كاودا نفر !! …
كانت من أعز أمنيات الرئيس المخلوع أن (يُصلِّي الجمعة) في كاودا..وظل يُمنِّي نفسَه بزيارتها، لتحقيق تلك الأمنية العزيزة، (ويُلاهت) بها حتى دخل كوبر بدلاً منها..
بقلم: د. بشير إدريس محمد زين
كانت من أعز أمنيات الرئيس المخلوع أن (يُصلِّي الجمعة) في كاودا..وظل يُمنِّي نفسَه بزيارتها، لتحقيق تلك الأمنية العزيزة، (ويُلاهت) بها حتى دخل كوبر بدلاً منها..
تماماً مثلما ظلَّ كثيرٌ من الحكام العرب، والمسلمين (يلاهتون) بأن (يرزقهم) الله صلاةً في القدس الشريف قبل الموت، ولكن طبعاً، لم ولن تتحقق لأيٍّ منهم تلك الأمنية الغالية .. والسبب في الحالتين بسيطٌ جداً هو أن الرئيس المخلوع لم يسلك الطريق المؤدية إلى كاودا، وليس معه دليلٌ يدله عليها، تماماً كحال حكامنا العرب، والمسلمين، وعدم معرفتهم للطريق المؤدية إلى القدس الشريف مع (تشوقهم) الشديد للصلاة فيها !!
الرئيس المخلوع، وكثيرٌ من (حرامية السياسة) حوله كانوا يعتقدون أن الوصول إلى كاودا يمكن أن يحصل بكسر شوكة الحركة الشعبية بالبندقية، أو بشرائها، وبكل أسف لم يكن هذا صحيحاً أبداً، حتى ولو كان جيش الحركة الشعبية مكوناً فقط من جنديٍّ واحد، يحمل بندقيةً، ويقاتل محتمياً بالجبال..ليس لأن جندي الحركة هو شمسون الجبار، وإنما لأن وجود شخصٍ واحدٍ يحمل بندقيةَ إحتجاج، معناه أن هناك مشكلةً حقيقية، ويجب ألا تُحل بالبندقية !!
لم تكن تهُم الرئيس المخلوع أيُّ دماء تُراق في جبال النوبة تحديداً، وإلا فإن الحركة الشعبية، وعندما كان رئيسها عبد العزيز الحلو نائباً لأحمد هرون طوال الفترة بعد نيفاشا، لم تكن تطمع قط في غير التواجد في جنوب كردفان، ولكن شُحَّ الأنفس، وضيق الأفق، (والإقصار) جعل المؤتمر الوطني يزاحمها بلؤم في جنوب كردفان، ويزوِّر الإنتخابات فيها، لا بل ويطالب الحركة بتسليم أسلحتها، وإستسلامها، فكانت النتيجة هذه الحرب المأساوية الآخيرة!!
وما كان الرئيس المخلوع، ولمسدودية أفُقِـه كذلك، يأبه ولو أُحرِقت كلُّ جنوب كردفان، ومع هذا، ومن (سُخريات النفاق) في جنوب كردفان، كانت (قياداتُها) قد رَتَّبت له (بيعةً كاااربة)، وهو في (فرفرة خراج الروح) لتجديد ترشيحِه لإنتخابات ٢٠٢٠ !!
في منتصف آغسطس ٢٠١٩م تواصلنا مع عبد العزيز الحلو عن طريق صديقٍ مشترك -نحن مجموعةٌ من أبناء جنوب كردفان- داخل وخارج الحركة، وقبل أن يصل الدكتور حمدوك إلى الخرطوم رئيساً للوزراء، وخططنا أن يزور الدكتور حمدوك كاودا صبيحة اليوم التالي لأدائه اليمين الدستورية، فوافق حمدوك فوراً، ووافق عبد العزيز الحلو فوراً كذلك، ولكنه رأى أن يُشرِك مجلس التحرير في ذلك..
فالرجلان -ولأسبابٍ كثيرة ومعرفة، وزمالة سابقة- راغبان تماماً في العمل معاً من أجل إنهاء الحرب، وإحلال السلام..
• الآن سيدخُل دكتور عبد الله حمدوك مدينة كاودا دون أن يطلق رصاصةً واحدة، لأنه سلك الطريق الصحيحة المؤدية مباشرةً إلى المدينة، وإلى أبواب قلوب أهلِـها، حيث تُدخل البيوت من أبوابها..
• تبقَّى أن يتسامى الأخ عبد العزيز الحلو، وقادة الحركة إلى المواقف الوطنية العظيمة كرجال دولة، ويُكرِموا وفادة زميلِهم الدكتور عبد الله حمدوك، وهو يحمل آمال، وتطلعات الشعب السوداني العظيم، في سلامٍ مستدام، يغطي جميع أرجاء الوطن وبسرعة، وتكون بدايتُه من مدينة كاودا العصِية !!