يريدون إعلان أي موقف تفاوضي لا بد أن يعترفوا بأنهم سبب اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل، وأن يتحملوا نتيجة ذلك وأن لا يكونوا طرف في أي عملية سياسية في المستقبل..إذا وافقوا بهذه الشروط يمكن فتح الحوار معهم.
وماذا عن أسرى الإسلاميين لديكم؟
- ليس لدينا أسير مدني، وكل الأسرى بحوزتنا وجدناهم يقاتلون في صف الجيش.
بعد كل هذه المعاناة هل يمكن التنبؤ بمتى تقف هذه الحرب؟
هذه الحرب لا يمكن أن نتنبأ بمتى تقيف؟، إيقاف الحرب بيد الطرف الذي أشعلها، البرهان ومليشياته من الاسلاميين إذا توفرت لهم الإرادة لوقف الحرب لوقفت ورفعت المعاناة عن كاهل الشعب السوداني ..لكن إصرارهم على الاستمرار في الحرب يفاقم المعاناة.
لكنكم تتحملون وزر انتهاكات حدثت في هذه الحرب؟
- الحروب دائماً ما تقع فيها انتهاكات هذا ليس تبريراً حتى نقوم بانتهاكات ..طالما أن الحرب مبدأ غير أخلاقية بالتالي تصاحبها انتهاكات ..الحروب في كل العالم صاحبتها انتهاكات (حرب العراق – سوريا – اليمن) حتى الاحتجاجات في أمريكا أثناء فترة حكم ترامب حدثت فيها انتهاكات وبالتالي من حيث المبدأ هدفنا الأساسي هو وقف الحرب حتى تقف الانتهاكات ..الجيش أيضاً له العديد من الانتهاكات ..الإسلاميون بقروا البطون وأخرجوا الأحشاء وتمت تصفية العديد من الأسرى …نحن من جانبنا لا نبرئ أنفسنا من بعض الانتهاكات هناك شواذ اتخذنا في مواجهتهم إجراءات صارمة وأودعناهم السجون.