كينيا تؤكد أن استضافتها “مؤتمر نيروبي” تتوافق مع دورها كوسيط

أمستردام: 20 فبراير 2025: راديو دبنقا
قالت الحكومة الكينية إن طرح قوات الدعم السريع والجماعات المدنية السودانية لخارطة طريق وقيادة مقترحة في نيروبي يتوافق مع دور كينيا في مفاوضات السلام.

ونفت وزارة الخارجية الكينية في بيان اطلع عليه راديو دبنقا وجود أي دوافع خفية وراء استضافة الاجتماعات مبينة أنها تعتقد أنه لا يوجد حل عسكري للنزاعات السياسية.

وقالت الوزارة إن دورها كوسيط يلزمها بتوفير منصات غير حزبية لأطراف الصراع للسعي إلى الحلول.

وانطلقت الثلاثاء فعاليات تحالف السودان التأسيسي الذي يضم قوى سياسية ومدنية ومسلحة بجانب الدعم السريع من أجل التوصل إلى ميثاق سياسي لتشكيل حكومة موازية.

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا استنكرت فيه استضافة كينيا لمؤتمر يهدف إلى تشكيل حكومة موازية، واعتبرت ذلك تشجيعا لتقسيم الدول الأفريقية والتدخل في شئونها.

ليست المرة الأولى

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الكينية أنها ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الأطراف السودانية إلى إيجاد حلول لأزمتها من خلال الاستفادة من المساعي الحميدة للدول المجاورة. وأضافت:” في يناير 2024، اجتمعت الأطراف وأصحاب المصلحة في الصراع السوداني في دولة مجاورة لرسم طريق للمضي قدمًا في الحوار الشامل والعودة إلى الحكم المدني”.

وقالت إنها تستضيف أعدادا من اللاجئين السودانيين وخاصة من جماعات المجتمع المدني، بما في ذلك التنسيقية السودانية للقوى الديمقراطية المدنية (تقدم).

وأضافت وزارة الخارجية الكينية:”نحن نفعل هذا بما يتماشى مع التزاماتنا الدولية المنصوص عليها في الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وغيرها من صكوك القانون الدولي”.

وأضافت إن المساعي الحميدة التي قامت بها كينيا أدت إلى توقيع اتفاقيات السلام في كينيا، مشيرة إلى توقيع بروتوكول مشاكوس عام 2002، والذي أنهى الحرب الأهلية الثانية في السودان، تم إبرامه في كينيا.

وأكدت كينيا استعدادها بشكل فردي وجماعي من خلال الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية إيغاد والاتحاد الأفريقي وغيرهما من الآليات الإقليمية، لدعم أي جهود يتفق عليها شعب السودان، لضمان الاستقرار والازدهار لبلاده ومنطقة القرن الأفريقي بأكملها.

تغيير غير دستوري

وقالت وزارة الخارجية الكينية إنها تتوافق مع ميثاق الاتحاد الأفريقي بشأن التغيير غير الدستوري للحكومة وقرار الاتحاد الأفريقي الصادر في 27 أكتوبر 2021 بتعليق عضوية السودان في جميع أنشطة الاتحاد الأفريقي بما في ذلك انتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقي التي انتهت مؤخرًا.

وأكدت كينيا تضامنها مع شعب السودان لتحديد مصيره والحكم السياسي المستقبلي من خلال الحوار الشامل. وأعربت عن ثقتها في أن الشعب السوداني سيجد حلاً سريعاً للوضع الحالي، وبطريقة تضمن أمنه وأمن المنطقة.

وأشارت إلى ضرورة إعطاء الأولوية للحاجة إلى تحقيق توازن دقيق بين الأهداف الأمنية والعودة إلى الحكم المدني في السودان لتحقيق الديمقراطية والازدهار لشعب السودان.

وأوضحت إن الحرب في السودان ، التي طال أمدها منذ اثنين وعشرين شهراً، لا تزال تدمر دولة كانت قبل أربع سنوات فقط تسير على مسار إيجابي من الاستقرار والديمقراطية .

وأعربت كينيا عن أسفها إزاء انقطاع العملية الديمقراطية في السودان  وتحول الأزمة الناجمة عن ذلك إلى حرب داخلية مدمرة.

وأشارت إلى  أن جهود الحل لم تحرز سوى تقدم ضئيل، مما يعرض الصراع لخطر النسيان.

ونوهت إلى عمق التأثير الإقليمي للأزمة ، حيث تتحمل البلدان المجاورة، بما في ذلك كينيا، مسؤولية إدارة أزمة اللاجئين في ظل البنية الأساسية الإنسانية المتهالكة بالفعل.

وأكدت إن الأزمة في السودان تتطلب اهتماماً إقليمياً وعالمياً عاجلاً مبينة أن كينيا تظل في طليعة الدول التي تسعى إلى إيجاد حلول للأزمة الإنسانية في السودان. وأشارت إلى تعهدها بتقديم مليوني دولار أميركي للمبادرات العالمية والإقليمية الرامية إلى تخفيف حدة الوضع الإنساني المتدهور في السودان.

Welcome

Install
×