كررها مرتين واستقبلت بالتصفيق، عقار: نحن لا ماشين جدة، لا ماشين جدادة
عقار: نحن لا ماشين جدة، لا ماشين جدادة
الأربعاء 29 مايو 2024: راديو دبنقا
رصد ومتابعة: عمر عبد العزيز
بينما كانت عيون السودانيين وآمالهم تتجه نحو نهاية نفق الحرب المظلم، عسى أن يروا ضوءً “في نهاية النفق” كما يقول المثل، جاءت تصريحات الرجل الثاني في الدولة من بورتسودان لتخمد هذا الضوء الخافت.
بدأ مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة حديثه أمام مؤتمر للصلح المجتمعي في بورتسودان، بأنه لا يجيد لباقة الحديث، وقد كان بالفعل صريحا جدا بعيدا عن العبارات الدبلوماسية المعتادة، حيث أكد بصورة قاطعة أن السودان لن يعود إلى طاولة المفاوضات في جدة.
وبلغ درجة قصوى من النفي القاطع، حتى أنه قال “نحن لا ماشين جدة ولا ماشين جدادة”.
أثار حديث عقار موجة من التصفيق والتهليل والتكبير، ومن ثم كررها مرة أخرى “نحن لا ماشين جدة لا ماشين جدادة”.
وتساءل عقار مستنكرا “أمشي جدة أعمل ايه؟ وأنا ما مشيت جدة قبل كدة عملت ايه؟”
“ممكن تمشي السوق؟”
وتأتي تصريحات عقار بعد نحو أسبوع من تأكيدات المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيريللو عن قرب استئناف المفاوضات بين وفدي الجيش والدعم السريع.
وقال عقار إن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكين اتصل بقائد الجيش، رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وطلب منه العودة إلى مفاوضات جدة، مضيفا أنهم لن يعودوا إلى هناك، وأن من يريدهم عليه أن يأتي إليهم، حسب قوله.
واستنكر عقار طلب بلينكين العودة إلى جدة خلال اتصال هاتفي مع البرهان، حيث قال “اتصل عليه (قوم أمشي جدة)”، مضيفا أن الاب لو أراد أن يرسل ابنه للسوق سيقول له “يا ولدي ممكن تمشي السوق؟”
وتابع قائلا إن الأمر لا يمكن أن يسير بهذه الصورة، مضيفا “هذا استحقار واستخفاف ما في زول بقبله”.
“ناس بلبصة”
يذكر أن العودة إلى مفاوضات جدة ظلت متعثرة لأشهر طويلة، على الرغم من أن بيريللو كان قد حدد موعدين من قبل لاستئنافها خلال الأشهر السابقة.
وكان الموعد الأول الذي حدده بيرييلو هو الثامن عشر من ابريل الماضي، ثم بعد ذلك تحدث عن إمكانية العودة إلى طاولة التفاوض في نهاية الأسبوع الاول من مايو الحالي، لكن كلا الموعدين لم يصدق.
وهاجم عقار من وصفهم بأهل الميديا، في إشارة على ما يبدو إلى وسائل الإعلام، قائلا إن “ناس الميديا ديل ناس بلبصة”. وتابع قائلا إن هناك من أهل الإعلام من يقولون إن الدولة السودانية قد وافقت على الذهاب إلى جدة، مضيفا “اسمعوا مني أنا، أنا الرجل الثاني في هذه الدولة، نحن لم نوافق”.
وبعد سكتة قصيرة، تابع عقار قائلا “ما وافقنا وما حنوافق”.
لكنه استدرك قائلا “ليس لأننا نرفض السلام، لكن هذا السلام لا بد أن تكون له مرتكزات، ولا بد أن يستشيرونا لكي نذهب إلى جدة”.
وعلى الرغم من أن هذا الاستدراك الإيجابي يوحي بإمكانية العودة إلى التفاوض، إلا أنه يمكن القول إن الخطاب بصورة عامة اغلق الباب أمام تماما هذا الأمر، ولو مؤقتا.
“ما بنقبل ليك”
وتساءل عقار مستنكرا “تسوقنا زي الغنم نمشي إلى جدة؟”. وتابع قائلا إنه حتى الأغنام لا تطاوع راعيها في الذهاب إلى أي مكان إذا لم يكن المرعى جيدا، مستنكرا الدعوة إلى العودة للتفاوض دون استشارة. وتابع قائلا “ما بنقبل ليك! فليركبوا على خيولهم إن أرادو ذلك”، في إشارة إلى التحدي.
ويمكن القول بصورة عامة أن خطاب عقار صباح الأربعاء أمام مؤتمر للسلم المجتمعي في بورتسودان هو واحد من أكثر أحاديثه صراحة وتخليا عن الدبلوماسية والعبارات المنمقة.