مدير المباحث الجنائية السابق يشكك في عملية جمع السلاح والمصالحات القبلية بدارفور

شكك اللواء عابدين الطاهر مدير المباحث الجنائية السابق والباحث في مجال القانون الجنائي والخدمة الشرطية في نجاح عملية جمع السلاح في دارفور المعلنة من قبل الحكومة. وعبر في مقابلة مع راديو دبنقا عن اعتقاده أن عملية جمع السلاح يمكن أن تتم بعد أن تنبعث الثقة في مواطن دارفور أن الدولة موجودة وأحهزتها منتشرة وعادلة وتساوي بين كل المواطنين، بغض النظر عن أي قبيلة أو مجموعة ينتمون إليها.

وقال اللواء عابدين الذي عمل في العام 2004 مديرا لشرطة ولاية جنوب دارفور إنه متأكد أن المواطن في دارفور عندما يأتي اليوم الذي يحس فيه أن الدولة موجودة ويدها تطال كل من يخالف القانون وتحاسب في نفس الوقت كل من يرتكب جريمه سيكون أكثر إصرارا على تسليم الذي بيده، لأن المواطن وقتها كما يقول اللواء عابدين ستنتفى حاجته لحمل السلاح طالما هو آمن  في منزله ولا يوجد أحد يعتدى عليه وأن حقوقه كافة محفوظة. وأكد اللواء عابدين أن المطلوب الآن هو أن تبسط الدولة يدها وهيبتها في كل أنحاء دارفور لأن ذلك هو صمام الأمان.

 وحول المصالحات القبيلة الكثيرة في دارفور وانهيارها من وقت لآخر قال اللواء عابدين إن هذه المصالحات لكي تكون متماسكة ويكتب لها الديمومة لا بد من وجود ضامانات قوية لها. وأوضح أن هذه الضمانات تتمثل في هيبة الدولة ومحاسبة كل من يخرق اتفاق الصلح واضاف قائلا إن أي صلح  يعقد في ظل غياب هيبة الدولة يكون صلحا في الهواء، مشيرا إلى أنه من خلال تجربته أن القبائل تلتزم باتفاقيات الصلح كلما كانت الدولة قوية ومشرفة عليها، وتحاسب الطرف الذي يخرق الاتفاق. وأكد أن الإشكالية الآن في دارفور تتمثل في أن هناك كثيرا من القبائل والمجموعات تعتقد أنها أكثر قوة من نفسها.