قمة دول الجوار في القاهرة … بصيص امل؟

Smoke rising from Khartoum on Saturday evening (Abd Almohimen Sayed)

تنطلق غداً الخميس بالقاهرة قمة دول الجوار السوداني، لبحث سبل إنهاء الصراع المسلح الدائر في السودان، بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، والحد من تداعياته القاتمة على امن واستقرار واقتصاد كل دول الجوار والاقليم.

الدور المصري في السودان

وليس من المستغرب أن تأتي هذه المبادرة لبحث أوضاع السودان من القاهرة التي استقبلت اكثر من 300 الف سوداني هربوا من القتال في بلادهم إلى مصر مع وما يستتبعه ذلك من ضغوط اقتصادية وامنية وتأثيراتها على علاقاتها التاريخية الاستراتيجية بالسودان.

يضاف إلى ذلك ان معارضة القاهرة الظاهرة والمستترة للجهود الامريكية السعودية للتوصل لحل للحرب والازمة السياسية المتطاولة في السودان، حيث ترى القاهرة ان عدم دعوتها للمشاركة في هذه الجهود يأتي خصما على دورها ونفوذها في السودان.

يشارك في اجتماع قمة دول الجوار رؤساء كل من كل من مصر، ليبيا، افريقيا الوسطي، وتشاد، جنوب السودان، اثيوبيا واريتريا.

وقال مصدر دبلوماسي مصري مسؤول إن القاهرة ستبذل كل ما بوسعها للوصول إلى حل عاجل للأزمة في السودان معرباً عن أمله في نجاح قمة دول جوار السودان في إقناع الطرفين بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

جهود دولية مبعثرة

حول هذا المؤتمر تحدثت إذاعة دبنقا مع عدد المحللين والصحفيين في السودان حيث قلل الخبير في العلوم السياسية الدكتور الحاج حمد محمد خير من فرص نجاح هذه القمة في احداث اختراق في الأوضاع في السودان واعتبرها محاولة موازية لاجتماع الايقاد حول السودان هذا الأسبوع والذي قاطعها وفد الجيش السوداني رافضا رئاسة كينيا لها.

وأضاف انه ربما يكون من الصعب على مصر التي ظلت تدعم النظام العسكري في السودان باستمرار ان تقوم بدور الوسيط، خاصة في ظل تطور توافق إقليمي تم في قمة الايقاد بتوحيد جهودها مع المبادرة المشتركة بين السعودية والولايات المتحدة.”

واكد الحاج حمد انه لا يمكن احراز أي تقدم إلا إذا التقى قادة الجيش والدعم السريع داخلياً وتوافقوا على وقف إطلاق النار وهم اصلاً وافقوا على ذلك في مفاوضات جد لكنهما عجزا عن تطبيق ذلك على ارض الواقع.

من جانبه قال وزير الاعلام السابق الاستاذ فيصل محمد صالح، ان هناك جهودا دولية كثيرة في هذه المرحلة، لمعالجة الازمة في السودان، ولكن يبدو وكأنه سوق يستبضع منه كل الأطراف.

ويرى الاستاذ فيصل محمد صالح في حديثه لراديو دبنقا، انه اذا لم يحصل تنسيق بين كل هذه الجهود فلن تنجح أي منها، ويضيف “كانت هناك مفاوضات في جدة، ثم انتقلت الي اديس ابابا، والان مصر تدعو الي قمة، اعتقد انها مجهودات مبعثرة ربما تزيد من الانشقاقات، وتعتبر مجرد رد علي مبادرة الايقاد، او علي تدخل دول الايقاد، والدول الافريقية.

“إذا نظرنا الي دول جوار السودان، من الناحية الغربية، تشاد، ليبيا وافريقيا الوسطي، ، نجد ان ليبيا وافريقيا الوسطي ليس لديهما ما يقدمانه للسودان والبلدان غارقان في مشاكلهما، اما من الناحية الجنوبية طبعا جنوب السودان وهي طرف أساسي في مبادرة الايقاد، وربما تعبر عن نفس المواقف التي حملتها لاجتماع الايقاد، وشرقا هناك اثيوبيا، واريتريا، اعتقد ان اريتريا بعيدة عن المسالة إلى حد ما لكن اثيوبيا لديها راي مخالف ربما لا يدعوها، وبالتالي هناك مصر وتشاد وجنوب السودان وليبيا، وهذه الدول لا تستطيع وحدها ان تتخذ موقف يحدث يمكن ان يحدث فرقا في السودان. صحيح تشاد متأثرة اكثر من الدول الأخرى بسبب النازحين من الجنينة عبر الحدود إلي تشاد، بجانب ان تشاد وثيقة الصلة بالأوضاع في دارفور، لكن تأثيراتها علي المشهد السوداني ضعيف، لا اتوقع ان تحدث اشياء كثيرة من هذه القمة، لكن يمكن ان تكون ترضية للحكومة السودانية.

 فرصة اخيرة

ويقول المحلل السياسي طاهر المعتصم، ان اجتماع دول الجوار السوداني يوم الخميس بالقاهرة هو واحدة من المحاولات، وقد تكون الاخيرة لحل الازمة السودانية التي قضت علي الاخضر واليابس، ولم تتوقف في الخرطوم فحسب، بل وصلت الي اقاصي دارفور، وقال طاهر المعتصم لراديو دبنقا، ان الصراع بين الجيش والدعم السريع يهدد بالتوسع لحرب أهلية شاملة.

وأضاف ان قمة رؤساء دول الجوار الافريقي في القاهرة يمكن ان تصبح مكملا للجهود الافريقية التي بذلت في الايقاد ويصبح ضوء في اخر النفق، وشدد المعتصم ان كثرة المبادرات في الغالب العام تعقد الحل، لكن تردى الأوضاع على ارض الواقع من اعمال نهب وسلب، وتهجير قسري، وجرائم ضد الانسانية، يجعل لوقف الحرب جهدا محمودا ومطلوبا.

يرى الصحفي خالد فتحي، ان كثرة المبادرات في اي ازمة هي ليست دليل عافية باي حال من الاحوال، انما هي دليل ساطع علي عمق الازمة وتمددها، واتساعها، ويمضي الصحفي خالد فتحي في حديثه لراديو دبنقا، ان خطورة تعدد المنابر تكمن في انها تحمل في طياتها اجندة من يقدمها وهذا معلوم، ويضيف خالد فتحي ان هذه الاجندة ليست في مصلحة السودان بالضرورة، لذلك من الافضل ان تقف هذه الحرب فورا، وان يتم وقف اطلاق النار، وان يتم ادارة حوار سوداني سوداني يعلي مصلحة الوطن والمواطن فوق الجميع.

وقال خالد فتحي ان المبادرة المصرية بعقد قمة لدول جوار السودان البعض ربما جاءت معادلا لمبادرة الايقاد، لان مصر تكرر مواقفها القديمة، كأنما التاريخ يعيد نفسه منذ سنوات الحرب الاهلية بين الجنوب والشمال قبل عقدين من الزمان كانت هناك المبادرة المصرية الليبية مقابل مبادرة الايقاد وفي نهاية المطاف نجحت مبادرة الايقاد (نيفاشا) التي انتهت بتقسيم السودان، وبالتالي هذه المبادرة ليست دليل عافية، وينبغي علي السودانيين الحادبين علي مصلحة هذا الوطن ان يكونوا حذرين في هذا الجانب، والافضل وقف الحرب والاتجاه الي الحوار بين السودانيين.

Welcome

Install
×