مؤتمر نيروبي ..تصاعد ردود الفعل المحلية والدولية والتوقيع على الميثاق اليوم

الحلو وعبدالرحيم دقلو في مؤتمر نيروبي

الحلو وعبدالرحيم دقلو في مؤتمر نيروبي- فبراير 2025- راديو دبنقا

امستردام 20 فبراير2025 راديو دبنقا

قالت اللجنة الإعلامية لمؤتمر تحالف السودان التأسيسي إن التوقيع على الميثاق السياسي سيجري الجمعة في نيروبي من أجل وضع الأساس لتشكيل حكومة. فيما تواصل الجدل على المستوى المحلي والإقليمي والدولي حول المؤتمر.في الوقت الذي جرى فيه تأجيل مؤتمر صحفي كان من المقرر أن ينظمه تحالف السودان التأسيسي بعد ظهر اليوم.

وقال محمد حمدان البشيري عضو اللجنة الإعلامية لراديو دبنقا إن الخميس والأربعاء شهدا جلسات واجتماعات للجان المتخصصة في إطار صياغة الدستور الانتقالي والترتيبات الفنية الخاصة بهياكل السلطة التنفيذية والتشريعية. وأشار إلى أن الهيكل يتكون من ثلاث مستويات هي مجلس السيادة ومجلس الوزراء والجمعية الوطنية التأسيسية الانتقالية، بجانب ولاة الولايات والأجهزة التشريعية والتنفيذية في الولايات والمحليات.

ونوه إلى أن الهيكل في الولايات يتكون من والي الولاية وحكومة الولاية مجلس تشريعي الولاية على ألا يزيد عن 48 عضو كما تتضمن الهياكل على مستوى المحلية جهاز تنفيذي وجهاز تشريعي.

وكشفت مصادر أن الميثاق يتكون من 30 بنداً ويحتوي على ديباجة تؤكد على إيقاف الحرب وحل جذور الأزمة، بالإضافة إلى التأكيد على وحدة السودان، كما ينظم الميثاق أسس وهياكل تشكيل حكومة سلام يكون مقرها العاصمة.

ردود فعل متباينة

تشهد الساحة السياسية السودانية تطورات متسارعة في ظل الجدل الدائر حول الاجتماعات المنعقدة في نيروبي، والتي تهدف إلى تشكيل حكومة موازية بمشاركة قوى سياسية ومسلحة، من بينها قوات الدعم السريع. وقد أثارت هذه التحركات موجة واسعة من الرفض من مختلف القوى السياسية والثورية، التي اعتبرتها محاولة لإطالة أمد الحرب، وتعزيز الانقسام، وفرض واقع جديد يتعارض مع أهداف ثورة ديسمبر ومطالب الشعب السوداني في التغيير السلمي والديمقراطي.

الاجتماعات التي انطلقت يوم الثلاثاء 18 فبراير 2025 في نيروبي، ويتوقع أن تختتم الجمعة 21 فبراير، أثارت جدلاً واسعًا وردود فعل متباينة، وسط تحذيرات من تداعياتها على مستقبل السودان واستقراره.

عقار يحذر من التدخل الكيني

وجه نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار إير، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الكيني ويليام روتو، استنكر فيها التدخل الكيني في الشؤون السودانية، معتبرًا أن تحركات نيروبي تتعارض مع مبادئ الاتحاد الأفريقي وتهدد سيادة السودان. وأشار إلى أن كينيا تستضيف اجتماعات لقوات الدعم السريع بهدف إنشاء حكومة موازية، مما يقوض الحكومة الشرعية في السودان.

كما انتقد عقار محاولات فرض عقوبات دولية على السودان وإدراج قضيته في اجتماعات غير مخصصة لها، مؤكدًا أن حل الأزمة السودانية يجب أن يكون بيد السودانيين أنفسهم، بعيدًا عن أي تدخل خارجي يهدف إلى فرض أجندات سياسية لا تخدم الاستقرار الوطني.

وكانت الحكومة الكينية قالت إن طرح قوات الدعم السريع والجماعات المدنية السودانية لخارطة طريق وقيادة مقترحة في نيروبي يتوافق مع دور كينيا في مفاوضات السلام.

وقالت وزارة الخارجية الكينية إن دورها كوسيط يلزمها بتوفير منصات غير حزبية لأطراف الصراع للسعي إلى الحلول.مبينة إن هذا يتماشى  مع المواثيق والقوانين الدولية.

من جانبها حذرت الأمم المتحدة من أن يؤدي تشكيل حكومة موازية إلى تفتت السودان، مطالبة بإنهاء الحرب.

رد من الخارجية السودانية

من جانبها، وصفت وزارة الخارجية السودانية بيان رصيفتها الكينية بأنها تبرير لما وصفته بموقف الرئيس وليم روتو. واعتبر البيان ما يجري في نيروبي” احتضان وتشجيع مؤامرة تأسيس حكومة في انتهاك لسيادة السودان وأمنه القومي وتهديد خطير للسلم والأمن الإقليميين، وعلاقات حسن الجوار بين دول المنطقة”.

وقالت في بيان إن ذلك يمثل سابقة خطيرة لم يعرفها الإقليم ولا القارة من قبل. وأشارت إلى أن ما يجري في نيروبي حاليا هو اجتماعات تهدف لتأسيس حكومة موازية للحكومة الشرعية القائمة. واتهمت الرئاسة الكينية بدعم قوات الدعم السريع في مختلف المجالات . وجدد البيان مطالبة الرئاسة الكينية بالتراجع عن هذا التوجه الذي وصفته بالخطير ويهدد السلم والأمن في الإقليم، مبينا أن السودان بالفعل في اتخاذ الإجراءات التي تصون أمنه القومي وتحمي سيادته ووحدة أراضيه.

موقف الصومال

في المقابل أكدت وزارة خارجية الصومال أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة والسلطة الشرعية في السودان. وجددت التزام الصومال الراسخ بوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ومشددة على ضرورة احترام مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكدت وزارة الخارجية الصومالية في بيان أنها تُدرك الدور المحوري لاستقرار السودان في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي، وأعربت عن تضامنها الكامل مع الشعب السوداني خلال هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدة أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة والسلطة الشرعية، بما يضمن وحدة البلاد واستقرارها.                                                             

كما أعربت عن دعمها لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تحقيق حل سلمي ومستدام يعزز الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها.

تظاهرة سياسية

من جانبه، وصف مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور ما يجري في نيروبي بأنه تظاهرة سياسية. وقال في تغريدة على منصة إكس:” إنه لا يستبعد مخاوف تفكيك الدولة. وأضاف “ربما تكمن في نوايا الدول الراعية للتظاهرة”. ولكنه أعرب عن عدم اعتراضه على الاجتماع” إذا كانت هذه التظاهرة مجرد تعبير سياسي وتوحيد هذه المجموعة تحت مظلة واحدة دون السعي والانجرار إلى ما يؤذي وحدة السودان وسيادته”. وأضاف: “هذا يتوقف على قدرة صمود المجموعة من تأثيرات التدخل.”

البعث يرفض

أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) بيانًا عبّر فيه عن رفضه القاطع لمحاولات تشكيل حكومة موازية، معتبرًا أن هذه التحركات تمثل انصرافًا عن الأولوية الوطنية المتمثلة في وقف الحرب. وأكد الحزب أن تشكيل حكومة جديدة تحت أي مسمى يعزز الانقسام، ويؤدي إلى استدامة النزاع، محذرًا من تكرار سيناريو مؤتمر أسمرا، الذي ساهم في انفصال جنوب السودان.

وأشار الحزب إلى أن هذه الخطوة تتماشى مع مشاريع خارجية تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة ضمن ما يسمى بـ”الشرق الأوسط الجديد”، داعيًا القوى الوطنية إلى التكاتف لمواجهة هذه المخططات وحماية وحدة السودان.

رفض للحكومتين

من جهته، اعتبر الحزب الشيوعي السوداني أن استمرار الحرب والارتهان للأجندات الخارجية أدى إلى تفاقم الأوضاع وتهديد وحدة السودان. وأدان أي محاولة لتشكيل حكومة تحت سلطة الدعم السريع في نيروبي أو قيادة الجيش في بورتسودان، واصفًا هذه الخطوات بأنها محاولات لفرض واقع جديد بقوة السلاح وإضفاء شرعية زائفة على أطراف الصراع.

وأكد الحزب أن الحل يكمن في وحدة القوى الثورية والوطنية لمواجهة هذه المخططات واستعادة مسار الثورة، محذرًا من التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تقسيم البلاد تحت غطاء الوساطات الإقليمية.

لا شرعية لحكومات الأمر الواقع

أصدرت لجان المقاومة والقوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب بيانًا أكدت فيه رفضها القاطع لتشكيل أي حكومة لا تستند إلى شرعية شعبية قاعدية. واعتبرت أن محاولات تشكيل حكومات موازية سواء في نيروبي أو بورتسودان تهدف إلى شرعنة واقع التقسيم والسيطرة على السلطة والثروة، مشيرة إلى أن هذه التحركات مدفوعة بأجندة خارجية تسعى لإعادة إنتاج الأنظمة العسكرية في السودان.

وانتقد البيان تجاهل السلطات لمعاناة المواطنين في مناطق النزاع، معتبرًا أن الأزمات الاقتصادية والإنسانية تُستخدم كذريعة لفرض سلطات أمر واقع. كما شدد على أن قوات الدعم السريع، التي تسعى إلى تقديم نفسها كسلطة شرعية، متورطة في جرائم حرب وتهجير قسري، مما يجعل من غير المقبول منحها أي اعتراف سياسي أو قانوني.

ودعا البيان القوى المسلحة إلى مراجعة مواقفها، مشيرًا إلى أن بناء سودان جديد يجب أن يتم عبر مسار ثوري قائم على العدالة والمحاسبة، وليس عبر شرعنة انتهاكات الحرب. كما حذر من أي تسويات سياسية تهدف إلى تجاوز المطالب الشعبية، مؤكدًا رفض التدخلات الخارجية ومحاولات إقامة قواعد عسكرية أو عقد اتفاقيات مع سلطات الأمر الواقع.

دلالات المواقف السياسية

تعكس هذه المواقف إجماعًا واسعًا بين القوى السياسية والثورية على رفض أي محاولة لإعادة إنتاج الأنظمة العسكرية أو فرض تسويات لا تعبر عن تطلعات الشعب السوداني. ويبدو أن محاولات تشكيل حكومة في نيروبي تتجه نحو تكريس الانقسام السياسي في السودان، ما يهدد بخلق مشهد مشابه لتجربة انفصال الجنوب، وفقًا لتحذيرات حزب البعث العربي الاشتراكي.

كما يتضح من موقف الحزب الشيوعي السوداني ولجان المقاومة أن هناك قناعة متزايدة بأن الحرب أصبحت وسيلة لتمرير مشاريع سياسية لا تخدم وحدة السودان، بل تعمق الأزمة وتفتح المجال لتدخلات خارجية تهدد استقراره.

وفي ظل هذا التصعيد السياسي، يبقى التساؤل قائمًا حول قدرة القوى الثورية والوطنية على توحيد صفوفها لمواجهة هذه التحديات، واستعادة مسار التحول الديمقراطي، بعيدًا عن محاولات فرض أمر واقع جديد يهدد مستقبل السودان.

لدعم راديو دبنقا، أضغط على رابط التبرع الخاص بنا ادناه :

https://www.geef.nl/en/campaign/keep-dabanga-on-air/donors?fbclid=IwY2xjawIZ1KRleHRuA2FlbQIxMAABHSAnJSeGU7GZMeMdz3FRbyqNF4KmVO7TbPnRRDNoVCyQh3xvRNzv7uVnwA_aem_wI1wpoTSapiCamBobJ-5dQ

حافظ على دبنقا على الهواء!

Welcome

Install
×