سد النهضة الاثيوبي - المصدر خرائط قوقل

أمستردام: 7 يناير 2025: راديو دبنقا
أكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية والمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إن زلزالا بلغت شدته 5.8 درجات ضرب إثيوبيا يوم السبت 4 يناير 2025. وذكرت الهيئة أن الزلزال وقع على بعد 142 كيلومترا شرقي العاصمة أديس أبابا وعلى عمق يبلغ 10 كيلومترات تحت سطح الأرض.
وتعرضت المنطقة نفسها إلى زلزال بقوة 5.5 درجات، يوم الجمعة 3 يناير 2025، ضمن سلسلة زلازل أقل قوة تجاوز عددها 30 زلزالا وهزة ارتدادية على مدار الأسبوع الماضي. ولم تتوفر معلومات مفصلة عن حجم الخسائر البشرية والمادية، لكن السلطات الأثيوبية شرعت في نقل 80 ألف شخص من المناطق الأكثر عرضة للزلزال إلى أمكان أكثر أمانا، كما ظهرت تصدعات على بعض الطرق.
وكما هو الحال عند حدوث أي زلزال في أثيوبيا في السنوات الأخيرة، عاد الحديث من جديد عن تأثيرات الزلزال على سد النهضة والتداعيات الخطيرة التي يمكن أن تحدث في السودان ومصر كنتيجة لذلك بالنظر إلى أن السد يقع في منطقة حدودية وسيكون تأثيره محدودا داخل الأراضي الأثيوبية.
منطقة الزلازل بعيدة عن موقع سد النهضة
وقال المهندس عبد الكريم الأمين، خبير المساحة وعلوم الأرض، أن الفترة الأخيرة شهدت تزايدا في أعداد الزلازل التي تضرب اثيوبيا، وأنها تقع في مناطق بعيدة عن موقع سد النهضة وأقربها مسافة كان مركزه على بعد 100 كيلومتر من موقع الخزان. ونوه المهندس عبد الكريم الأمين في حديث لراديو دبنقا إلى أنه وبصورة عامة تصمم السدود بسعة قصوى لتحمل السد للزلازل وأنه من خلال الرصد في مختلف انحاء العالم نلاحظ أن السدود بشكل عام لا تنهار كنتيجة للزلازل ما عدا في بعض المناطق مثل الصين وزيمبابوي ودول أخرى.
وأضاف خبير المساحة وعلوم الأرض أن العامل الحاسم هو المنطقة التي تنشأ فيها السدود حيث يتم عمل دراسات قبل إنشاء السد للحالة الجيولوجية للمنطقة التي سيشيد عليها السد. وفي حالة سد النهضة، أجرت اثيوبيا دراستين، تم إطلاع السودان ومصر على محتوى الدراسة الثانية، فيما امتنعت أديس ابابا عن الكشف عن محتوى الدراسة الأولى للبلدين. لكن المهم أن المنطقة التي أقيم فيها سد النهضة هي بعيدة عن المنطقة التي تشهد الزلازل في شرق اثيوبيا، وأن مركز الزلزال الأخير يبعد بحوالي 500 كيلومتر عن سد النهضة.
وأشار المهندس عبد الكريم الأمين في حديث لراديو دبنقا إلى أن سد النهضة مصمم بحيث تستوعب البحيرة خلفه كميات ضخمة من المياه وأنه في حال تأثر المنطقة بالزلزال فإن ذلك يعني تأثر كل البيئة في المناطق التي تدفق فيها مياه الفيضان الذي ينتج عنه. وحذر من أن النقص الكبير في مياه بحيرة الخزان الذي تم رصده مؤخرا قد يكون ناتجا من تسريب أسفل الخزان الأمر الذي قد يؤثر على بنية الخزان خصوصا في ظل تزايد الأنشطة الزلزالية.
الشمولية في التعامل مع تأثيرات سد النهضة
وحول تأثير انهيار سد النهضة ولو بشكل جزئي على السودان، أكد خبير المساحة وعلوم الأرض أن الأراضي السودانية المحيطة بمجر النيل تتميز بأنها سهول منخفضة ما يعني أن المياه ستغمر مناطق واسعة على طول حوض النيل الأزرق ونهر النيل، كما ستتأثر كل المنشئات المقامة على الضفتين بما في ذلك ثلاثة من السدود الرئيسية في السودان (الروصيرص، سنار، مروي)، كما سيؤدي ارتفاع مناسيب المياه في النيل الأزرق بشكل كبير إلى ارتداد المياه في النيل الأبيض مما سيتسبب في غمر مناطق واسعة بالمياه تمتد من ملتقى النيلين الخرطوم وحتى منطقة السدود في ولايتي أعالي النيل وجونقلي في دولة جنوب السودان.
واعتبر المهندس عبد الكريم الأمين في حديث لراديو دبنقا أن واحدة من المشاكل الرئيسية في التعامل مع ملف سد النهضة على أساس أنه ملف أمني وليس هندسي/فني، لكن مساهمة عدد من أساتذة الجامعات ووزارة الري دفعت إلى النظر بشكل مختلف لهذا الملف. ودعا كل الأجسام المهتمة بالموارد المائية إلى ضرورة تشكيل وحدة من العلماء والخبراء لتناول كل القضايا المرتبطة بسد النهضة بشكل علمي وتأثيراتها البيئية في مناطق حوض النيل وروافده وأن يشمل ذلك كل الموارد المائية في السودان لإعداد رؤية شاملة بعيدا عن الأجندة السياسية.

Welcome

Install
×