لقاء البرهان بالآلية الأفريقية، هل هناك ضوء في آخر النفق؟!
لندن :4 مارس 2024: (راديو دبنقا )
تقرير عمر عبدالعزيز
اثار لقاء قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بوفد آلية الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان، العديد من ردود الفعل والتساؤلات عما يمكن أن يقدمه الاتحاد في هذه المرحلة، بعد فشل العديد من المنابر الأخرى في وقف الحرب التي تكاد تكمل عامها الأول.
وعلى الرغم مما أعرب عنه البرهان من ثقة الاتحاد الافريقي، إلا أنه اشترط “أن تعيد الدولة ثقتها في الاتحاد بالتعامل معها كعضو كامل الحقوق في هذه المنظمة”، وذلك وفقا لصفحة مجلس السيادة السوداني على فيسبوك. وكان الاتحاد الافريقي علق عضوية السودان فيه عقب الانقلاب الذي قاده البرهان في أكتوبر عام 2021 وانهى بموجبه شراكة هشة مع قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي.
ومنذ ذلك الحين ظل المجلس المركزي معارضا للحكم ساعيا لما يصفه باستعادة مسار الحكم المدني حتى وقعت الحرب.
“ترحيب“
وفي مقابلة مع راديو دبنقا، قال عمار حمودة، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي إنهم يرحبون بكل الجهود الرامية إلى وقف الحرب، تعليقا على لقاء البرهان بالآلية الافريقية. وتابع حمودة قائلا إن أي تصريح يصدر من البرهان في اتجاه وقف الحرب هو تصريح مرحب به من دون شك، مضيفا أنهم يدفعون “في اتجاه أن يأتي بنتائج إيجابية وملموسة”.
“خطوة إيجابية”
ووافقه في الرأي، إلى حد ما، محمدين اسحاق، من حركة العدل والمساواة جناح جبريل ابراهيم، وهي إحدى مكونات الكتلة الديمقراطية المناوئة للمجلس المركزي. واعتبر اسحاق لقاء البرهان بالآلية الافريقية الثلاثية خطوة إيجابية من قبل مجلس السيادة والجيش السوداني. واعتبر اسحاق هذا اللقاء دليلا على القبول بمبدأ التفاوض والوصول إلى السلام. وتابع قائلا ان هذا اللقاء يمثل “إشارة” بامكانية قبول المساعي السلمية.
وضع شروط
لكن حمودة اعتبر وضع شروط مسبقة أمرا فيه مبالغة، في إشارة إلى حديث البرهان خلال لقائه بوفد الآلية الأفريقية عن ضرورة تعامل الاتحاد الافريقي مع السودان كعضو كامل الحقوق. واعرب حمودة عن اعتقاده بأن “الطريق إلى وقف الحرب يجب أن يكون ممهدا على الدوام”.
حظوظ الاتحاد الافريقي
ومنذ الإعلان عن لقاء البرهان بوفد الآلية الأفريقية برئاسة محمد بن شمباس في بورتسودان، تحدث كثير من المعلقين عما يمكن أن يقدمه الاتحاد الافريقي في ظل هذا الشرط السوداني، وفي ظل فشل منابر سابقة في وقف الحرب من جدة إلى الإيغاد إلى دول الجوار.
لكن حمودة يرى أن الاتحاد الافريقي مكون إقليمي إساسي، مضيفا أنهم يطمحون إلى أن “يدفع بالأمور في اتجاه وقف الحرب”. وتابع قائلا “نرى أهمية كبيرة لمؤسسات الاتحاد الافريقي في لعب دور إيجابي”.
“دور إيجابي”
من جانبه رأى اسحاق أن بإمكان الاتحاد الافريقي ان يقوم بدور إيجابي “في التوصل لسلام عادل وإيقاف الحرب بصورة عادلة ومنصفة”. وتابع قائلا إن الاتحاد الافريقي “هو الجهة الإقليمية المسؤولة عن إيجاد السلام في السودان”. وأضاف أنه “الأقرب لمعرفة القوى السياسية والعسكرية والمدنية في الساحة السودانية”.
محك أساسي
لكن بعض المعلقين، رأوا عن إن البرهان كثيرا ما يدلي بتصريحات تبدو إيجابية وداعمة للسلام، لكنه يعود بعدها للحديث أمام جنوده بحديث آخر.
وعن ثقتهم في حديث البرهان، اعرب حمودة عن اعتقاده بأن الثقة في المسائل السياسية مربوطة بمحك أساسي، وهو الأفعال، على حسب وصفه. واعتبر أن خروج الدعم السريع من المنازل هي أصلا قضية خارج المفاوضات، باعتبارها حقا أساسيا للمواطنين.
وأضاف أن هذا الحق يجب ألا يكون عرضة للمزايدات من هذه الجهة أو تلك. وأضاف أن خروج الدعم السريع أو غيره من الجهات من بيوت المواطنين هي مسألة ليست فيها أي مساومات.
“محل نظر”
وعن تلميح البرهان بإعادة السودان بعضويته الكاملة الى الاتحاد الافريقي، أعرب حمودة عن اعتقاده بأن هذا أمر “محل نظر”، نسبة لأن تعليق العضوية حدث بعد الانقلاب (انقلاب أكتوبر 2021)، مضيفا ان ما وصفها بحالة الانقلاب “ازدادت سوءا بوقوع الحرب”.
وتابع حمودة قائلا إن هذه “تعقيدات إضافية”، مضيفا أن جهود إيقاف الحرب يجب الا تصطدم بمثل هذه العقبات. وعن قدرة الاتحاد الافريقي في لعب دور لإنهاء الحرب في هذه المرحلة، عقب فشل منبر جدة والايغاد، قال حمودة إن أهمية الاتحاد الإفريقي تنبع من كونه من المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وتابع حمودة قائلا إن للاتحاد الافريقي قوة اعتبارية في هذا الشأن واعرب عن اعتقاده بأن كل الأبواب يجب أن تطرق بحثا عن السلام “سواء كانت الأبواب الرسمية أو غير الرسمية”.
لكنه استدرك قائلا إن من الضروري ان يكون هناك “تعاضدا في هذه المبادرات لتوحيد منبر التفاوض للوصول إلى اقصر الطرق لانهاء الحرب”.
مصر وليبيا
ومن جانبه اعتبر اسحاق ان زيارات البرهان الأخيرة إلى مصر وليبيا قد جاءت في إطار الدعوة للسلام والبحث عنه. واعتبر اسحاق تلك الزيارات ولقاء وفد الآلية الافريقية الثلاثية، مؤشرات على إمكانية وجود أرضية للتفاوض “وقبول من البرهان لمساعي الجهات الاقليمية”، حسب وصفه.
ورأى اسحاق ان مصر وليبيا واثيوبيا واوغندا دول يمكن أن يكون لها أدوار ومساهمة في حل المشكلة السودانية.