مبررات الانقلاب العسكري: الادعاء والحقيقة
لاحظتُ أنَّ معظم المُعلِّقين السياسيين و”الخبراء الاستراتيجيين”، الذين درجوا على تبرير الانقلاب العسكري على حكومة الثورة الانتقالية في السودان، قد ركزوا على ثلاث قضايا أساسية، تُحسب من وجهة نظرهم ضد قوى إعلان الحرية والتغيير (أو المكون المدن). أولها، إنَّ قوى إعلان الحرية والتغيير قد خرقت نصوص الوثيقة الدستورية بتعيين وزراء حزبيين في مجلس الوزراء؛ لأن الوثيقة الدستورية تنصُّ على تشكيل حكومة “كفاءات وطنية مستقلة”؛ وثانيها، إنَّ مجلس الوزراء لم يقم بتعيين مفوضيات السلام والدستور والانتخابات؛ وثالثها، إنَّ أربعة أحزاب سياسية (الأمة القومي، والاتحادي المعارض، والمؤتمر السوداني، والبعث العربي) قد اختطفت الثورة، وسيطرت على إصدار القرار السياسي في الحكومة الانتقالية (مجلس السيادة ومجلس الوزراء) ومجلس الشركاء. هذه الادعاءات الثلاثة محل نظر، وذلك للأسباب الآتية: