محامي : الافراج عن عبدالرؤوف وفقا لاتفاق سوداني امريكي .
قال عادل عبد الغني، محامي عبدالرؤوف ابو زيد المدان بقتل موظفي المعونة الأمريكية ،الذي افرجت عنه المحكمة العليا يوم 30 يناير، إن دائرة من المحكمة العليا أصدرت القرار بأغلبية ثلاثة مقابل اثنين
وقال في مقابلة مع راديو دبنقا إن المحكمة العليا استندت في قرارها على تفسير حر للاتفاق بين الحكومة السودانية والامريكية بشأن سداد مليوني وخمسمائة الف دولار لأسرة غرانفيل.
وقال إن قرار المحكمة العليا نهائي وهي أعلى سلطة قضائية في السودان. وأوضح إن تقوية الدول النامية تستدعي احترام المؤسسات العدلية وعدم التدخل في شئون القضاء.
وأشار إن المحكمة اعتبرت قبول الأسرة بالتعويض تنازلاً عن القصاص، ولهذا اسقطت القصاص واكتفت بعقوبة السجن التي مكثها في السجن عن الحق العام . وأكد إن المحكمة العليا هي الجهة المخولة بتفسير المستندات والوثائق في السودان .
وأوضح إن الطرف الأمريكي يرى ان الحكومة السودانية دفعت المبلغ تعويضاً عن تقصيرها وتفريطها في واجباتها مما أدى لهروب المتهمين، وليس للتنازل عن القصاص .
وقال إن البيان الذي صدر وزارة الخارجية الأمريكية في 31 يناير يعتبر عبدالرؤوف شخصية ارهابية خطيرة ويلمح أن عبدالرؤوف يندرج ضمن العرض الأمريكي الذي خصص مبلغ 5 مليون دولار لمن يبلغ عن مدانين بقتل الموظفين
من جهتها أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء إطلاق سراح المدان بقتل اثنين من موظفي المعونة الأمريكية عبد الرؤوف أبو زيد في 30 يناير ، وهو أحد الأفراد الذين أدينوا بارتكاب جرائم قتل جون جرانفيل وعبد الرحمن عباس في عام 2008. موضحة إن عبدالرؤوف لا يزال مصنفاً بشكل خاص كإرهابي عالمي مصنف بشكل خاص.
وأبدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان انزعاجها الشديد من الافتقار إلى الشفافية في العملية القانونية التي أسفرت عن إطلاق سراح الشخص الوحيد المتبقي رهن الاحتجاز.
ووصف البيان التصريحات الخاصة بأن الولايات المتحدة وافقت على الإفراج كجزء من تسوية الحكومة السودانية للضحايا بأنها غير الدقيقة، وقالت إنها ستواصل البحث عن توضيح بشأن هذا القرار.
وأشارت إلى عرض تقدم به برنامج المكافآت من أجل العدالة، التابع للإدارة الأمريكية، يصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة محمد مكاوي إبراهيم محمد أو عبد الباسط الحاج الحسن حاج حمد ،وهما شخصين آخرين ضالعين من قتل موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) جون جرانفيل وعبد الرحمن عباس.
ضمن القائمة السوداء:-
وصف الهادي محمد الأمين الصحفي والخبير المختص بشئون الجماعات الإسلامية المتطرفة مصير المتهم عبد الرؤف ابوزيد المتهم بقتل جون غرانفيل موظف المعونة الامريكية بالمجهول سواء كان داخل السجن أو خارجه.
وقال في مقابلة مع راديو دبنقا إن وضعه خارج وداخل السجن يظل غريباً وشاذاً باعتبار أن اسمه لايزال ضمن القائمة السوداء في لائحة الإرهاب، وأضاف ربما تطالب أمريكا بتسليمه في المستقبل وفقاً للقوانين خاصة في ظل الاتفاقيات وقوانيين مكافحة الإرهاب بين البلدين.
و أكد الهادي محمد الأمين إنه لمس من المتهم عبد الرؤوف، قبل خروجه من السجن، تغيير نمط حياته إلى الأفضل، ويركز الآن على مستقبله خاصة بعد قضاء أكثر من 15 سنة داخل السجن.
وأوضح إنه تعرض للإهمال من الجماعات التي انتمى إليها حيث لم تدعمه، كما لم تطالب الجماعات بإطلاق سراحه عبر تنفيذ وقفات احتجاجية ، مضيفاً إلى أن الظروف التي مر بها داخل السجن كانت قاسية خاصة في ظل وفاة والده ومرض والدته وتخلي زوجته عنه.
وأضاف الهادي بأن عبدالرؤوف وصل إلى درجة عالية من الاكتئاب وحاول الانتحار بسبب عدم اطلاق سراحه .
وتوقع الهادي محمد الأمين أن عبدالرؤوف لن يشكل أي خطورة نظراً لما مر به خلال فترة سجنه .وقال انه لمس منه الاعتدال بسبب الظروف التي واجهته داخل السجن .
كشف المحامي عادل عبدالغني عن إيقاف تنفيذ أكثر من أربعة آلاف حكماً نهائياً بالإعدام بسبب عدم تشكيل المحكمة الدستورية.
وقال لراديو دبنقا إن الأحكام تتزايد يومياً، وبمجرد تشكيل المحكمة الدستورية تصبح نافذة، وقال إن تنفيذ الأحكام سيحول البلاد إلى ( سلخانة)
ودعا الخيرين ورجال الدين والإدارة الأهلية والقيادات السياسية والمنظمات لإطلاق مبادرة للعفو والإصلاح حتى لا تتحول البلاد إلى ساحة للقتل مطالباً بابتدار عهد من التسامح ورتق النسيج الاجتماعي مبيناً إن إعدام المدانين في الصراعات القبلية سيؤدي إلى القطيعة وتجدد الصدامات .