مساعي شبابية جديدة لإيقاف الحرب في السودان
كمبالا: 16مايو2024: راديودبنقا
اعلنت 34 من المنظمات والهيئات الشبابية السودانية عن تشكيل تنسيقية لتوحيد الجهود التي يقودها الشباب في لإنهاء الحرب واعادة السودان إلى مسار التحول المدني الديمقراطي، ووقعت الاجسام الشبابية على اعلان التزام للعمل المشترك من اجل سلام دائم ومستقبل ديمقراطي في السودان.
وشارك في التوقيع على اعلان التزام العمل المشترك- الذي جرى في ختام ورشة التنسيق الاستراتيجي للشباب التي اقيمت في مدينة انتيبي الاوغندية في الفترة من 13 إلى 15 مايو الجاري- ممثلون لأجسام شبابية من منظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة والمبادرات والتحالفات الشبابية والاجسام النسوية وصلوا إلى دولة اوغندا من دول الجوار التي لجأ إليها السودانيون.
تعزيز التغيير الايجابي
نص اعلان الالتزام على ان تعمل جميع الاجسام الشبابية بروح الوحدة والتفاهم والهدف المشترك للدعوة بقوة إلى انهاء الصراع الدائر في السودان، والالتزام بتعزيز مناخ التغيير الايجابي والتأثير الجماعي لبناء سودان جديد تسود فيه مبادئ المساواة والاحترام والعدالة وسيادة حكم القانون.
وأعلنت الاجسام الشبابية التزامها باحترام التنوع في البلاد الذي يستخدم الان كأساس للتمييز والكراهية وتبرير العنف والفظائع في السودان، اضافة إلى الالتزام بتعزيز روح التعاون والعمل المشترك ورفض الانقسامات، مع ادراك ان التأثير الجماعي للشباب اكبر من مجموع جهودهم المشتتة.
كما التزمت الاجسام الشبابية بالمشاركة الفاعلة في الجهود المدنية السياسية، وستنخرط في حوار يركز على توافق الآراء والمناصرة لقضايا السودان المحورية لإحداث التغيير الايجابي الذي يفضي إلى انهاء الحرب والمساعدة في بناء سودان جديد، اضافة إلى الالتزام بحل النزاعات عبر وسائل مدنية سلمية والعمل على تعزيز مبادئ الحوار والتفاهم والاحترام والمصالحة.
ونظمت الورشة بعنوان الشباب السودانيون يتحدون من اجل السلام والمشاركة، وتحت شعار “المستقبل شاب- نحو بناء الجسور وكسر الحواجز” لتوحيد هدف الشباب وتحفيزهم للعمل من اجل السلام والمستقبل الديمقراطي وسط الصراع المستمر في السودان، اضافة إلى تسليط الضوء على دور الشباب في اتخاذ القرارات المستنيرة ومساهمتهم في عملية السلام.
بيان صحفي
وأدانت الاجسام الشبابية، التي ضمن 24 شبكة و10 تنسيقيات للجان المقاومة بعدد من ولايات السودان- استمرار جرائم الابادة الجماعية وازهاق الارواح والاغتصاب وانتشار العنف بمختلف انواعه، بجانب التدمير الواسع الذي تعرضت له البنية التحتية وحرق ونهب المنازل ومؤسسات الدولة.
وقال البيان “نجتمع اليوم ويعتصرنا الألم والفقد وكل منا يحمل على عاتقه مسئولية وقف الحرب والصراع المدمر باعتبارنا حاضر ومستقبل السودان وليس من يموت في هذه الحرب ويستعملون كوقود لها هم الشباب” وأضاف “الآن يتوجب علينا ان نبذل قصارى جهدنا لتوجيه طاقاتنا ومساعينا وأفكارنا لتوحيد صوت الشباب وأخذه في مسار موحد ومشترك يوقف الحرب ويعزز مشاركة الشباب في عمليات السلام والتفاوض والاصرار على صياغة مستقبل يسوده السلام والحكم الرشيد والاحترام المتبادل.
تعهد وعزم
تضمن البيان تعهدات للأجسام الشبابية للوصول إلى بقية تشكيلات الشباب غير المدرجة في هذا الجسم الجديد والسعي لإشراكها بفعالية، وتعزيز مشاركة الشباب في جميع مراحل صنع واتخاذ وتنفيذ القرار الوطني، فضلاً عن التواصل مع الفاعلين وصناع القرار للوصول إلى السلام الدائم في البلاد، والتأكيد على ضرورة فتح مسارات آمنة لإيصال المساعدات الانسانية للمتضررين من الحرب، وحث طرفي النزاع للجلوس إلى المفاوضات لإنهاء الحرب.
دعوة انسانية
ووجهت ممثلة الاجسام الشبابية سوسن جمعة- في المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام الورشة- نداءً إلى المجتمع الدولي وطرفي الحرب والقوى السياسية والمدنية والاجسام الشبابية والمجتمع السوداني إلى دعم مجهودات الشباب للمساهمة في الوصول إلى مستقبل شاب، اضافة إلى دعم ومخرجات وتوصيات الورشة الداعية لوقف الحرب والسماح للمنظمات العاملة في مجال المساعدات الانسانية وتوفير الحماية لها للقيام بعملها في اغاثة المجتمع السوداني.
استطلاع
راديو دبنقا تحدث إلى عدد من المشاركين في الورشة حيث قالت طيف عبد المنعم من منظمة سدرة ان الشباب اثبتوا من خلال هذه الورشة ان لديهم القدرة على تجاوز الاختلافات وتشكيل تحالفات شبابية تعمل بتنسيق لتحقيق اهدافها المشتركة، وذكرت ان الورشة استعرضت كذلك تجارب للشباب في الدول التي مرت بتجارب حرب مشابهة لما يجري الآن في السودان.
وأشار عبد الشكور كنجوم من مبادرة رفع الوعي “متطوعون” فكرة الورشة جيدة التي جمعت اطياف من التنظيمات والاجسام الشبابية التي تحمل رؤى مختلفة لتتلاقح افكارها في منصة واحدة والخروج بتحالف يعمل من اجل تحقيق اهداف مشتركة للشباب وايقاف الحرب الدائرة في السودان.
فيما ذكرت آمنة عثمان ممثلة مبادرة سوا بنقدر الشبابية ان تشكيل جسم موحد للشباب يعد خطوة ممتازة لخدمة قضايا الوطن وقضايا الشباب، خاصة ان هناك جيل كامل من الشباب حرم من المشاركة في اتخاذ القرار، واشارات إلى انه رغم اختلاف الاجسام الشبابية التي شاركت في الورشة ورؤاها إلا انها تمكنت من ان تصل إلى الحد الأدنى من التوافق حول قضاياها المشتركة التي تبلورت في اعلان الالتزام الذي وقعت عليه، وقالت: سنعمل على تطوير التحالف الذي تشكل بضم بقية الاجسام الشبابية ومنظمات المجتمع المدني.
وهذه ليست المرة الاولى التي يتشكل فيها تحالف شبابي عريض للسعي لإيقاف الحرب في السودان حيث انعقد في مطلع مارس الماضي مؤتمر تم من خلاله تشكيل الشبكة الشبابية السودانية لإنهاء الحرب والتأسيس للتحول المدني الديمقراطي والتي بدورها شاركت في التوقيع على هذا الاعلان وهي تضم عشرات الاجسام الشبابية.