محجوب محمد صالح: السودان .. انقسام الحركة الشعبية ومفاوضات السلام! ..

القيادة الجديدة للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال (التي أطاحت بالقيادة القديمة برئاسة مالك عقار، واستولت على الحركة) أبلغت الحكومة الفرنسية …

بقلم: محجوب محمد صالح

 

القيادة الجديدة للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال (التي أطاحت بالقيادة القديمة برئاسة مالك عقار، واستولت على الحركة) أبلغت الحكومة الفرنسية في رسالة مكتوبة أنها بصدد التفكر مع القوى الوطنية السودانية توطئة لاستئناف التفاوض، بحثاً عن حل توافقي يعالج جذور الأزمة السودانية، التي أفرزت حروباً أهلية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة لدارفور
وقد حرصت الرسالة أن تصور الأحداث التي وقعت في الحركة مؤخراً بأنها مجرد (إجراءات ديمقراطية)، قادت إلى اختيار قيادة جديدة وبنفس القدر أشارت الرسالة إلى مطلبها بتقرير المصير، وكأنما هو موضوع وارد أصلاً في أجندة التفاوض،
والواقع أن كلا الأمرين: الانقسام الذي حدث في الحركة وإثارة قضية تقرير المصير هما من المستجدات التي ينبغي حسمها، حتى يفسح الطريق أمام أي مفاوضات تعالج جذور الأزمة السودانية بصورة جادة.

لا بد من الاعتراف بأن ما حدث داخل الحركة هو انقسام نتج عنه وجود فصيلين، يدعيان تمثيل الولايتين، ولا بأس في ذلك، ولا ضرر في الاعتراف بهذا الأمر الواقع، لكن ينبغي أن تحاول في إطار هذا الاعتراف أن تسعى لأن يكون لديهما (موقف تفاوضي واحد)، وما دامت هذه القيادة تنوي إجراء محادثات مع القوى السياسية، فليكن دور القوى السياسية الوطنية هو بذل الجهد لتوحيد الموقف التفاوضي للفصيلين إذا أردنا للمفاوضات أن تحدث اختراقاً في قضية السلام ومعالجة جذور الأزمة الوطنية.
إن تقرير المصير حق فقط لجنوب السودان بحدود 1956، وأن جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان جزء من شمال السودان الموحد، ولا يتمتعون بحق تقرير المصير، وكانوا كلهم في القيادة التي اعتمدت هذا القرار وتصرفت على أساسه وقبلت ببروتوكول الولايتين الوارد في اتفاقية السلام الشامل، وقبلت أن تمارس تقرير المصير الداخلي عبر المشورة الشعبية التي يمكنها أن تحدد السلطات التي ترى أن تتمتع بها الولايتان داخل السودان الشمالي الواحد، وأي مفاوضات قادمة ستكون مرجعيتها هي اتفاقية السلام الشامل وبروتوكول الولايتين والمشورة الشعبية، ولو انخرطت قيادة الحركة الشعبية الجديدة في محادثات مع قوى المعارضة لوجدت إجماعاً بينها على هذا الموقف.
ما دامت الحركة الجديدة عازمة على الانخراط في مفاوضات مع القوى السياسية السودانية، فستحسن صنعاً لو وضعت كلا هذين الأمرين: توحيد الموقف التفاوضي ومبدأ تقرير المصير على رأس قمة أجندة محادثاتها مع القوى السياسية ،حتى لا تنفرد بموقف لا تجد له دعماً من أي جهة،
ولهم في الأزمات التي يعيشها جنوب السودان الآن درس وعبرة !!

Welcome

Install
×