مركز استقبال اللاجئين في شرق تشاد-يوليو 2023-تصوير :بشير أدم (راديو دبنقا)

الخميس: 20/يونيو/2024م: راديو دبنقا

يصادف اليوم الخميس العشرين من شهر يونيو اليوم العالمي للاجئين. وخصصت الأمم المتحدة هذا اليوم من كل عام للوقوف على أحوال اللاجئين في جميع انحاء العالم وتقديم المساعدة والحماية لهم وتفقد أوضاعهم في بلدان اللجوء التي فروا اليها من اوطانهم الاصلية. ويجيء اليوم العالمي للاجئ هذا العام تحت شعار التضامن والمساعدة.
يجيء هذا اليوم والحرب تستعر في السودان تقتل المدنيين وتهدم منازلهم وتوقف سبل كسب عيشهم مما اضطر حوالي مليوني سوداني للفرار خارج السودان الى دول الجوار، إضافة الى ثمانية مليون نازح داخليا يعيشون في مراكز الايواء أو مع ذويهم أو في مساكن مستأجرة تتكدس بالأسر الفارة من جحيم الحرب.
تجدر الإشارة الى الظروف الخطرة التي يعيش فيها اللاجئون في دول الجوار. ففي اليوم الأول للعيد أطلقت مجموعات العصابات المتفلتة (الشفتة) على الحدود الاثيوبية السودانية النار على مجموعة من النسوة اللواتي كن في طريقهن لجلب الماء والطعام مما أدى لسقوط ضحايا. وتكررت حالات الاعتداء مما اضطر اللاجئين للهروب من المعسكرات التي خصصتها لهم السلطات الاثيوبية على الحدود بحثا عن الأمان في مدن أكبر تتواجد بها قوات للشرطة.
وفي مصر تنفذ السلطات حملات مطاردة واعتقال وترحيل للسودانيين الفارين بحثا عن الحماية في التراب المصري. وطالبت منظمة العفو الدولية قبل يومين السلطات المصرية بالكف عن ترحيل السودانيين لأنه يتعارض مع القوانين ومع حقوقهم بموجب القانون الإنساني الدولي في طلب اللجوء والحماية.
وحال اللاجئين السودانيين في مناطق أخرى ليس بأفضل. في ليبيا بدأت موجات السودانيين التي بدأت تتقاطر على المدن الليبية مثل الكفرة وأجدابيا وطرابلس. وتقول احدى السودانيات الفارات الى طرابلس بأن وجود السودانيين هناك أصبح يسبب الضيق والتذمر وسط المواطنين وأصبح الامر يشكل خطرا مباشرا عليهم. واخبرت راديو دبنقا بأنها لا تستطيع الخروج للسوق لشراء حاجياتها خوفا على سلامتها.
وفي تونس هناك موجة من العداء للمهاجرين القادمين من غرب افريقيا الذين يريدون عبور البحر الأبيض المتوسط وتعرض العديد منهم لحالات اعتداء ومضايقات واساءات في الشارع العام. وزاد الطين بلة الحديث السلبي للرئيس قيس سعيد عن هذه الفئة وتحميلها مسئولية الجريمة وكافة الظواهر السالبة.
وبسبب اعتماد اللاجئين الذين يريدون عبور الأبيض المتوسط من دول مثل تونس والمغرب، اعتمادهم على المهربين وتجار البشر يجعل حصر اعدادهم ومعرفة ظروفهم امرا صعبا نتيجة للسرية الشديدة المضروبة على أماكن وجودهم وحركتهم.
في أوربا أيضا يتم التضييق على اللجوء والهجرة خاصة بعد صعود اليمين المتطرف واليمين الشعبوي في عدد من البلدان مثل إيطاليا والنمسا وهولندا ودول اسكندنافيا.
وفيما يخص اللجوء وحركة المهاجرين عبر مختلف الحدود الوطنية للدول في افريقيا واروبا تم صك مفردة “الهجرة غير الشرعية” ووضع حق طلب اللجوء في سلة واحدة مع خرق القانون والممارسة الاجرامية. ولكن، وبالإشارة لما حدث في مصر مؤخرا فإن عبور حدود أي دولة بدون فيزا أو جواز سفر بغرض طلب اللجوء ممارسة لا تعتبر إجرامية او خارقة للقانون لأن حق طلب اللجوء حق قانوني يكفله القانون الدولي والإنساني.
وبحسب احصائيات المفوضية السامية للاجئين للعام قبل الماضي 2022 فإن عدد اللاجئين على مستوى العالم بلغ 103 مليون لاجئ. وبحسب الأبحاث التي أجريت يبلغ مجمل معدل الهجرة واللجوء حوالي 3 بالمائة من عدد سكان العالم وهو الرقم الذي ظل ثابتا لنصف القرن الماضي، والحديث عن موجات هجرة قادمة نحو أوروبا هو مجرد تهويل من اجل الاستثمار السياسي.

Welcome

Install
×