محامو الطوارئ يطالبون بالتمديد لبعثة تقصي الحقائق بعد فشل جنيف وتوسع الانتهاكات
امستردام: الإثنين 26أغسطس2024: راديودبنقا
تقرير: سليمان سري
دعا المكتب التنفيذي لمجموعة محامي الطوارئ لتمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق الدولية في السودان (FFM) قبل أيام من انتهاء أجلها، وتعهد بالعمل على حشد المجتمع المدني للضغط على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإقناعه بالتمديد، وعزا ذلك لتوسع رقعة الانتهاكات نتيجة لاستمرار المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتراجع فرص التوصل لاتفاق وقف اطلاق نار عقب انهيار محادثات جنيف.
وبحث المكتب التنفيذي لمجموعة محامي الطوارئ السبت، أوضاع حقوق الإنسان في السودان، مع بعثة تقصي الحقائق الدولية (FFM) والتي تم تشكيلها من قبل مجلس حقوق الإنسان في أكتوبر من العام الماضي.
وأنشأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في أكتوبر 2023 بهدف التحقيق في كافة المزاعم بانتهاكات حقوق الإنسان في النزاع بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، والأطراف المتحاربة الأخرى، منذ 15 أبريل 2023، بهدف ضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. في 18/ ديسمبر2023، عيّن مجلس حقوق الانسان أعضاء البعثة الثلاثة، وهم: محمد شاندي عثمان، منى رشماوي، وجوي إيزيلو، ومن المقرر أن تنهي البعثة عملها في التاسع من سبتمبر القادم عقب تقديم تقريرها النهائي أمام مجلس حقوق الإنسان.
تمديد الولاية
وعبر المكتب التنفيذي لمحامي الطوارئ في تعميم صحفي تحصل عليه “راديو دبنقا”، عن تطلعه في تمديد عمل البعثة من قبل مجلس حقوق الإنسان، لولاية ثانية لتواصل عملها في جمع وحفظ الأدلة، وأبدى المكتب التنفيذي لمحامي الطوارئ استعداده لحشد المجتمع المدني السوداني لمطالبة مجلس حقوق الإنسان بتمديد ولاية البعثة.
وقدم أعضاء بعثة تقصي الحقائق شرحًا لأبرز التحديات والصعوبات التي واجهتهم، وثمن المكتب التنفيذي لمحامي الطوارئ الجهود التي تبذلها البعثة من أجل تحقيق العدالة وعدم افلات الجناة من العقاب، وترقبه لسماع التقرير المحوري في مسار العدالة والذي ستقدمه البعثة أمام مجلس حقوق الإنسان في التاسع من الشهر القادم عند نهاية أجل ولاية البعثة.
وقال محمد عبد المتعال جودة عضو المكتب التنفيذي للجنة محامي الطوارئ، لـ “راديو دبنقا” أن انتهاء أعمال مفاوضات جنيف، الجمعةدون احراز تقدم، يعد مؤشرًا لزيادة حدة المعارك في المرحلة القادمة، بالتالي نحن نتحدث عن حرب ستسمر لفترة زمنية طويلة، ستشتد أوارها خلال الأيام القليلة القادمة”.
وأضاف “رأينا ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية على مستوى اشتداد المعارك وطلعات الطيران، والقصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع، في مناطق عديدة من ضمنها الفاشر، وبعض المناطق في دارفور وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا في مدن كثيرة”.
وشدد على ضرورة وجود جسم مراقب، يجد الدعم الكافي من المجتمع الإقليمي والدولي، لمواصلة رصد هذه الانتهاكات، واعتبر أن وجود “بعثة تقصي الحقائق” يعني وجود مراقب.
أجواء قاتمة
واعتبر المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان محمد عبد المتعال جودة في حديثه لـ”راديو دبنقا”، أنه لا يوجد ما يدعو للتفاؤل بإيقاف الحرب، أو حتى الدخول في مرحلة توصيل الإغاثة والإعانات الإنسانية.
وأوضح أيضًا أن الجهات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي الهيئة الإقليمية للتنمية “إيقاد”، جامعة الدول العربية حتى دول الجوار وحتى الميسرين والمسيرين لهذه المفاوضات، كان لديها أمل للتوصل لاتفاق، إن جدة كانت قادرة على تجاوز هذه الأزمة، ولكن كل هذه المؤشرات سقطت وتلاشت الآن.
وشدد على أن التمديد لعمل البعثة يعطيها فترة إضافية لاستكمال ما بدأته لأنها بدأت متأخرة ولتوقعات بزيادة حدة الاشتباكات والصراع وبالتالي توسع رقعة الانتهاكات وجود جسم دولي يراقب قد يحد من شطط المجموعتين المتصارعتين في السودان.
وألمح جودة إلى التحضير لتنظيم حملة حقوقية وإعلامية تقودها لجنة محامو الطوارئ بالتنسيق مع كل الأجسام والمبادرات ومنظمات المجتمع المدني، من أجل الضغط على مجلس حقوق الإنسان للتمديد لولاية بعثة تقصي الحقائق.