سوق مدينة كتم بشمال دارفور-"ارشيفية"-وسائل التواصل

كتم: 13 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
تعرضت لتفتيش مذل، لقد ادخل أحد المسلحين يده تحت ملابسي ولامس جسدي بحجة البحث عن مبالغ مالية، حتى طفلي الرضيع الذي لا يتجاوز عمره العام الواحد” تقول زينب وهي نازحة من معسكر فتابرنو بمحلية كتم تعرضت للنهب بواسطة مليشيات مسلحة.


وتضيف زينب وهو اسم مستعار حيث فضلنا حجب اسمها الحقيقي لأسباب أمنية في حديثها لراديو دبنقا” لقد نهبوا ما بحوزتي من مبالغ ضئيلة في الطريق إلى كتم للتسوق في السوق الأسبوعي يوم الخميس.. لقد تحصلت عليها على تلك المبالغ من بيع كمية من الدخن الذي انتجته في مزرعتي.  لم يتركوا لي شيئا اشتري به شيئاً لصغيري”.


وكشف مواطنون ونازحون من محلية كتم بولاية شمال دارفور عن تزايد أعمال النهب والسلب، واتلاف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة، مع تردي الوضع الصحي والمعيشي.


وتقع مدينة كتم على بعد حوالي 160 كيلومتر شمال غرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور) ويبلغ عدد سكانها حوالي 33 ألف نسمة. وتعتبر كتم ثاني أكبر مدينة في ولاية شمال دارفور وهي رئاسة “محلية كتم”. ويبلغ عدد سكان المحلية أكثر من 200ألف نسمة .


وتسيطر قوات الدعم السريع على محلية كتم وعدد من محليات شمال دارفور بجانب الولايات الأربعة الأخرى.
وتفاقمت معاناة المدنيين خلال الأشهر الماضية إثر تصاعد القصف الجوي والعمليات العسكرية في شمال المدينة.
وقال عدد من المواطنين من كتم لراديو دبنقا إن المدينة تشهد عمليات قطع طرق متكررة تنفذها مليشيات مسلحة.
وأكدوا أن المسلحين يستقلون الدراجات النارية، ويمارسون أعمال نهب متكررة في مواجهة المواطنين القادمين والعائدين من السوق، خاصة يومي الإثنين والخميس في كل أسبوع.


وأشار المواطنون الذي تحدثوا لراديو دبنقا إلى استمرار عمليات النهب بصورة يومية داخل أحياء المدينة.
وتستهدف أعمال النهب ممتلكات المواطنين من هواتف نقالة ومبالغ نقدية، وتطال حتى السلع مثل الخبز والسكر والزيت بجانب الجازولين.


ويعتمد المزارعون على الجازولين بصورة رئيسية في ري المحاصيل وأشجار الفاكهة.


وكشف عدد من ضحايا عمليات النهب لراديو دبنقا عن تعرض بعض المواطنين للضرب وإطلاق النار في حال رفضهم الانصياع لأوامر المسلحين، أو مقاومتهم عملية النهب.


وأشاروا إلى أن المسلحين يعملون على تفتيش المواطنين بصورة وصفوها بالمذلة، حيث يقومون بإفراغ جميع الأمتعة على الأرض.


ونبهوا إلى تعرض النساء لانتهاكات خلال أعمال التفتيش، حيث يقوم المسلحون بملامسة اجسادهن بحجة التفتيش، فضلا عن اجبارهن على وضع الأطفال الرضع على الأرض وتفتيشهم تحت ذريعة اخفاء مبالغ نقدية في ملابسهم.
من جهة أخرى، كشف مزارعون من كتم لراديو دبنقا أن الرعاة المسلحين اتلفوا مساحات زراعية واسعة مزروعة بمختلف المحاصيل والفواكه.

إتلاف المزارع
وقال أحد المزارعين لراديو دبنقا فضل حجب اسمه لأسباب أمنية إن المساحات المزروعة تمتد من فتابرنو مرورا بالمزارع داخل المدينة شرقاً حتى منطقة “ابسكين” تعرضت للاتلاف.


وأكد أن إطلاق الإبل في المزارع تسبب في إتلاف مساحات واسعة،  وأحدث خسائر كبيرة في المحاصيل مثل الطماطم والبامية والبصل وغيرها من المحاصيل، كما شمل الاتلاف أشجار الفاكهة بكل أنواعها.


وتوقع المزارع حدوث فجوة كبيرة في السوق ومناطق الاستهلاك الأخري فيما يتعلق بالخضروات حيث تعتبر كتم المحلية الأولى في شمال دارفور من حيث إنتاج الخضر. 
وتعتبر الزراعة على ضفتي وادي كتم أكبر الأنشطة الاقتصادية علاوة على الرعي والتجارة.


ونوه المزارع إلى فتح عدد من اللجان المحلية والمواطنين بلاغات بأعمال النهب واتلاف المزارع لدى قوات الدعم السريع التي تحكم سيطرتها علي المحلية إلا أنها لم تستجب لتلك الشكاوى.


ولم يتسن لراديو دبنقا الحصول على تعليق فوري من قيادة الدعم السريع حول ما يجري في كتم.

أوضاع معيشية متردية
وصف مواطنون الوضع الإنساني والمعيشي بأن متردي للغاية رغم تمكن عدد المزارعين من حصاد ٩٠% من محصول الدخن مما أدى لانخفاض سعره من أربعة آلاف جنيه  الى 2500 جنيه.

وأشار مواطنون تحدثوا لراديو دبنقا إلى الارتفاع الكبير في أسعار السلع الاساسية مع عدم توفر مصادر للدخل، حيث بلغ سعر جوال السكر 180 الف جنيه، وجركانة الزيت 75 الف جنيه، فيما بلغ سعر كيلو العدس والفول المصري 8 آلاف، و كيلو الأرز 6500 جنيه، ورطل البلح 2500 جنيه، ووصل سعر 5 قطع  خبز بألف جنيه، قطعة صابون الغسيل 900 جنيه.


انتشار واسع للملاريا
كشفت مصادر طبية  لراديو دبنقا عن الانتشار الواسع  لمرض الملاريا في كتم حيث يشهد المستشفى والمراكز الصحية ازدحاماً شديدا .
 وأشارت المصادر  إلى توفر الأدوية في الصيدليات التجارية، حيث يبلغ يتراوح سعر أدوية الملاريا  بين 60 الف إلى 80 الف جنيه.

من جانبهم شكا نازحون من عدم توزيع المساعدات الإنسانية خاصة للنازحين بمعسكري كساب وفتابرنو حيث يعيشون  ظروف قاسية في موسم الشتاء في ظل البرد القارس مع الانتشار الواسع للالتهابات.

Welcome

Install
×