مؤتمر باريس الإنساني الدولي من أجل السودان.. تفاؤل حذر
يتم توزيع المواد الغذائية وغيرها من المواد في تشاد على الأشخاص الذين فروا من العنف في السودان (الصورة: كولين ديلفوس / المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
أمستردام: 1ابريل 2024: راديو دبنقا
أعربت منظمات دولية ووطنية عن تفاؤلها في توصل المؤتمر الإنساني الدولي بشأن السودان المزمع عقده في للعاصمة الفرنسية باريس منتصف ابريل الجاري بنتائج إيجابية تسهم في رفع المعاناة عن النازحين واللاجئين السودانيين.
وتنظّم فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي مؤتمرًا إنسانيًا دوليًا من أجل السودان والبلدان المجاورة في باريس في 15 أبريل المقبل. وسيشارك في المؤتمر الشركاء الأساسيون للسودان والبلدان المجاورة والمنظمات الدولية والجهات الفاعلة في الشؤون الإنسانية التي تعمل في السودان. ويهدف المؤتمر إلى جمع الأموال الضرورية لتوفير المساعدات الإنسانية من أجل السودان ودعوة طرفي النزاع إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية على نحو آمن وبدون أي عراقيل إلى جميع الأراضي السودانية.
وقالت فاطمة مصطفى رئيسة منظمة زينب لتنمية وتطوير المرأة لراديو دبنقا إنهم نظموا جولة في الولايات المتحدة في النصف الثاني من شهر مارس المنصرم برفقة ممثل المجلس النرويجي للاجئين ولجنة الإنقاذ الدولية بجانب منظمات أخرى لحشد الموارد لمساعدة السودانيين داخل البلاد وخارجها. وتوقعت أن تنعكس نتائج الجولة ايجاباً على مؤتمر باريس.
تنسيق بين المبادرات
وأعرب السفير الفرنسي في ليبيا مصطفى مهراج في تصريحات صحفية اليوم الاثنين إن مؤتمر باريس بشأن السودان يهدف للتنسيق بين مختلف المبادرات الدولية والإقليمية التي تسعى لحل الأزمة التي تقلق السودان منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الأطراف المتنازعة.
وأعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، اليوم الاثنين، تسلمه دعوة رسمية للمشاركة في أعمال المؤتمر الإنساني العالمي حول السودان وذلك خلال لقائه السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج.
صورة:نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي يلتقي السفير الفرنسي في ليبيا المصدر:اوج
جولة لمنظمات دولية وسودانية
وقالت فاطمة مصطفى إن الجولة التي شملت واشنطن ونيويورك في الفترة من 18 إلى 22 مارس كانت تهدف لزيادة الاهتمام المالي والسياسي بالاستجابة الإنسانية وتحديد أولوياتها، بهدف تأمين الالتزامات بشأن الأولويات الرئيسية مثل التمويل ووصول المساعدات الإنسانية وضمان استجابة جيدة توفر حماية أفضل لملايين السودانيين المتضررين.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي أن هناك أكثر من 25 مليون شخص في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد محاصرون في دوامة من تدهور الأمن الغذائي وإن 90 في المائة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات الجوع الشديد في السودان عالقون في مناطق لا يستطيع البرنامج الوصول إليها إلى حد كبير.
وتقول فاطمة مصطفى إن الاجتماعات شملت عدداً من الجهات في الإدارة الأمريكية من بينها وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها.
وأكدت إن الوفد دعا الكونغرس الأمريكي للموافقة على التمويل التكميلي الإنساني للسودان وضمان استمرار حكومة الولايات المتحدة في لعب دور رائد في دعوة المانحين الآخرين لتوفير التمويل لاستجابة السودان.
كما حث الوفد الولايات المتحدة على صياغة استراتيجية واضحة بشأن السودان تتضمن استثمارات محددة في الوقاية من المجاعة، والدعم النقدي والسوقي، ومنع الفظائع.
وقالت فاطمة مصطفى لراديو دبنقا إن الموارد المخصصة لمساعدة النازحين واللاجئين السودانيين ضئيلة مشيرة إلى أن الحرب في السودان أصبحت كارثة منسية مع تركيز العالم على أوكرانيا وغزة.
نداءات للدول الأعضاء في الأمم المتحدة
ودعا الوفد خلال لقاءاته مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للعمل مع السلطات السودانية لإزالة القيود المفروضة على الوصول ودعم حماية المدنيين. وشدد على الضغط من أجل المشاركة المنتظمة لمجلس الأمن الدولي بشأن السودان بهدف مواصلة الضغط على الأطراف المتعلقة بحماية المدنيين وقضايا وصول المساعدات الإنسانية. بجانب تأمين التزامات من الدول الأعضاء بزيادة التمويل الإنساني والتنموي لتلبية احتياجات السودانيين المتضررين.
كما دعا الوفد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بمعالجة الفجوات في القدرات الداخلية لتوفير الدعم الكافي للاستجابة في السودان.و حث الوفد البنك الدولي على تقديم الدعم المالي والسياسي بشأن الوقاية من المجاعة، ودعم الخدمات الأساسية في المناطق التي يصعب الوصول إليها .
تفاعل كبير
وقالت فاطمة مصطفى رئيسة منظمة زينب لتنمية وتطوير المرأة إنهم طرحوا خلال الاجتماعات قضية المبادرات والمجهودات التي تعمل على الأرض والمتمثلة في المجموعات الشبابية وغرف الطوارئ ولجان خدمات في ظل نقص الموارد وطالب الوفد بتوفير الموارد اللازمة للفاعلين المحليين.
وأشارت إلى أن الاجتماعات أسفرت عن تفاعل كبير وسط الإدارة الأمريكية والجهات الأممية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن متوقعة أن تنعكس النتائج في مؤتمر باريس.
تركيز على النازحين واللاجئين
وقالت فاطمة مصطفى رئيسة منظمة زينب إنها ركزت خلال الاجتماعات على أوضاع النازحين واللاجئين مشيرة إلى عدم توفر أبسط معينات الحياة للاجئين السودانيين في تشاد وغيرها من الدول.
ويبلغ عدد النازحين واللاجئين جراء الحرب في السودان بحسب احصائيات منظمة الهجرة الدولية 8.5 مليون شخص.
وأوضحت إنهم تناولوا قضية عمل المفوضية السامية لشئون اللاجئين بطاقة محدودة في مصر مما يؤدي إلى تأخير إجراءات تسجيل اللاجئين القادمين بالتهريب لستة أشهر في بعض الأحيان واشادت فاطمة بقرار الحكومة المصرية الذي صدر مؤخراً بامهال اللاجئين 6 أشهر لتوفيق أوضاعهم.
ويبلغ عدد اللاجئين السودانيين في مصر أكثر من 500 الف لاجئ، وأعادت السلطات العشرات من طالبي اللجوء الذي دخلوا إلى أراضيها بصورة غير قانونية.
وأوضحت إن النازحين في مركز الإيواء بالقضارف يعانون من عدم توفر ابسط مقومات الحياة من غذاء وماء ودواء بجانب تردي الأوضاع البيئية، بجانب اكتظاظ النازحين وعدم توفر أسرة مما جعلهم يفترشون الأرض. وقالت إن كثيراً من النازحين لم يجدوا مأوى واضطروا للإقامة في الطرقات كما أن ال المجتمع المستضيف يعاني من مشاكل كبيرة بسب فقدان فرص العمل وعدم صرف المرتبات.
وأعربت فاطمة مصطفى رئيسة منظمة زينب عن استغرابها لنفي الحكومة وجود مجاعة في البلاد مؤكدة إن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد ذلك منبهة إلى خروج مناطق زراعية مهمة من دائرة الإنتاج بسبب الحرب مع وارتفاع معدلات سوء التغذية.
ومع كل ذلك يخشى المراقبون من أن يكون مصير مؤتمر باريس مماثلاً للمؤتمرات السابقة التي انعقدت بشأن السودان.
and then