محجوب محمد صالح : دارفور بين النزوح… والاغاثة
على مدى اكثر من عقد من الزمان ظلت اعداد غفيرة من أهل دارفور تعيش مضطرة في معسكرات النزوح هروبا من القتل وأعمال العنف التي طالت قراهم وباديتهم وقد نشأ جيل بكامله في هذه المعسكرات التي وفرت لهم الآمن واغاثتهم بتوفير الغذاء وقد تسارعت منظمات العون الانساني والامم المتحدة لتقديم المعونات الغذائية ولكن تلك المنظمات باتت تواجه صعوبات في العثور على مانحين على استعداد لأن يواصلوا تمويل عمليات الاغاثة لعدة اسباب ان بلادا كثيرة اشتدت فيها نزاعات وبات اهلها اكثر حاجة للاغاثة الانسانية اضافة الى ان المانحين ارهقهم النزاع الدارفوري الذي طال واستطال وفترت همتهم لدعم الاعمال الانسانية اكثر مما فعلوا في الماضي.
محجوب محمد صالح
على مدى اكثر من عقد من الزمان ظلت اعداد غفيرة من أهل دارفور تعيش مضطرة في معسكرات النزوح هروبا من القتل وأعمال العنف التي طالت قراهم وباديتهم وقد نشأ جيل بكامله في هذه المعسكرات التي وفرت لهم الآمن واغاثتهم بتوفير الغذاء وقد تسارعت منظمات العون الانساني والامم المتحدة لتقديم المعونات الغذائية ولكن تلك المنظمات باتت تواجه صعوبات في العثور على مانحين على استعداد لأن يواصلوا تمويل عمليات الاغاثة لعدة اسباب ان بلادا كثيرة اشتدت فيها نزاعات وبات اهلها اكثر حاجة للاغاثة الانسانية اضافة الى ان المانحين ارهقهم النزاع الدارفوري الذي طال واستطال وفترت همتهم لدعم الاعمال الانسانية اكثر مما فعلوا في الماضي.
على أننا وقبل ذلك حذرنا من مغبة ان يعتمد الناس على الاغاثات لأن ذلك يخلق واقعا يستهين باهمية العمل كمصدر لكسب العيش ويغري بالبطالة والاتكالية وانه يخرج اعدادا كبيرة من سوق العمل وقد نصحنا هيئات الاغاثة منذ عهد بعيد ان تنتقل من مربع الاغاثة العينية الى دعم التنمية وتمويل مشروعات انتاجية حيثما كان ممكنا وفق الظروف الامنية حتى لا ينشأ جيل يعاف العمل ويعيش على الاغاثات ومثل تلك المشاريع التنموية من شأنها اعادتهم الى دائرة الانتاج حتى يكسبوا عيشهم بجهدهم الخاص ولكن شيئا من ذلك لم يحدث بل ان الصراعات القبلية الاخيرة زادت عدد النازحين الى تلك المعسكرات.
لقد آن لبرنامج الغذاء العالمي الذي يشرف على توفير الاغاثة لهذه المعسكرات ان يبتدر حراكا للغوث التنموي بحيث يفكر في مشاريع انتاجية في مناطق آمنة يمكن ان تستوعب طاقات سكان المعسكرات في عمل منتج حتى يتسنى لهم ان يستعيدوا ويوظفوا طاقتهم الانتاجية ويحققوا دخلا ماديا خاصة في مجال الزراعة.
بل ويمكن الاستفادة من الطاقة الانتاجية لشباب النازحين خارج اقليم دارفور في اعمال موسمية اذ كانت العمالة الموسمية التي تسهم في موسم الحصاد في مشروع الجزيرة ومشاريع الزراعة الآلية في القضارف والدمازين وغيرها تأتي من دارفور ويعمل القادمون في حصاد المحاصيل من قطن وسمسم وفول مما يدر عليهم دخلا معقولا ثم يعودوا الى ديارهم لمساعدة اهلهم في اعمالهم الزراعية ويمكن لبرنامج الغذاء العالمي ان يتبنى القادرين من المعسكرات لهذه المواقع خاصة وكلها تعاني من نقص في العمالة الموسمية وقد احتاجت في الموسم الماضي ان تستورد هذه العمالة من دول الجوار- من اثيوبيا وجنوب السودان واريتريا.
صحيح ان اوضاع دارفور غير مستقرة وامنها غير مستتب ولكن هناك اماكن فيها قدر من الأمان يساعد في حراك انتاجي داخلي كما ان هناك فرص خارج دارفور يمكن ان تستوعب الايدي العاملة- ويمكن بحث هذه الخطط مع اهل المعسكرات انفسهم بحيث يكونون جزءا من تنظيم هذا المشروع لو اتخذ برنامج الغذاء العالمي الخطوة الأولى؟؟