في ورشة مركز الايام :مطالبات بوقف الحرب وتحقيق العدالة الانتقالية والاجتماعية
طالبت ورشة (تعزيز العدالة الاجتماعية والسلام في السودان) التي نظمها مركز الايام للدرسات الثقافية والتنمية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الشروع في قيام مبادرات وبرامج تستهدف وقف الحرب وبناء السلام،وتوثيق اثار الحرب والنزاعات.
طالبت ورشة (تعزيز العدالة الاجتماعية والسلام في السودان) التي نظمها مركز الايام للدرسات الثقافية والتنمية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الشروع في قيام مبادرات وبرامج تستهدف وقف الحرب وبناء السلام،وتوثيق اثار الحرب والنزاعات.
وشددت توصيات الورشة التي إختتمت أعمالها في ورشتها الثالثة السبت الماضي بقاعة معهد الدراسات والبحوث الانمائية شددت علي ضرورة ربط الحكم المحلى بالعدالة الإجتماعية.ودعت لوضع إستراتجية لتخفيض نسبة الفقر ومواجهة التباينات الجهوية والقبلية باجراءات وسياسات وبرامج محددة وتكوين شبكات نسائية لمكافحة الفقر،وإيجاد نظام عادل و منصف يحمى الفرد فى الوصول الى حقوقه،والعمل للحيلولة دون بيع الاراضى السودانية للاجانب بالنص على ذلك فى الدستور القادم.
وطالبت الورشة بتحقيق العدالة الانتقالية كأساس وضامن للعدالة الاجتماعية وخلق نظام ديمقراطي وتنمية الريف والقطاع الزراعي وتعزيز المشاركة السياسية لقوي الهامش وقالت التوصيات ان إحداث تغيير ملموس عبر مبدأ العدالة الإجتماعية المحمية بالدستور يتطلب تغييرا سياسيا حقيقيا في الدولة يسمح بإنفاذ ما جاء في الدستور مع الأخذ بالمقترحات التالية:تفصيل المبادئ الحاكمة الموجهه للدولة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية العادلة والمتوازنة على أساس جغرافي وقطاعي وفئوي لإزالة الفوارق الإقتصادية والإجتماعية على الأسس المذكورة،
ودعت التوصيات الي دمج الحقوق الإقتصادية والإجتماعية في وثيقة الحقوق لتكون خاضعة للمراجعة القضائية على غرار ما نص عليه دستور كينيا وأرسته تجربة التقاضي في إيرلندا على سبيل المثال وشددت علي ضرورة الإعتراف بدور المنظمات غير الحكومية في دعم التنمية الإقتصادية والإجتماعية ودعمها وتسهيل وترقية نشاطها وطالبت بالانفتاح على المجتمعات المختلفة وإجراء الحوارات المحلية وإتاحة الفرصة للمواطنيين فى الأقاليم للتحدث عن نظرتهم للعدالة،
وقالت التوصيات ان الخروج بالبلاد من المأزق يتطلب الجلوس للحوار بمسئولية لمناقشة تفاصيل قضايا الشرائح المهمشة وقبول الآخر لتجاوز المحنة عبر عقد إجتماعى يلائم ظروف المجتمع السودانى وخلق فرص متساوية بين الفئات والقطاعات،ودعت للتركيز على المجموعات الشبابية المهتمة بتحقيق العدالة الإجتماعية بإقامة حوار مع هذه المجموعات وتدريبها.ودعت لفتح حوار شفاف حول علاقة الدين بالاوضاع الحالية للمرأة ونشر الثقافة العمالية والنقابية وقانون العمل،
الي ذلك قال الاستاذ الجامعي الدكتورعطا البطحاني في ورقته (المصالحة الوطنية واعادة الثقة والبناء الاجتماعي ) قال ان السودان قبل انفصال الجنوب وسودان مابعد 2011م.لايزال مثقلا بالماضي البعيد والماضي القريب ولانزال نواجه ونكابد ويلات الحرب ولانزال نحترب ونتجادل حول من نحن، والي أي وجهة نسير، ومن يحكم من، وكيف، وتابع:اننا لم نوفق في الوصول الي بر الامان والسلام فالاتفاقيات التي ابرمت لجهة الوصول الي سلام في الجنوب او دارفور لم تحقق السلام كما اننا لم ناخذ الدروس والعبر من تجارب شعوب وأمم نجحت في الخروج من مراحل النزاعات والحروب الاهلية حول هويتها ورسم طريق حياتها وأردف(نحن ورغم مظاهر الاستقرار الظاهري لكننا في حقيقة الامر في حالة حرب داخلية ونزاع داخلي عنيف)
وسرد البطحاني في ورقته مفاهيم حول المصالحة الوطنية واهدافها ومطلوباتها وتجارب مقارنة واستعادة الثقة والبناء الاجتماعي وابراء جراح الحرب فضلا عن الحالة السودانية وما العمل،واعتبر الاستاذ الجامعي الذين يريدون الحفاظ علي الوضع الراهن مع تقديم تنازلات شكلية بانهم يخططون لمصالحة لاتعدو ان تكون مجرد سحب دخانية للتمويه مشيرا الي ان الضحايا قد يفهمون مصطلح المصالحه علي انه سياسة القصد منها نسيان الموضوع وتابع(هذا المصطلح يثير حساسية مفرطة لدي اولئك الذين كتب عليهم ان يعيشوا مع الامهم وصدماتهم النفسية) وشدد علي ان المصالحة لا تعني التنصل عن استحقاقات الحرب والسلام وردد(المطلوب مصالحة باسنانها ) وقال ان المصالحة الحقيقية ليست محايدة ولاسلبية وهي لاتعني العفو والنسيان
واوضح البطحاني ان جذور النزاع المعقدة اعاقت تكوين الامة والدولة التي لم يكتمل فيها الانتماء للاولي و لم تتشكل فيها مؤسسات الثانية،واضاف ان المؤسسات المركزية للدولة احتضنت تحالفا هشا من قوي الوسط النيلي سعت للحفاظ علي الامتيازات والتراتبية الاجتماعية ولفت الدكتور الي نماذج من جذور النزاع المسكوت عنه والذي مثل له بتجارة الرقيق وماخلفته وثنائية اولاد البحر اولاد الغرب في مرحلة الثورة المهدية وثورة 1924م و(الدهماء الذين ازعجوا عليه القوم) ومؤتمر الخريجين والكتلة السوداء وسياسات الجنوبة وسياسات السودنة بجانب انتقال مايو من السلام المؤقت الي الحرب والانقاذ واستكمال ما بداته مايو والجهاد والاسلمة ودارفور التطهير العرقي والانتهاكات والجنائية الدولية وتجدد القتال في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق فضلا عن انتقال الصراع والعنف الطلابي من السياسي للجهوي والعرقي واعتبر التحديات والسلبيات في استمرار الحرب والنزاعات التي وصفها بانها مصدر ثراء والامتيازات لشركات الاسلحة وتجار الحرب والنخب السياسية الحاكمة بجانب خطاب الكراهية المشحون بالاستعلاء والتمييز.
ومن جهتها قالت الناشطة القانونية زينب عباس ان المراة السودانية قدمت تضحيات كبيرة خلال فترتي الحرب والسلام وذلك من خلال مقاومة ومناهضة القوانيين المهينة والمذلة للنساء واضافت المراة السودانية قدمت الوعي والتنوير وساهمت في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحملت المسوؤلية بشكل كبير خلال الحروب والنزاعات وتابعت (للمراة اشراقات مضئية) ودعت عباس لشراكات واسعة بين منظمات المجتمع المدني العاملة في قضايا المراة لاسيما في قضايا العون القانوني ووصفت الواقع الاجتماعي بانه اكثر تعقيدا وقالت زينب ان الفقر أثر كثيراً علي النساء وشددت علي ضرورة اعطاء الاولوية لمحاربة ختان الاناث وانهاء زواج الطفلات بجانب تعديل قانون العمل واضافت:هذا القانون المعيب يمنح المراة مدة56 يوما فقط للنساء لاجازة الوضوع بينما تمنح الاتفاقيات الدولية فترة 16 اسبوعا لاجازة الوضوع ورددت (هذه القضية تشكل اولوية لانها مربوطة بالرعاية الصحية للاطفال) واعتبرت عباس قضايا النساء بانها ذات حساسية عالية