كاردين يحث إدارة بايدن على معالجة الأزمة الإنسانية في السودان
واشنطن: الأربعاء 27 مارس 2024: راديو دبنقا
دعا السيناتور الأمريكي بن كاردين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إلى مزيد من الاهتمام الدولي بتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة والضغط من أجل المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الجهات المسلحة. واعتبر أن ما يحدث في السودان نتيجة لغياب المساءلة والافلات من العقاب، وانتقد تجاهل الولايات المتحدة للأزمة السودانية، واعتبر أنه حان الوقت لإنهاء الصمت، ووجه نداءً عامًا إلى النساء والشباب في جميع أنحاء السودان الذين يحلمون بعملية سياسية شاملة مع المدنيين في مقعد القيادة أن لا يفقدوا الأمل.
وقال الرئيس كاردين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند) خلال كلمة ألقاها في قاعة مجلس الشيوخ، رحب فيها بتعيين المبعوث الخاص توم بيرييلو: ” أتحدث اليوم لأنه لا يمكننا أن نلتزم الصمت بشأن السودان”. “يجب علينا محاسبة مرتكبي جرائم الحرب. إنني أحث إدارة بايدن على اتخاذ الخطوات الدبلوماسية الحاسمة لإنهاء الصراع في السودان”.
سودان خالٍ من القمع
وأعاد التذكير بقصيدة ألقتها “أيقونة الثورة” آلاء صلاح في عام 2018، وقال عندما خرج الشعب السوداني إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير بعد عقود من الحرب، صعدت امرأة شابة “سيدة الحرية” على سطح سيارة. استولى المتظاهرون عليها للحظات، وبينما كانت ترفع إصبعها في الهواء، قرأت قصيدة ستصبح أحد شعارات الثورة السودانية – “الرصاص لا يقتل. صمت الناس هو الذي يقتل.” “الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الناس” وردد كاردين الصمت هو الذي يقتل.
وأضاف أنا أتحدث اليوم لأنه لا يمكننا أن نلتزم الصمت بشأن السودان. ويجب علينا محاسبة مرتكبي جرائم الحرب. إنني أحث إدارة بايدن على اتخاذ الخطوات الدبلوماسية الحاسمة لإنهاء الصراع في السودان. وتابع: في عام 2018 عندما أسقط المتظاهرون النظام الوحشي والإبادة الجماعية، كان ثلثاهم من النساء. لقد حلموا بسودان خالٍ من القمع والتحرش والعنف الجنسي. السودان الذي سينتقل إلى الديمقراطية بعد ما يقرب من ثلاثين عامًا من الحكم الاستبدادي.
وقال إنَّ المرأة السودانية، تواجه القوة الغاشمة للحرب الشرسة بين فصيلين مسلحين – القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وذكر أن كلاهما ارتكب انتهاكات أثناء الحرب الأهلية في دارفور. في العام الماضي، وتابع: كانت أفعالهم وحشية للغاية. لقد قتلوا المعتقلين وقصفوا المدنيين بشكل عشوائي. لقد قاموا بتجنيد الأطفال كجنود. لقد نهبوا الإمدادات وهاجموا عمال الإغاثة.
أربعة مهام أمام المبعوث
وأعرب عن سعادته لتعيين إدارة بايدن عضو الكونجرس السابق توم بيرييلو ممثلًا خاصًا لنا، مشيرًا إلى أنها جاءت استجابة إلى دعوته التي أطلقها في تعيين مبعوث خاص للسودان، في ديسمبر الماضي، بالتزامن مع القرار رقم 24 لمجلس الشيوخ.
وأقر بتضييع الإدارة الأمريكية للكثير من الوقت للتحرك حيال الأزمة واعتبر أن أمام المبعوث الخاص توم بيرييلو أربع مهام وصفها بالشاقة. وقال إنَّ المهمة الأولى تتمثل في إنشاء منتدىً دبلوماسياً موحداً للتفاوض على وقف إطلاق النار. وقال نحن في احتياج إلى جهد واحد يضم شركاءً من أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا إلى جانب شركاء من المنظمات المتعددة الأطراف. والمهمة الثانية هي يتعين عليه أن يجمع الأطراف المتحاربة على طاولة المفاوضات. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقال نحن بحاجة إلى انضمام الآخرين إلينا في سعينا لتحقيق أهداف إضافية.
وتعهد السيناتور الأمريكي بن كاردين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بالضغط على الأطراف المتصارعة وداعميهم من الدول الخارجية، وقال يتعين علينا أن نوضح للأطراف – وداعميهم الأجانب – أن تكلفة استمرار الصراع أعلى من تكلفة الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأعاد التشديد بقوله: يجب أن نكون واضحين: لا ينبغي لأي دولة أن تقدم الأسلحة أو الدعم لهذه الجماعات. بينما اعتبر المهمة الثالثة أمام المبعوث بريللو، تتمثل في تحفيز الاستجابة الإنسانية.
بينما عبر كاردن عن أستيائه لضعف استجابة المجتمع الدولي لنداء الأمم المتحدة في حشد الدعم والتمويل، وقال وفي الوقت نفسه، فإنه من وصمة العار الأخلاقية في جبين المجتمع الدولي أن يتم تمويل نداء الأمم المتحدة من أجل السودان بنسبة 4% فقط. والولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة على الإطلاق. لقد وضعنا أموالنا حيث فمنا. ويتعين على الشركاء الذين لهم مصالح في السودان – بما في ذلك الدول المجاورة وخاصة دول الخليج – أن يفعلوا الشيء نفسه.
وأخيرًا، أي أن المهمة الرابعة، شدد فيها كاردين بقوله إنه يجب على المبعوث الخاص أن يبدأ المحادثة حول معالجة الإفلات من العقاب مرة واحدة وإلى الأبد.
لاتفقدوا الأمل
ولفت رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بن كاردين إلى ما وصفه بالحقيقة المحزنة هي أن ما يحدث في السودان هو في جزء كبير منه نتيجة لانعدام المساءلة عن الانتهاكات السابقة. وقال لقد ارتكب العديد من المشاركين في الصراع الدائر اليوم جرائم حرب في الماضي ولم تتم محاسبتهم على الإطلاق. ورأي بأنه ربما كانت الأمور ستختلف لو تمت محاكمة الدكتاتور السابق عمر البشير في لاهاي. واعتبر أنه ربما كان من الممكن أن يتم إصلاح القوات المسلحة السودانية إذا تمت محاسبة كبار الضباط على الفظائع. وقال ربما لم تكن قوات الدعم السريع موجودة لو كان الجنجويد مسؤولين عن جرائمهم في دارفور. وأضاف أيضًا ربما لم يسافر الجنرال حميدتي على متن طائرة إماراتية ولم يرحب به رؤساء الدول الأفريقية، وأردف قائلاً وربما كانت الأمور مختلفة. هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن مثل هذه الجرائم يجب ألا تمر دون عقاب.
وتعهد كاردين بقوله بصفتي رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، سأواصل النضال من أجل العدالة وحل هذا الصراع. وقال لذا فإن أولئك الذين يواصلون ارتكاب جرائم الحرب في السودان، يعرفون أننا سنواصل النضال من أجل تقديمكم إلى العدالة، بغض النظر عن المدة التي يستغرقها ذلك.
ووجه نداءً عامًا إلى النساء والشباب في جميع أنحاء السودان الذين يحلمون بعملية سياسية شاملة مع المدنيين في مقعد القيادة – لا تفقدوا الأمل
كما بعث برسالة إلى المجتمع الدولي وأولئك الذين يقدرون حياة الإنسان وكرامته في الولايات المتحدة، فقد حان الوقت لتكثيف جهودهم. لقد حان الوقت الآن لوضع حد لدائرة العنف هذه التي ابتليت بها هذه المنطقة لأجيال. والآن حان الوقت لإنهاء الصمت.