تصاعد أعمدة الدخان جراء تبادل القصف بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم ـ أرشيف ـ المصدر ـ فيس بوك

أمستردام: الخميس 8 أغسطس 2024: راديو دبنقا
عادت الأوضاع الميدانية في ولاية الخرطوم للتوتر من جديد، بعد فترة من الهدوء النسبي استمرت قرابة الشهرين. وشهدت مناطق متفرقة من المدن الثلاث اشتباكات منذ نهاية الأسبوع الماضي. حيث بادرت القوات المسلحة بقصف مواقع الدعم السريع في المنطقة المحيطة بالمدينة الرياضية في يوم الخميس 1 أغسطس 2024 ما أدى إلى سقوط ضحايا وسط المدنيين جراء سقوط قذيفة على صينية السوق المركزي في جنوب الخرطوم. وردت قوات الدعم السريع على ذلك بقصف مواقع الجيش في سلاح المدرعات، ولم ترد تقارير عن أعداد الضحايا. لكن هذا القصف المتبادل كان بداية لعمليات في مناطق مختلفة من ولاية الخرطوم.

الجيش يتقدم غرب أمدرمان
تركزت المواجهات المباشرة على الأرض في مناطق غرب أمدرمان. حيث نجحت وحدات من القوات المسلحة في طرد عناصر قوات الدعم السريع من حي المهندسين في الأول من أغسطس وتقدمت في اتجاه الأجزاء الغربية من حي الفتيحاب (أبو سعد)، بعد أن كانت قد استعادت السيطرة على حي الدوحة المجاور في الأسبوع الأول من شهر يوليو 2024.
ويعني ذلك أن الجيش نجح في تأمين الواجهتين الشمالية والغربية لسلاح المهندسين الذي يمثل المعقل الرئيسي للقوات المسلحة في جنوب أمدرمان وعلى امتداد المنطقة التي تبدأ من جسر ود البشير وحتى السور الجنوبي لمقابر حمد النيل. وشهدت أحياء البستان والنخيل معارك عنيفة بين قوات الجيش المتقدمة نحو الجنوب الغربي وارتكازات الدعم السريع المتقدمة في هذه الأحياء.

صورة من خرائط قوقل توضح تحرك القوات المسلحة المشار اليها بالعلامة الحمراء في امدرمان

أجرى فريق دبنقا للتحقق اتصالات بمواطنين يتواجدون في هذه المناطق أكدوا خلالها أن قوات الدعم السريع ما زالت تحتفظ بمواقعها في سوق ليبيا ودار السلام بالإضافي إلى حي المربعات ومساكن البنك العقاري، ونفوا أن تكون القوات المسلحة قد استولت على سوق كرور الذي تساقطت عليه قذائف المدفعية جراء المعارك الشرسة.

قصف مدفعي على السروراب
طال القصف المدفعي لقوات الدعم السريع في يوم 7 أغسطس مناطق الريف الشمالي لأمدرمان. وتشير مصادر راديو دبنقا أن القذائف تم إطلاقها من منطقة شرق النيل الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وأكدت لجان مقاومة كرري سقوط قذائف صاروخية في منطقة السروراب مما أدى إلى مقتل مواطنين بإصابة مباشرة وهما أنور محمد الحسن ومعزة صباح.

صورة ستلايت مع خريطة لقوقل لمنطقة السروراب ود حامد بالدائرة الحمراء وموقغها من شندي والسروراب :

من جانبها بثت مواقع موالية لقوات الدعم السريع مقطع فيديو مدته 31 ثانية مصور في الظلام وتظهر فيه راجمة قذائف صاروخية وهي تطلق قذيفتين، فيما يقول الصوت الذي يعلق على الفيديو أنها تستهدف مدينة شندي، في ولاية نهر النيل.

فيديو نشره مناصرون للدعم السريع على في عدى حسابات على الفيس بك لقصف مدفعي يدعون انه تم توجيهه لمدينة شندي


فريق دبنقا للتحقق عمل على مراجعة مقطع الفيديو والمعلومات المتداولة بشأن استهداف القصف لمنطقة ود حامد في جنوب شندي. واتضح من خلال البحث أن منطقة ود حامد تقع في جنوب محلية المتمة الواقعة غربي شندي وعلى الضفة الغربية لنهر النيل. ما يعني منطقيا أن مقطع الفيديو مضلل وأن القذائف لم تطال جنوب مدينة شندي طالما أنها سقطت على ود حامد. مع العلم أن الحدود الجنوبية لولاية نهر النيل على الضفة الشرقية لنهر النيل هي منطقة حجر العسل التي تقع إلى الشمال من منطقة الجيلي. فيما تعتبر منطقة ود حامد امتداد شمالي لمناطق الريف الشمالي لأمدرمان التي تقع فيها مدينة السروراب.

واستأنفت قوات الدعم السريع قصفها المدفعي لأمدرمان صباح اليوم 8 أغسطس مستهدفة عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة. ونقل شهود عيان أن القذائف انهمرت على منطقة المنارة الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل في محاذاة كبري الحلفايا الذي يربط أمدرمان بالخرطوم بحري. ويسيطر الجيش على المدخل الغربي للكبري، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على مدخله من ناحية الشرق.

معارك عنيفة في الخرطوم
شهدت منطقة وسط الخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ الساعات الأولى من صباح يوم 8 أغسطس 2024 وسط تحليق مكثف للطيران. وفي منطقة جنوب الخرطوم، دوت أصوات المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع صباح اليوم الخميس بعد أن شن الطيران الحربي للجيش السوداني غارات على عدد من مواقع قوات الدعم السريع في مناطق المدينة الرياضية وجنوب الحزام وسوبا.
ويتوقع المراقبون أن تشهد مختلف جبهات المعارك في العاصمة وفي العديد من الولايات تصعيدا خلال الأيام القليلة القادمة. وتعتمد القوات المسلحة بشكل أساسي على القصف المدفعي والغارات الجوية، فيما تستخدم قوات الدعم السريع المسيرات وراجمات القذائف الصاروخية.

خريطة لمدينة الخرطوم .. وفي الدوائر الحمراء تبدو وسط الخرطوم والمدينة الرياضة ومنطقة الشجرة العسكرية : حرائط قوقل


وسيسعى الطرفان لاستباق المفاوضات المرتقبة في جنيف لتحقيق بعض الانتصارات على الأرض، والتي بالرغم من أنها لن تغيير كثيرا في توازنات القوى والانتشار الجغرافي للطرفين المتحاربين، لكنها على الأقل ستسمح عند الجلوس على طاولة المفاوضات بالحديث عن تحقيق انتصارات، في حرب الخاسر الأكبر فيها هو الشعب السوداني.

Welcome

Install
×