قتلى وجرحى وتهجير قسري وموجات نزوح عالية في كل من الفاشر وشرق الجزيرة
امستردام: السبت 2/ نوفمبر/ 2024م: راديو دبنقا:
قصفت قوات الدعم السريع المستشفى السعودي بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور ومواقع أخرى وأدى لمقتل وإصابة 20 شخصًا، بينما واصلت هجومها على قرى شرق الجزيرة، راح ضحيته 19 شخص وإصيب آخرين، مع استمرار موجات النزوح على ولايتي القضارف وكسلا. في وقت أعربت فيه المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ جراء تصاعد ال أعمال العنف بولاية الجزيرة.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في تحديث اطلع عليه “راديو دبنقا”: إنَّ القصف المدفعي قد ضرب المستشفى السعودي بالفاشر مرة أخري، وأدى لوفاة ثلاثة مرافقين وإصابة أخرين.
وفي ذات السياق قالت أيضًا: إنَّ قوات الدعم السريع كثفت قصفها المدفعي علي منطقة برديك وأحياء المدنية الأخرى، ما أدى لمقتل 12 شخصًا، وإصابة خمسة آخرين وأسر ثلاثة من المدنيين.
من جهتها قالت شبكة أطباء السودان في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا” إنَّ منطقة برديك بمدينة الفاشر ليس بها أي قوات عسكرية.
وحذرت شبكة أطباء السودان من عمليات القتل الجماعي للمدنيين على أساس إثني وعرقي واعتبرته تطور خطير وتجديد للممارسات التي تمت بمدينة الجنينة ضد المدنيين العزل.
من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم تنسيقية معسكرات اللاجئين والنازحين أدم رجال، وصول نازحين جدد أمس الجمعة، من الفاشر إلى مناطق الطويلة 374 أسرة ، وروكرو 9 أسر، وقولو 12 أسرة، ومعسكر سورتوني 5 أسر، ودربات 7 أسر، ومارتال 11 أسرة. ويبلغ إجمالي عدد الأسر 408 أي حوالي 2040 شخصًا.
وقال رجال لـ”راديو دبنقا” إن النازحين الذين وصلوا إلى هذه المناطق يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية ويحتاجون إلى ضروريات الحياة اليومية من الغذاء والدواء والمأوى وما إلى ذلك.
قتلى وجرحى وتهجير:
وفي ولاية الجزيرة أكدت تنسيقية لجان مقاومة الحصاحيصا، مقتل 11 شخصًا في قرية الصقيعة شرق و8 آخرين في قرية الفعج البشير شرقي الجزيرة وإصابة آخرين.
وقالت لجان المقاومة الحصاحيصا في منشور عبر صفحتها في “فيسبوك” اطلع عليه “راديو دبنقا”: إنّ قوات الدعم السريع هاجمت قرية مصطفى قرشي بالحلاوين، يوم الخميس، وقامت بسرقة جميع سيارات المواطنيين ومدخراتهم من “أموال وذهب”، كما قامت بالاعتداء على المواطنين بالضرب وقد أمهلت أهل القرية 24 ساعة للخروج من القرية.
كما ذكرت أن قوات الدعم السريع هاجمت قرية شرفت منذ يوم أمس الجمعة، وحتى اليوم السبت، بغرض النهب والسرقة ، حيث أجبرت جميع المواطنين على الخروج من القرية وقاموا أيضاً بسرقة جميع السيارات والمقتنيات الثمينة من المنازل.
وفي سياق ذي صلة قالت لجان مقاومة الحصاحيصا إنًّ قوات الدعم السريع اختطفت المواطن الفحل الضو يوسف من قرية ” الحريز” بمحلية أم القرى، وأحتجزته بمعتقلاتها لمدة أسبوع، قبل أن تقوم بقتله الجمعة الماضية، بعد أن وجهت له ضربات على رأسه وتوفي على أثرها بعد نقله إلى مستشفى ود مدني.
نداء استغاثة:
من جهتها أطلقت لجان مقاومة الهلالية بولاية الجزيرة نداء استغاثة لنجدة أهالي مدينة الهلالية المحتجزين في ثلاث مساجد لفتح مسارات آمنة لتمكينهم من الخروج. جراء الحصار الذي فرضته عليهم قوات الدعم السريع لليوم الخامس على التوالي.
وقالت لجان مقاومة مدني في منشور بثته عبر الوسائط، اطلع عليه “راديو دبنقا” إن قوات الدعم السريع تفرض حصاراً محكمًاعلى الأهالي بمدينة الهلالية لليوم الخامس وتقوم في ذات الوقت بنهب كل المواد الغذائية والأدوية والمقتنيات من منازل المواطنين والمحال التجارية والمستشفى بالكامل.
يذكر أن أهالي مدينتي الهلالية ورفاعة كانوا قد توصلوا لاتفاق مع قوات الدعم السريع عند اجتياحها للولاية في ديسمبر الماضي، لتجنيب أبناؤهم مخاطر الدخول في مواجهات عسكرية مع الدعم السريع وحقن الدماء، ووجد هذا الاتفاق دعم من قبل بعض القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، غير أنها تراجعت عن موقفها وفاجأت الأهالي بهذا التصعيد ضمن حملتها الانتقامية في أعقاب انضمام قائد القوات بالولاية أبوعاقلة كيكل للجيش السوداني.
60 ألف نازح:
في غضون ذلك تواصلت موجات النزوح من مواطني قرى شرق الجزيرة على قرى ومدن ولايتي القضارف وكسلا، وأبلغ متطوعين “راديو دبنقا” في مدينة حلفا الجديدة أن عدد النازحين في تصاعد مستمر، وأن عددهم حتى، اليوم، السبت، نحو عشرة آلاف أسرة و ما يقارب الستون الف شخصًا من الرجال والنساء و كبار السن.
ووصف أحد المتطوعين الوضع بالمآساوي وقال يوجد حاليًا ما يفوق الثلاثين مركزاً للإيواء، غير الذين يقيمون في الشوارع وعلى قارعة الطريق و تحت الأشجار و ظل البيوت ، معاناة النازحين قد فاقت حد المعقول و انفجر الوضع تماماً.
جرس إنذار:
دعا المدير التنفيذي لمنظمة الزرقاء للتنمية الريفية مصطفى آدم لقرع جرس الإنذار استعدادًا لبحث كيفية استقبال مزيد من النازحين من قرى شرق الجزيرة التي تضم أكثر من 170 قرية، وقال آدم لـ”راديو دبنقا”: “إنَّ هذا العدد خرافي بالنسبة للذين وصلوا فالقادمين ستكون أعدادهم أَضعاف هذا العدد.
ووصف آدم الذي شغل منصب مفوض عام للعون الإنساني بولاية الخرطوم في الفترة الانتقالية، أوضاع النازحين القادمين من شرق الجزيرة إلى مدينة حلفا الجديدة بالكارثي والمزري، وقال أعداد كبيرة جدًا استبقلتها المدينة والنازحين منتشرين في الطرقات والشوارع واستاد حلفا وكل المناطق.
وقال إنَّهم في منظمة الزرقاء للتنمية الريفية تفقدوا أوضاع النازحين من شرق الجزيرة الذين نزحوا إلى حلفا الجديدة، ووجدوا أن الوضع الصحي بالنسبة لمراكز الإيواء القديمة والذين نزحوا الآن يحتاج لتعامل جاد وسريع جدًا، سواء على مستوى الحكومة أوالمنظمات الدولية المهتمة بالصحة والإيواء، وأن الأمر يحتاج لتسهيل وتيسير عمل المنظمات الدولية لتتحرك بصورة عاجلة.
وأعرب عن شكره لشباب حلفا واللجان المختلفة والعاملية في العمل الطوعي والإنساني، وهم يقومون بدور كبير جدًا في الإيواء والإطعام وهي جهود ذاتية لخيرين ومتطوعين.
مقتل مواطن في أم روابة:
من جانب آخر قتل المواطن حاتم سعيد هدي الفاعل في العمل الأنساني بمحلية أم روابة بولاية شمال كردفان ومؤسس مبادرة أم روابة لدعم الوافدين بعد إطلاق النار عليه يوم الخميس 31 إكتوبر 2024م داخل مزرعته بمنطقة الباجة شمال شرق مدينة أم روابة.
السعودية تدين:
من جهتها أعرب المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ إزاء استمرار القتال في السودان وتصاعد أعمال العنف، التي طالت المدنيين من نساء وأطفال.
واستنكرت حكومة المملكة في بيان صادر عن وزارة الخارجية تحصل عليه “راديو دبنقا”، ماحدث مؤخرًا في الجزء الشرقي من ولاية الجزيرة، ما أسفر عن وقوع وفيات وإصابات في صفوف المدنين، والذي قالت بأنه يعد انتهاكًا للقانون الدولي ومبدأ حماية المدنين.
ودعت المملكة إلى الالتزام والوفاء بما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة الموقع بتاريخ 11/ مايو/2023م، وحثت الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وجددت المملكة موقفها الثابت في دعم واستقرر السودان والحفاظ على وحدة مؤسساته الشرعية وسيادته واستقلاله، مؤكدا أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في السودان.