مساعد رئيس حزب الأمة يدعو لدور سوداني مدني باشراك كل الأطراف ويحذر من حرب أهلية شاملة
القاهرة : امستردام : السبت 30 ديسمبر 2023 : راديو دبنقا
دعا مساعد رئيس حزب الأمة القومي صديق الصادق المهدي إلى ترفيع مستوى التفاوض، بين قائدي الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، عبر منبر الهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد” في اللقاء المباشر المزمع عقده بداية يناير من العام القادم، واعتبر أن الدعم السريع تحت قيادة موحدة أفضل من لملمة القوات حال تم التوصل لاتفاق سلام، وأرجع أسباب الحرب إلى تدخل الجيش في العمل السياسي وتوليه الحكم وإسناد كل مهامه وواجباته لمليشيا قزمت دوره، مؤكدًا أن الاتفاق الإطاري عالج ذلك الخلل بالدعوة لحكم مدني ديمقراطي، محذرًا من تحول دعوات التسليح إلى حرب أهلية، وامتدح دور تنسقية القوة المدنية لإنهاء الحرب “تقدم” وماتقوم به من مساعي لإنهاء الحرب.
واعتبر مساعد رئيس حزب الأمة، صديق المهدي، وهو أيضًا عضو المكتب التنفيذي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، في مقابلة مع “راديو دبنقا”، أن دعوته من لقاء “البرهان، حميدتي” المزمع عقده في يناير المقل في جيبوتي عبر منبر “الإيقاد”، يساهم في ترفيع مستوى التفاهم والتفاوض، مشيرًا إلى أن الدور المباشر لقيادة الطرفين في إنهاء هذه الحرب أفضل من الدور الثانوي المتمثل في وفود التفاوض، التي قال بأنها لم يكن لديها صلاحيات أو تحقيق أي اتفاق أو تقدم في مفاوضات منبر جدة.
ودعا صديق إلى عدم الشعور بالاحباط جراء تأجيل لقاء “البرهان، حميدتي” الذي تم تأجيله إلى بداية العام القادم في جيبوتي، وقال: “كلنا كنا في انتظار هذا اللقاء ونعقد عليه آمالًا كثيرة”، غير أنه نظر إلى تأجيل الاجتماع أفضل من فشل المبادرة نفسها في جمع الطرفين، داعيًا الطرفين بالتحلي بالمسؤولية ومراعاة معاناة الشعب السوداني والوطن وقال كفى موتا، تقتيلًا، دمارًا وتشريدًا ومعاناةً اهل السودان.
عامل ضغط قوي:
وأكد ثقته في رفض الشعب السوداني لهذه الحرب ورغبته في وقفها وتطلعه نحو تحقيق السلام، وقال إنَّ الراي العام السوداني يمثل عامل ضغط قوي وأصبح واضحًا في موقفه ويسعى ويعمل من أجل إيقاف هذه الحرب، مهما اجتهدت الأطراف التي كانت تدعو لتصعيدها، مشيرًا إلى أن الشعب السوداني هو من اكتوى بنارها ودفع ثمنها بكل صنوف المعاناة.
وأوضح مساعد رئيس حزب الأمة القومي أن هنالك عدة جهات لديها رغبة في إنهاء الحرب وقال إنَّ الموقف المدني السوداني، والدور الدولي والاقليمي الذي قال بأنه أصبح هدفه استقرار المنطقة بوقف الحرب والوصول لسلام، وشدد على أن الطرفين أصبح المنطق يدعوهم لوقف الحرب وإنهاء معاناة الشعب السوداني عبر انجاح هذا اللقاء المزمع عقده بداية يناير في جيبوتي، وقال مهما حدث من تقدم على الأرض لأي طرف منهما ليس هنالك من مشهد أو مؤشر، يقول إنَّ أحد الطرفين سينتصر نصرًا عسكريًا كاسحًا يلغي به وجود الآخر.
وأعاد صديق التذكير بأن كل الأطراف في البداية اعتبرتها حرب خاطفة لكنها استمرت وتطاول أمدها الآن في الشهر التاسع وعانى منها المدنيون أشد المعاناة. ورأى بأن كل هذه العوامل تقود الجميع لطاولة التفاوض وضرورة التوصل لحل سلمي ينهي هذه الحرب وينهي معاناة السودانيين.
تحكيم صوت العقل:
وقلل عضو المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، صديق المهدي من الشائعات المتداولة، حول مقتل حميدتي وظهوره وقال إنَّ ظهوره لم يكن مفاجئًا بالنسبة له لأنه لم يتعاطى مع تلك الحملة، مشيرًا إلى أن الموت حق والأعمار بيد الله، ولكنه نصح بعدم التعامل بالعواطف والتمنيات مع قضايا الوطن.
واعتبر أن الأفضل أن تكون قوات الدعم السريع تحت قيادة موحدة، بدلًا من لملمة الأطراف حال وفاة حميدتي، مشيرًا إلى أن إنهاء هذه المعاناة واحدة من التحديات التي ستواجه القوى السياسية إذا حصل اتفاق سلام، وتوقع استحالة استجابة القوات المتعددة على الأرض للسلام، لكن أن تكون هنالك قوة لديها تماسك وقيادة يجعل فرص تحقيق السلام والاستقرار أفضل.
ودعا صديق الطرفين للاستماع لصوت العقل وإنهاء هذه الحرب وتمنى أن يستجيب قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، كما استجاب قائد الدعم السريع لدعوتهم وعقد لقاء والجلوس مع رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، الذي قال بأنه يحمل صفتين، رئيس وزراء حكومة الثورة ورئيس تنسيقية “تقدم” داعيًا الطرفين لسماع صوت العقل والاستجابة للقائه، نافيًا في الوقت نفسه تلقيهم أي رد من قبل البرهان داعيًا إياه إلى قبول دعوتهم من أجل التفاهم مع السودانيين، في إشارة إلى منه إجراء حوار سوداني ـ سوداني، دون التقليل من الدور الإقليمي والدولي معربًا عن تقديره للجهود التي يبذلونها، لكنه أكد على ضرورة أن يكون هنالك دور سوداني مدني.
دعوة “تقدم” تطور حميد:
اعتبر أن دعوة “تقدم” نفسها تطور حميد وفي الاتجاه الصحيح وقال إنَّ من أهم أسباب تأسيس”تقدم” هوتجميع المدنيين وتوحيد صفهم وموقفهم واعلاء وابراز هذا الموقف من أجل ان يعبروا عن وجهة نظرهم، وقال حتى لانترك مجالًا للسجال العسكري بالرصاص والدانات والتقتيل والتشريد. وطالب بإعلاء الصوت المدني وقال مهما تعددت المبادرات الإقلمية والدولية، فإنَّ الدور السوداني والمدني يظل مهم وماتقوم به تقدم خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، وشدد على ضرورة إشراك القوة السياسية المدنية في ايقاف الحرب لتحقيق الاستقرار في البلاد في المرحلة القادمة.
وعبر مساعد الأمين العام لحزب الأمة عن استيائه من دعوات التسليح، وقال إنَّ الحرب نفسها شئ مؤسف، وأن تجري على رؤوس السودانيين وفي مدنهم يعني أنها تصفية حسابات وةصفها بالحرب التنكيلية البشعة وقال إنَّها تلقي بظلالها وتبعاتها السالبة على الشعب السوداني، من تدمير للبنى التحتية وقتل للمدنيين وتشريد السودانيين وكل المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني بسبب الحرب اللعينة، وأضاف ما ذكرته هو سلسلة من الترديات التي حدثت للدولة السودانية.
حرب أهلية:
وأرجع أسباب الحرب إلى صراع الجيش وتدخله في العمل السياسي وتوليه شأن الحكم واعتبر أن هذه المشكلة جعلته يركز على السياسة ودفعه بان يهمل دوره وواجبه وأن يرفع يده بالكامل بإجراءات عديدة منها إسناد مهمة الدفاع لمليشيات.
قال في نهاية الأمرعملت قوات الدعم السريع على تقزيم دور القوات المسلحة بعد أن اسندت لها مهمة التجييش والتعبئة ومواجهة وتنفيذ مهام الجيش. مشيرًا إلى أنهم في قوى الحرية والتغيير انتبهوا لهذه الأزمة باكرًا وسعوا لمعالجته عبر الاتفاق الاطارئ بايجاد حل سياسي قبل انفجار الأوضاع واندلاع الحرب.
وحذر من تنامي دعوات التسليح من أن يقود في نهاية الأمر إلى حرب أهلية بالنظر إلى التركيبة المجتمعية للشعب السوداني، وقال إنَّ المواطن السوداني بدون هذه الدعوات يضطر للدخول في الحرب مع أحد طرفيها من أجل الحماية وتوفير أبسط متطلبات المعيشة، وقال: إنّ هذه الدعوات ستقود البلاد للحرب الأهلية وهذا مصير يجب أن نتجنبه جميعًا”.
ورأي أن العلاج الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو وقف الحرب عبر عملية تفاوضية وحل سلمي، وقال يجب أن نسعى جميعًا بكل ما أوتينا من قوة للوصول لحل شامل وبمشاركة كل الأطراف.