مركز العمليات الانسانية وتسهيل ايصال المساعدات، هل يكون طوق نجاة من خطر الجوع…؟

نازحون في جبل مرة. من حساب توبي هارورد في اكس

نازحون في جبل مرة. من حساب توبي هارورد في اكس يوليو 2024

كمبالا: 22 يوليو2024: راديو دبنقا

تقرير: عبد المنعم مادبو

قال نائب الامين العام للأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية في السودان توبي هارورد انه في حين تم نهب وتدمير معظم مرافق الامم المتحدة في دارفور أثناء القتال بين الأطراف المتحاربة، تم الحفاظ على المستودعات في مدن “نيرتتي، قولو، وزالنجي” بفضل الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية، وأضاف “مع قيامنا بتوسيع نطاق تقديم المساعدة الإنسانية، ستصبح هذه المرافق بالغة الأهمية”.

تسببت حرب 15 ابريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والعقبات التي فرضتها على تدفق المساعدات الانسانية في واحدة من اكثر حروب العالم كارثية وفقاً لتقارير الامم المتحدة.

لكن اعلان الامم المتحدة خلال الاسبوع المنصرم بفتحها مركز للعمليات الانسانية يكون مقره في ولاية وسط دارفور (التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع) والاتفاق الذي اعلنته قوات الدعم السريع مع الامم المتحدة، في ختام مفاوضاتهما الثنائية، في جنيف لتسهيل ايصال المساعدات الانسانية إلى المحتاجين في مناطق سيطرتها اعاد الأمل مرة اخرى، ووجد ترحيبا من قبل المتضررين في دارفور.

أمل الضحايا

في تعليقه على اعلان الامم المتحدة بافتتاح مركز للعمليات الانسانية في دارفور قال المتحدث باسم المنسقية آدم رجال ان النازحين رحبوا بإعلان نائب منسق الشئون الانسانية بالسودان طوبي هارورد بإنشاء مركز للعمليات الانسانية بوسط دارفور، واعتبره بداية جديدة للأمم المتحدة ووجود المجتمع الدولي، واضاف في حديث لراديو دبنقا “الخطوة تشكل املا للضحايا الذين يتطلعون إلى استقبال المساعدات انسانية من المجتمع الدولي،” وتابع “تعزيز وجود الامم المتحدة في دارفور عبر مركز للمساعدات الانسانية، هذا خبر سار جدا لأنه سيساعد في رفع المعاناة عن الضحايا ويضغط على طرفي الحرب لإيقاف ارتكاب الجرائم”

ورحب رجال كذلك باتفاق الامم المتحدة والدعم السريع في جنيف على التعاون لإيصال المساعدات إلى لضحايا الحرب في دارفور، وقال نحن نرحب بأي خطوة تمضي في اتجاه ايقاف الحرب او تسهيل ايصال المساعدات إلى المحتاجين، ونحن ظللنا منتظرين مثل هذه الخطوات لأننا تضررنا سنيناً من الحرب.

التزام الدعم السريع

وصفت قوات الدعم السريع محادثاتها مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان العمامرة، التي عقدت في جنيف في الفترة من 11 إلى 19 يوليو بالناجحة، وانها عززت جهود التعاون المشترك، مما عاد بالنفع على شعب السودان في نهاية المطاف، في اشارة للاتفاق على تسهيل ايصال المساعدات إلى مناطق سيطرتها-

وأشارت إلى انه في ختام المباحثات سلم وفد الدعم السريع السيد العمارة رسالة رسمية من الفريق محمد حمدان دقلو موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أكدت التزام قوات الدعم السريع بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية وتعزيز إجراءات حماية المدنيين.

زيارة مهمة

زار نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان توبي هارورد، في مطلع الاسبوع الماضي، عدة مناطق ومعسكرات للنازحين في ولاية وسط دارفور وقف خلالها على الاوضاع الانسانية للسكان الذين تضرروا من الحرب الدائرة في السودان، كما التقى المسئول الاممي بالمسئولين في الوكالة الدولية للإغاثة والاعمال الانسانية بإقليم دارفور، وقال مدير الوكالة في وسط دارفور خالد اسماعيل لراديو دبنقا “إن لقائهم مع وفد نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان طوبي هارورد بحث الوضع الانساني وكيفية تسهيل ايصال المساعدات للمواطنين بالولاية، وذكر اسماعيل ان الاجتماع استعرض الاحتياجات الانسانية الكبيرة التي يعاني منها النازحين واللاجئين والمجتمع المستضيف والرحل بجميع ارجاء الولاية. وأضاف “أكدنا لهم بأن الباب سيكون مفتوحاً لإدخال الاغاثة، وستعمل الوكالة على تسهيل دخول المنظمات عبر الاجراءات المبسطة دون إذن أو أي قيود أو شروط، لجهة أن الوضع الانساني المتردي يتطلب وضع تسهيلات لإغاثة للمجتمع المحلي”. وأبان خالد اسماعيل أن الوفد الأممي وعد بان برنامج الغذاء العالمي سيعمل على توفير المساعدات في الوقت القريب، بفضل ان المقر الرئيسي لمكتب الامم المتحدة اصبح في ولاية وسط دارفور.

بينما اوضح المسئول الاممي توبي هارورد في تصريحات صحفية “انه زار معسكرات النازحين في مناطق “روكرو، سبانغا، ودبا نايرة “ووجد في ثلاث معسكرات للنازحين معاناة شديدة، وأضاف “النازحون محتاجون جدا جدا ليس لديهم غذاء او ايواء ودواء وتغذية للأطفال او تعليم، وهناك أسر كثيرة نزحت من مدن مختلفة من السودان إلى مناطق جبل مرة بفضل ما تشهده المنطقة من أمان”.

الالاف في سفوح الجبال

تستقبل عدة مناطق في سفوح جبل مرة آلاف الأسر التي فرت من مدينة الفاشر التي تشهد مواجهات بين اطراف الحرب، ويقول نائب الامين العام للأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية في السودان ان عشرات الآلاف من النازحين فروا إلى جبل مرة منذ اندلاع حرب السودان، وهم يزيدون الضغط على المجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية وسلطات الأمر الواقع في جبل مرة أثناء محاولتهم استغلال الموارد النادرة في “قولو، روكرو، دبا نايرا، سابانغا، سرتوني، ودربات” وذكر ان الأشخاص الأشد ضعفاً يموتون بسبب سوء التغذية مع حدوث مضاعفات طبية بشكل متزايد، وأضاف “مناطق جبل مرة تحتاج إلى كميات كبيرة من المساعدات لخفض معدلات الوفيات المتزايدة، مشيراً إلى أن التركيز ينصب في الوقت الراهن على توصيل الغذاء للأشخاص الأشد ضعفاً في دارفور، هناك حاجة ملحة للإمدادات الطبية لوقف انتشار المرض، خاصة خلال موسم الأمطار

احصائيات

وبحسب تقديرات المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور فان ما يقارب 991 شخصاً توفوا في الفترة من 15 أبريل إلى 15 مايو 2024، بسبب المجاعة وتفشي بعض الأمراض في دارفور، فيما تشير تقديرات الامم المتحدة وفقاً لمصفوفة النزوح الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية إلى ان عدد النازحين في السودان بعد حرب 15 ابريل 2023 بلغ نحو 7.3 مليون شخص لترتفع حصيلة النازحين في السودان إلى اكثر من 11 مليون شخص جراء النزاعات السابقة والحالية في البلاد.

وقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من التدهور السريع للظروف التي يعيشها الشعب السوداني، خاصة الأطفال، مع انعدام الأمن الغذائي في السودان.

وفقاً لأحدث بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر اواخر يونيو الماضي عن الوكالات الاممية الثلاث اليونسيف ومنظمة الزراعة والأغذية، وبرنامج الغذاء العالمي “WFP, FAO, UNICEF” يعاني ما مجموعه 25.6 مليون شخص من مستويات عالية من الجوع الحاد وهي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى. وهذا يعني أنه نصف سكان السودان يخوضون كفاحاً يومياً حقيقياً لإطعام أنفسهم وأسرهم بسبب الحرب الدائرة في السودان.

فيما أكدت مفوضة العون الانساني سلوى آدم بنية ان الحكومة السودانية، ايفاءً بالتزاماتها لتسهيل وصول المساعدات الانسانية للمحتاجين في مناطق السودان المختلفة، أنجزت خلال الستة أشهر الماضية، منح عدد (1529) تأشيرة دخول للعاملين في الشأن الإنساني من منظمات وهيئات اممية، وعدد( 10944) اذونات واخطارات التحرك، منح إعفاءات جمركية، وضريبية، واعفاء كل الرسوم على واردات المساعدات الانسانية والاليات والتي تقدر بحوالي (360 مليون دولار) وتسهيل دخول مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية، منها (542) شاحنة عبر معبر الطينة بالإضافة ل(60) شاحنة في السابق لولايات دارفور الكبرى، بجانب رفع عدد المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية من معبرين إلى 9 معابر.

نازحون في جبل مرة. من صفحة توبي هارورد 
 في اكس يوليو 2024

جهود رغم الصعوبات

اشار نائب الامين العام لتنسيق الشئون الانسانية في السودان “توبي هارورد” إلى انه في الأسابيع الأخيرة قامت الامم المتحدة السودان بزيادة وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية التي تعبر من تشاد إلى السودان.

لكنه نبه في تغريدة على حسابه في منصة اكس إلى انهم يواجهون الآن تحديات لوجستية جديدة حيث تهدد الأمطار الغزيرة بإغلاق معبر الطينة الحدودي. نحن بحاجة ماسة إلى طرق وصول بديلة لتنفيذ عمليات تسليم منتظمة للأشخاص الأشد ضعفا في جميع أنحاء دارفور.

فيما أشار مدير الوكالة الدولية للإغاثة والاعمال الانسانية بوسط دارفور خالد اسماعيل إلى ان الوفد الاممي أوضح لقائه بهم في زالنجي ان المشاكل التي واجهتهم في الفترة الماضية هي اغلاق معبر “ادري” من قبل الحكومة في بورتسودان، وأضاف الوفد وجه نداءً بان يتم فتح معبر “أدري” بصورة عاجلة لتمكين فرق الاغاثة على ايصال المساعدات، واشار إلى علمه بان الناس باتوا يأكلون مخلفات الفول السوداني “العمباس” وقشر الذرة “الكمفوت”

وذكر اسماعيل لراديو دبنقا ان هناك مساعدات وُزعت في الفترة الماضية للنازحين والمجتمع المستضيف والرحل في محليات ازوم، ورونقاتاس، اضافة إلى نحو 50 ألف اسرة من النازحين واللاجئين في منطقة ام شالايا، فضلاً عن المساعدات التي وصلت إلى محليات ام دخن، ومكجر، وقارسيلا وبندسي.

طوق نجاة

يرى الصحفي المراقب للوضع في دارفور ابوعبيدة برغوث ان ايصال المساعدات الانسانية إلى الشعب السوداني الان تعد واحدة من القضايا المهمة، لان السودانيين مهددون بمجاعة كبيرة جراء حرب 15 ابريل، واشار إلى ان خطوتي فتح مركز للأمم المتحدة للعمليات الانسانية في وسط دارفور واتفاقها مع قوات الدعم السريع لتسهيل ايصال المساعدات في مناطق سيطرتها تعدان طوق نجاة ومرحلة متقدمة تجاه اغاثة المتضررين من الحرب، واضاف: الان يمكن ان يسهل وجود مكتب للعمليات الانسانية ايصال المساعدات لإقليم دارفور وكردفان ووسط السودان، ويساهم في انقاذ ملايين السودانيين من خطر الموت بالجوع.

Welcome

Install
×