لقاء البرهان مع 7 نظار من شرق السودان.. هل ينزع فتيل التوتر؟

اجتماع البرهان نظار شرق السودان

اجتماع البرهان مع زعماء قبائل في شرق السودان - 1 يناير 2025- اعلام مجلس السيادة

بورتسودان- كسلا: 2 يناير 2025:راديو دبنقا

أثار لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان أمس الأربعاء بسبعة من نظار القبائل في ولايتي كسلا والبحر الأحمر ردود فعل واسعة.

ويأتي اللقاء في ظل احتجاجات مطلبية عديدة وأخرى ذات طابع قبلي ظلت تشهدها ولايتي كسلا والبحر الأحمر باستمرار، شملت إغلاقاً للطرق وللمؤسسات العامة لأسباب مختلفة.

وفي إطار سلسلة الاحتجاجات، أغلق عشرات المحتجين اليوم الخميس مقر وزارة المالية بولاية كسلا احتجاجاً على اتجاه لإعفاء مدير عام الوزارة بسبب بلوغه سن المعاش.  

كما تشهد الولايتان ملاسنات مستمرة بين عدد من القيادات الأهلية تعقبها مصالحات ثم يعود التلاسن مرة أخرى. وبين الفينة والأخرى تشهد العلاقات بين ولاة الولايتين وبعض القيادات الأهلية خلافات حادة.

ويأتي لقاء البرهان مع النظار السبعة عقب نذر توتر بين الجيش وحركة تحرير شرق السودان الأسبوع الماضي إثر احتجاز الجيش للمئات من أنصار الحركة لساعات على الحدود مع دولة إرتريا المجاورة أثناء عودتهم من مهرجان للحركة في معسكرها في بالمناطق الحدودية في ارتريا وذلك بحجة عدم ابلاغ القوات المسلحة.

https://twitter.com/TSC_SUDAN/status/1874462672097542635

أبرز القضايا

ووفقا لإعلام مجلس السيادة، تطرق اللقاء بين البرهان والقيادات الأهلية إلى مجمل الأوضاع الأمنية والخدمية والإنسانية بشرق السودان، ودور مكونات المجتمع المدني في دعم القضايا الوطنية وتعزيز وحدة الصف الوطني لتجاوز التحديات التي تواجه البلاد.

وقال والي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور في تصريح صحفي اطلع عليه راديو دبنقا إن الوفد أكد الوفد وقوفهم ودعمهم وإسنادهم للقوات المسلحة.

وأشار إلى أن الوفد أعلن رفضه الكامل ونبذه لخطاب الكراهية، كما شدد على أهمية وحدة الصف الوطني لتجاوز التحديات التي تواجه البلاد، وتضافر الجهود لاستقرار البلاد وإحداث التنمية المنشودة وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين بشرق السودان.

وقال إن رئيس مجلس السيادة ” شكر الوفد على وقوفهم صفاً واحداً خلف القوات المسلحة لصون وحدة السودان واستقراره، كما أكد دعمه لكافة قضايا شرق السودان.

وتطرق اللقاء إلى مجمل الأوضاع الأمنية والخدمية والإنسانية بشرق السودان، ودور مكونات المجتمع المدني في دعم القضايا الوطنية وتعزيز وحدة الصف الوطني لتجاوز التحديات التي تواجه البلاد.

من جانبه قال الناظر محمد الأمين ترك، ناظر عموم قبائل الهدندوة” نيابة عن وفد قبائل شرق السودان أن اللقاء يأتي في إطار رسم خارطة لدعم الوحدة الوطنية بشرق السودان لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان.

وأعلن الناظر ترك رفض نظارات قبائل شرق السودان بولايتي البحر الاحمر وكسلا للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني تحت غطاء الدعم الإنساني، منوهاً إلى الإمكانيات التي يذخر بها السودان.

مطالبات بالتمثيل

ويقول إبراهيم جامع القيادي المدني في شرق السودان لراديو دبنقا إن لقاء النظار السبعة مع البرهان يأتي في إطار ملء مقعد شرق السودان الشاغر في مجلس السيادة، بجانب بحص تمثيل شرق السودان في مجلس الوزراء والهيئات والسلك الدبلوماسي وغيرها.

وظلت قيادات من شرق السودان تشكو بصورة مستمرة من تعطيل تمثيل الشرق في مجلس السيادة مشيرين إلى أن البرهان ظل يطالبهم بالاتفاق فيما بينهم أولاً حتى لا يؤدي تعيين أي شخصية إلى توترات جديدة.

وشهد شرق السودان خلال الفترة الانتقالية توترات واسعة إثر تعيين صالح عمار والي لولاية كسلا، وأدت اقالته إلى مظاهرات سقط خلالها قتلى وجرحى.

ومنذ انقلاب 25 ديسمبر، ظل مقعد شرق السودان في مجلسي السيادة والوزراء شاغراً، قبل ان يتم تعيين شخصين من الشرق في مقعدي وزارة النقل والشئون الدينية والأوقاف في التعديل الوزاري الأخير.

اعتراضات

اعترضت عدد من النظارات التي تمكن تشكيلها حديثا على عدم دعوتها للقاء مع البرهان.

وقالت نظارة عموم قبائل الجميلاب والكرياتي في بيان نؤكد أن أي عمل أو قرار لا يشمل تحالف نظار الهدندوة لن يعكس رغباتنا، ولن يكون له أي تأثير أو قيمة.

في الأثناء أكد تحالف نظار الهدندوة في بيان أن أي اتفاق لصالح الشرق يجب أن يشمل جميع القبائل دون إقصاء، وإلا سيعتبر ناقصًا وبدون جدوى.

20 منشطاً احتجاجياً

وتشهد ولايتا كسلا والبحر الأحمر احتجاجات مستمرة تشمل اغلاقا للطرق وللمؤسسات العامة لدوافع مطلبية وأخرى ذات طابع قبلي. ونظم محتجون منذ ديسمبر أكثر من 20 منشطا احتجاجيا لأسباب مختلفة.

وأغلق عشرات المحتجين اليوم الخميس مقر وزارة المالية في كسلا احتجاجاً على اتجاه لإعفاء مدير عام وزارة المالية بسبب بلوغه سن المعاش. ورهن المحتجون رفع الاعتصام والسماح بمزاولة العمل في الوزارة بإبقاء المدير في مكانه.

 والثلاثاء الماضي، شهدت مدينة بورتسودان احتجاجات واسعة بسبب انتهاء فترة استبدال العملة دون أن يتمكنوا من استبدال مدخراتهم.

وتشهد مدينة سواكن احتجاجات عديدة في ميناء عثمان دقنة، شملت اغلاقاً لعدد من مرافق الميناء بسبب عدم صرف المرتبات، وإيقاف مدير هيئة المواصفات والمقاييس بالميناء عن العمل وتحويله للتحقيق.

وفي ديسمبر المنصرم، نفذ عمال الشحن والتفريغ ببورتسودان اضرابا استمر لأيام بسبب رفض الحكومة صرف مرتباتهم نقداً واشتراطها توريد المستحقات في الحسابات البنكية.

كما أدت الخلافات بين عمال الشحن والتفريغ ووزارة الصحة إلى إغلاق الأخيرة لمخازنها منذ أكثر من اسبوع.

وفي ذات الشهر، اغلق محتجون ميناء عثمان دقنة في سواكن ومباني إدارة هيئة الموانئ البحرية في بورتسودان رفضا لقرار هيئة الموانئ البحرية بنقل مدير ميناء سواكن إلى ميناء أخر، وفي اليوم التالي صدر قرار من وزير النقل بإلغاء القرار، الامر الذي رفضه مدير هيئة الموانئ البحرية ، مما أدى لإقالته من منصبه، وعلى إثر ذلك اغلق محتجون مباني إدارة هيئة الموانئ البحرية وطريق الساحل الرئيسي رفضا للقرار وطالبوا بإعادته فوراً، وأدت الاحتجاجات لتراجع وزير النقل عن قراره بموجب اتفاق يقضي بإلغاء مدير هيئة الموانئ البحرية لقائمة التنقلات.

كما اغلق محتجون مباني امانة الحكومة، في ذات الشهر، بسبب عدم وفاء حكومة الولاية بتعويضاتهم البالغة اكثر من ١٩ مليار جنيه جبر اضرار لشق طريق.

كما انتظمت احتجاجات واغلاق للطرق في مناطق عديدة من ولايتي كسلا والبحر الأحمر بسبب اعتقال معلم والقبض على زعيم قبلي، وفرار متهمين بالقتل من سجن سواكن، فضلاً عن اغلاق أحد الطرق الرئيسية للمطالبة بالماء أو نافذة بنكية لاستبدال العملات.

حركات مسلحة

وتشهد ولايتا كسلا والبحر الأحمر تفريخ مستمر للحركات المسلحة بعضها أكملت عامها الأول والبعض الآخر جرى انشاءه في ديسمبر الماضي.

وأعلنت مجموعة باسم تجمع شرق السودان الأحرار في ديسمبر عن انشاء قوة مسلحة محذرة الحكومتين السودانية والإرترية من تجييش مواطني شرق السودان.

كما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن انشاء حركة جديدة في جنوب باسم الهبباي. وتوجد بشرق السودان أكثر من ثمانية حركات مسلحة بعضها نال تدريبه في دولة ارتريا المجاورة والبعض الآخر عاد إلى السودان.

وتشهد مدينة كسلا بين الفينة والأخرى توترات بين القوات المسلحة، خاصة مع تلك التي لا ترغب في الانخراط مع الجيش في الحرب الدائرة وتفضل البقاء على الحياد معلنة استعدادها لحماية شرق السودان.

وفي ظل هذا الحراك المتنوع والتوترات العديدة التي يشهدها شرق السودان يتساءل المراقبون هل يمكن أن يفلح لقاء البرهان مع النظار السبعة في نزع فتيل التوتر وملء مقاعد شرق السودان الشاغرة في مختلف مستويات السلطة؟

Welcome

Install
×