ما الذي حدث في الإذاعة؟!
لندن: 13 مارس 2024: راديو دبنقا
تقرير: عمر عبد العزيز
اثارت سيطرة الجيش السوداني على مباني الإذاعة والتلفزيون، المطلة على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة أمدرمان، يوم الثلاثاء الكثير من ردود الفعل بشأن تأثير ذلك على موازين القوى على الأرض وما يمكن أن تشهده المعارك في الخرطوم وأمدرمان خلال الأيام أو ربما الاسابيع القليلة المقبلة.
لكن هناك قضية أخري شغلت قطاعات كبيرة من السودانيين كذلك، وهي ما اثير عن وجود معتقلين في قبضة الدعم السريع داخل مباني الإذاعة والمصير الذي واجهه اولئك المعتقلين.
لكن الاستاذ مصطفى محمد ابراهيم مستشار قوات الدعم السريع وصف الاتهامات التي وجهت لهم بتحويل مباني الإذاعة والتلفزيون إلى معتقلات بالمزاعم غير الصحيحة.
وأضاف في مقابلة مع راديو دبنقا أن معتقلاتهم معروفة “وحتى الجيش السوداني يعرفها جيدا” على حد وصفه.
وكان متحدث باسم نقابة الصحفيين قد أكد لراديو دبنقا في شهر فبراير الماضي أنهم تلقوا روايات من أشخاص كانوا معتقلين داخل مباني الإذاعة تفيد بتحويلها إلى معتقلات.
لكن مستشار الدعم السريع نفى هذا الأمر نفيا قاطعا، واعتبر أن مباني الإذاعة أصلا غير مهيأة لكي تكون معتقلات أو سجون.
“انسحاب بترتيبات”
وكان بعض المحللين العسكريين الذين تحدثوا إلى دبنقا وغيرها من وسائل الإعلام، اعتبروا السيطرة على الإذاعة خطوة كبيرة وهامة من الناحية العسكرية في صالح قوات الجيش.
لكن مصطفى محمد إبراهيم، مستشار قوات الدعم السريع قلل من أهمية سيطرة الجيش لمباني الإذاعة السودانية.
وشدد إبراهيم على أن قوات الدعم السريع هي التي انسحبت من الموقع “بترتيبات من القيادة”، حسب وصفه.
“مسيرات عفوية”
وكانت صفحة الجيش السوداني على موقع اكس (تويتر سابقا) نشرت فيديوهات لما وصفتها بالمسيرات العفوية لجماهير الشعب السوداني احتفالا بتحرير مقر الإذاعة والتلفزيون.
لكن إبراهيم قلل من هذا الاحتفاء من قبل الجيش السوداني، مشددا على أنهم انسحبوا من المبنى حفاظا على الهدنة التي التزموا بها، والتي دعا لها مجلس الأمن خلال شهر رمضان.
وتابع قائلا إن الجيش خرق الهدنة “وهاجم قواتنا في محيط الإذاعة”.
وأضاف “بسبب التزام القائد (قائد الدعم السريع) أمام المجتمع الدولي باستمرار الهدنة، سحب هذه القوة حتى لا تقع معارك مع الجيش لكي ينسب لنا أننا خرقنا الهدنة”.
وتابع قائلا إن قوات الجيش عندما دخلت الإذاعة لم تجد أي فرد من قوات الدعم السريع.
“التأثير المعنوي”
لكن الخبير العسكري، اللواء أمين مجذوب شدد في مقابلة مع راديو دبنقا على التأثير المعنوي لاسترداد مبنى الإذاعة.
وبالمقابل، تحدى إبراهيم قوات الجيش قائلا إنه لو كانت لهم مقدرة فليستردوا مواقعهم العسكرية قبل استعادة مبنى الإذاعة والتلفزيون.
وشدد إبراهيم أكثر من مرة خلال اللقاء على أنه لم تدر أي معركة في مبنى الإذاعة، مستشهدا بأن المبنى سليم ولم يقع فيه أي ضرر، مضيفا أنه لو دارت معركة “لدمر هذا المبنى تماما”.
وبصرف النظر عن الاتفاق مع وجهة النظر هذه أو تلك بشأن ما جرى في الإذاعة يوم الثلاثاء، فإن الأيام وحدها هي الكفيلة بالكشف عن مدى تأثيره على مجريات الأحداث والمعارك التي اندلعت في مثل هذا الشهر من العام الماضي، شهر رمضان، وتحديدا في أيامه العشر الأخيرة، بينما كان السودانيون يستعدون كعادتهم كل عام لاستقبال عيد الفطر.