مرضى الفشل الكلوي.. شبح الموت يلوح في الأفق
استفاقت مدينة بورتسودان، يوم الثلاثاء، على وفاة مريض بالفشل الكلوي يبلغ من العمر (36 عاماً) إثر توقف مركز غسيل الكلى بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وعدم توفر الوقود.
وبحزن شديد يقول موسى آدم طوكرواي، وهو أحد مرضى الفشل الكلوي الذي يباشرون الغسيل مرتين اسبوعياً في المركزي إن المريض شاب في مقتبل العمر وتوفي بسبب توقف عمل المركز يوم الثلاثاء لانقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الوقود.
ووصف موسى الوضع في المركز بالقاتم وإنه ينذر بكارثة، مشيراً إلى تقليص زمن الغسيل لمدة نصف ساعة، مع إعلان المركز القومي للكلى عن تقليص عدد الغسلات إلى مرة واحدة أسبوعين بدلاً عن مرتين.
وقال إن المركز عاود العمل يوم الأربعاء بعد تدخل خيرين وتبرعهم بالوقود بجانب عودة التيار الكهربائي.
نفاد معينات الغسيل
وأكد موسى إن معينات غسيل الكلى في المركز أوشكت على النفاد مع انعدام الأدوية والحقن اللازمة لمرضى الفشل الكلوي، وقال إن المركز لم يستلم أي معينات جديدة من المساعدات القادمة من الخارج وأضاف (جميع المساعدات يتم نقلها من بورتسودان إلى بقية الولايات رغم حاجة المدينة الماسة لذلك).
ويبلغ عدد مرضى الفشل الكلوي الذي يدامون على الغسيل في مركز غسيل الكلى ببورتسودان أكثر من 260 مريضاً بجانب أكثر من مائة نزحوا من الخرطوم بسبب ظروف الحرب.
وأوضح موسى إن عدد ماكينات الغسيل في المركز 36 ماكينة أكثر من 10 منها توقفت عن العمل لعدم توفر قطع الغيار بسبب الحرب التي اندلعت منذ أكثر من أربعة أشهر، وأشار إلى معاناة المركز من عدم توفر المياه المفلترة اللازمة لعمليات الغسيل.
ويناشد موسى السلطات عبر راديو دبنقا بتوفير معينات الغسيل، وتوفير أدوية مرضى الفشل الكلوي ومعالجات اشكاليات الفريق الطبي بصرف المرتبات وتحسين بيئة العمل. ويضيف (ليس هنالك جهة تهتم بأمر المركز على الرغم من وجود الحكومة الاتحادية بأكملها في بورتسودان.
وفيات في دنقلا
وفي دنقلا بالولاية الشمالية توفي أربعة من المصابين بالفشل الكلوي، خلال الفترة الماضية، بسبب تقليص عدد الغسلات إلى غسلة واحدة في الاسبوع.
ويقول نور الدين وهو أحد مرضى الفشل الكلوي بدنقلا لراديو دبنقا (بالطريقة دي كلنا حنموت) مبيناً إن ثلاثة من مراكز غسيل الكلى في المدينة خرجت عن الخدمة بسبب عدم توفر المستهلكات والمحاليل.
ويشير إلى تقليص عدد الغسلات في المركز الوحيد العامل إلى غسلة واحدة اسبوعياً بدلاً عن غسلتين، وتقليص زمن الغسيل إلى ثلاث ساعات بدلاً عن أربعة. وقال إن المركز به سبع ماكينات تعمل لثلاث ورديات وتقدم الخدمة ل 63 مريضاً.
ولفت إلى الانعدام التام للأدوية المهمة لمرضى الفشل الكلوي ونبه إلى عدم توفر الانسولين وأدوية ضغط الدم.
من جهته أقر وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد ابراهيم بشح في مستهلكات غسيل الكلى، وأدوية الأمراض المزمنة، وعلاج الأورام بجانب المضادات الحيوية ومستهلكات الجراحة وأكياس الدم.
اعتراف حكومي
وقال الدكتور هيثم محمد ابراهيم، في مقابلة مع راديو دبنقا الأسبوع الماضي، إن الوزارة تسعى مع شركائها في منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بجانب وزارة المالية لتوفير غسلات الكلى والأدوية وأوضح إن الوزارة وفرت بعد الحرب كميات من الأدوية والمستهلكات لمدة ثلاثة أشهر.
وأشار إلى وجود 8 الاف مريض بالفشل الكلوي بالبلاد يتلقون الخدمة في 105 مركز غسيل كلى وأكثر من اربعة آلاف زارع للكلى.
وأكد إن الوفرة الدوائية كانت منخفضة قبل الحرب حيث بلغت 50 في المائة من الأدوية الأساسية التي تبلغ 702 صنف.
وعزا شح المضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة في الصيدليات بالولايات لتأثر القطاع الخاص المتمثل في الشركات ومصانع الأدوية المحلية بالحرب نظراً لوجود معظمها في الخرطوم.
وأكد توفر المحاليل الوريدية وبقية الأدوية والمستهلكات الأخرى في جميع الولايات. وأشار إلى جهود الوزارة في تسهيل فتح الاعتمادات المالية للقطاع الخاص من أجل استيراد الأدوية، وفتح مخازن للأدوية في مدني، والإجراءات الجديدة التي اتخذها مجلس الأدوية والسموم لتسهيل استيراد الأدوية.