الاطباء : الشرطةُ تكذب، ولكنَّ الواحد منَّا بثورة كاملة
برز للإعلام قادة الشرطة المُخْتطَفة خصيِّو اللسان والإرادة والمهنية؛ ونتانة الأكاذيب تفوح من أفواههم الدامية. طفقوا يفتلون في ذات حبل الجنرال الخبيث الناطق باسم القتل والانقلاب، يعلنون أن البلاد قد فقدت في مجزرة الأمس شهيداً واحدا، ولا يدركون أن ارتقاء الواحد منّا هو ثمنٌ غالٍ بما يكفي لإسقاط نظام.
بقلم : لجنة أطباء السودان المركزية
برز للإعلام قادة الشرطة المُخْتطَفة خصيِّو اللسان والإرادة والمهنية؛ ونتانة الأكاذيب تفوح من أفواههم الدامية. طفقوا يفتلون في ذات حبل الجنرال الخبيث الناطق باسم القتل والانقلاب، يعلنون أن البلاد قد فقدت في مجزرة الأمس شهيداً واحدا، ولا يدركون أن ارتقاء الواحد منّا هو ثمنٌ غالٍ بما يكفي لإسقاط نظام.
تؤكد اللجنة أن عدد الشهداء المؤكدين لديها بتوثيق أطباء السودان في المستشفيات في #مجزرة17نوفمبر هم خمسة عشر شهيداً، وأن العدد الكُلِّي للشهداء المؤكدين طرفنا منذ الخامس والعشرين من أكتوبر هم تسعٌ وثلاثون شهيداً خالداً في ذاكرة الثورة ودافعاً لها نحو تمام النصر.
إن دِقَّةُ حصر الأطباء قد تنال منها ظروفٌ خارجةٌ عن إرادتهم بهامشٍ ضئيل لا يؤثر في مصداقيتهم، ولكن لن ينال منها انقلابيٌّ مرتجفٌ خصيُّ اللسان والإرادة يلعقُ مع بقية أبواق العمالة من أحشاء قائدهم فضلات الدم لعقاً، ويلفظونها كذباً لن يبوء بشسع نعل طبيب، ولا بظلِّ صوت شهيد، ولن يداري انتهاكات مجلسهم الانقلابي الموثقة بصدق الرفاق.
وما الأطباءُ إلا رفاق الشهداء، وما دمُ الشهيد إلاَّ مدادُ صدقٍ يكتب نصرنا المؤزَّر في الأفق البعيد، ويختمُ العارَ على الوجوه الدنيئة فضيحةً لن تداريها الكذبات.
للأطباء مع الشهداء صلاتٌ خاصةٌ لن يَقْدِرها حتى الموت، يذكرونهم جميعاً في ذراريِّ البالطوهات ودوائر الحصر، منائرُ تَجهر لا أوابدَ تُجهل، في كل ليلٍ يرونهم رؤيا العشق منتصبين في كل خليةٍ عصبيةٍ منهم، في سويداء الفؤاد حصراً وعِرفاناً وذكرى، في فردهم كلٌّ صمدْ، وفي كُلِّهم فردٌ أحد، فذِكْرُ بابكرٍ ومريم العطبراوية وست النفور بشوقي، كذكر أتيمٍ بعبدالعظيم بعباسٍ بكشة، ورُوحُ القلب مروانٌ، وأحمد المُعلِّم للطفل الشهيد مؤيَّد، والجدَّةُ الكنينة والجدُّ الحدَّاد؛ في الواحد منهم غِنىً عن مئاتك الآخرين يا شعبي وآلافك، بل وملايينك على مدى تاريخك القديم، لا نُفاضل بينهم فهم جميعاً كالكواكب تأتمُّها المواكب تترى، والمواقف شطرا، بأيِّهم اهتدينا نثور وننتصر.