مؤتمر القاهرة … لم يكن فرصة ضائعة!
القاهرة 8 يوليو 2024: رادي دبنقا
أنهت القوى السياسية والمدنية اجتماعا في القاهرة وبدعوة من وزارة الخارجية المصرية. ورغم صدور بيان ختامي عن جلسات المؤتمر، إلا أن جدلا واسعا أحاط بقضية التوافق والاتفاق على إصدار هذا البيان ومحتواه. راديو دبنقا وجه السؤال للأستاذ نبيل أديب المحامي، والقيادي بالكتلة الديمقراطية، والأستاذ بابكر فيصل، رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي والقيادي بتنسيقية (تقدم) حول أهم ما تواصل إليه مؤتمر القاهرة.
“معا” لوقف الحرب
اعتبر الأستاذ بابكر فيصل، رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي والقيادي بتنسيقية (تقدم) أن مجرد انعقاد المؤتمر هو نقطة إيجابية للأمام لأنه استطاع أن يجمع الفرقاء المدنيين الذين لم يجتمعوا منذ أن اندلعت الحرب ولم يجلسوا إلى بعضهم في قاعة واحدة. وأوضح بابكر فيصل في حديث لراديو دبنقا أن انعقاد المؤتمر تحت شعار “معا لوقف الحرب”، يعني أن المؤتمر يعلي خطاب وقف الحرب في مواجهة خطاب استمرارية الحرب واستمرارية المآسي المرتبطة بها وهذه إيجابية ثانية.
ومضى رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي قائلا إن الإيجابية الثالثة تتمثل في انعقاد المؤتمر بحضور دولي وإقليمي واسع وبمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، فضلا عن سفراء ومبعوثين دوليين. ونوه إلى أن الوجود المصري نفسه كان على أعلى مستوى وبحضور مميز في قاعة الاجتماعات. وأكد بابكر فيصل أن الأجندة التي رفعها المؤتمر هي أجندة الساعة وفي مقدمتها وقف الحرب والمساعدات الإنسانية وكيفية إيصالها للمتضررين بجانب مبادئ العملية السياسية التي يجب أن تعقب وقف إطلاق النار.
الاتفاق الجزئي مقدمة للاتفاق الكامل
من جانبه، أكد الأستاذ نبيل أديب المحامي والقيادي بالكتلة الديمقراطية أن أهم ما توصل إليه المؤتمر هو جلوس الفرقاء سويا والوصول لاتفاق جزئي. وقال الأستاذ نبيل أديب أن الوصول لاتفاق كامل أمر صعب في الظروف الحالية وأن الوصول إلى اتفاق كامل يحتاج إلى عدد من المحاولات ولا يمكن أن يتم التوصل إليه في محاولة أو محاولتين. موضحا أن اللقاء في القاهرة أظهر نقاط التقاء وإن كانت هناك أيضا اختلافات.
وأوضح القيادي بالكتلة الديمقراطية في حديث لراديو دبنقا أن اللقاء في القاهرة أظهر نقاط التقاء وإن كانت هناك أيضا اختلافات. ودعا إلى استمرار اللقاءات بين الطرفين حتى يتم التوصل إلى الاتفاقات المرجوة.
بناء الثقة
وحول تعدد المبادرات الإقليمية والدولية، أكد بابكر فيصل أن مثل هذه المحاولات تكون مفيدة في طور بناء الثقة بين الفرقاء المدنيين وتمهد الطريق لانطلاق العملية السياسية التي هناك شبه توافق بأن تنظم تحت المظلة الأفريقية. لذلك من غير المفروض أن يكون هناك تناقض بين هذه الجهود، بل يجب أن تكمل بعضها البعض وفي النهاية ستكون هناك حاجة لتبني جهة واحدة للعملية السياسية وبوجود الأطراف الفاعلة الأخرى والمؤثرة في القضية السودانية.
وأشار القيادي بتنسيقية (تقدم) إلى استمرار الحوار مع الاتحاد الأفريقي في مناقشة القضايا المختلفة بشأن الدعوة لاجتماع 10 يوليو مثل الأجندة والأطراف وصيغة العملية السياسية، وأن مشاركة (تقدم) في الاجتماع القادم ستكون مرتبطة بالتوصل إلى اتفاق حول هذه القضايا.
وشدد رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي على أن قضية مشاركة المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية وواجهاتهما في هذا الاجتماع هي قضية محورية ومركزية وأجيز الموقف بشأنها ضمن الرؤية السياسية ل (تقدم) في المؤتمر التأسيسي وأنه لا تراجع عنها بعد أن أوضحت (تقدم) مسبباتها وحيثياتها. وأكد أن هذا المبدأ شاركت بموجبه (تقدم) في مؤتمر القاهرة وأن كل المشاركات في المستقبل ستكون على ذات المبدأ.
لا بد من اتفاق بشأن إجراءات الحوار
وعن تعدد المنابر لتقريب وجهات النظر بين القوى المدنية، أكد الأستاذ نبيل أديب في حديثه لراديو دبنقا أن كل هذه الجهود ستفضي في النهاية إلى أتفاق، لكن استعجال الأمور ليس محمودا لأن الخلافات واسعة، لكنها ليست غير قابلة للاتفاق. وأشار إلى أهمية الاستمرار في الحوار وأن التوصل إلى اتفاق بشأن إجراءات الحوار سيسهل الوصول إلى نتائج.
واعتبر القيادي بالكتلة الديمقراطية أن دعوة الاتحاد الأفريقي ستساعد على الوصول لصيغة لإدارة الحوار مما يسهم في تقريب وجهات النظر. وشدد على أن تطابق وجهات النظر شبه مستحيل ولا يحدث إلا في حالات نادرة وأن النظام الديمقراطي يقوم على مبدأ إدارة الخلاف وليس على نفيه وإنهائه.