في غياب اتفاق يسمح بوصول المساعدات لجنوب كردفان
أمستردام: 1 نوفمبر 2024: راديو دبنقا
بعد أن ظل مغلقا منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2024، استقبل مطار كادوقلي في يوم 30 أكتوبر 2024 أول رحلة طيران وعلى متنها وفد من اللجنة الفنية المشتركة بين حكومتي السودان وجنوب السودان لتنسيق وصول المساعدات إلى مناطق جنوب كردفان.
وكانت السلطة المدنية للحركة الشعبية لتحرير السودان قد أعلنت في 15 أغسطس الماضي وفي تزامن مع بدء مفاوضات جنيف عن أن مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق الواقعة تحت سيطرتها تعاني من المجاعة.
المجاعة تتوسع في جنوب كردفان
ولم تنجح جهود وساطة مباشرة قامت بها حكومة جنوب السودان في شهر مايو الماضي بين حكومة بورتسودان والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال في التوصل إلى اتفاق مباشر بين الطرفين لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المنطقة.
وتشير إحصائيات أصدرتها السلطة المدنية في مناطق سيطرة الحركة في جنوب كردفان إلى أن أكثر من 20% من الأسر في المنطقة تعاني من نقص حاد في الغذاء وأن 30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية.
وأدى إغلاق الطرق الرئيسية وحصار المدن من قبل طرفي الحرب إلى الحيلولة دون وصول الامدادات لمناطق واسعة من جنوب كردفان، كما استقبلت المنطقة أكثر من 200 ألف نازح فروا من مناطق القتال ولجأوا إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية-شمال.
وزاد من تعقيد الموقف الغذائي، فشل الموسم الزراعي في العام 2023 بسبب انعدام مدخلات الإنتاج من تقاوي ووقود ونقص الأمطار وهجمات أسراب الجراد وعدم قدرة المزارعين على زراعة أراضيهم بسبب الأوضاع الأمنية في الإقليم.
إعادة فتح مطار كادوقلي
وترأس الوفد كل من جيمس بول، وزير الشؤون الإنسانية في حكومة جنوب السودان والصادق آدم إبراهيم ممثل حكومة بورتسودان وكان في استقبال الطائرة في مطار كادوقلي اللواء فيصل مختار الساير، قائد الفرقة 14 مشاة، وأعضاء لجنة أمن الولاية وأعضاء حكومة الولاية.
وتأتي زيارة الوفد تنفيذا للاتفاق المبرم بين الرئيس سلفا كير ميارديت والفريق عبد الفتاح البرهان بفتح مسارات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى مناطق جنوب كردفان.
وأعلن مجلس السيادة السوداني في 19 أكتوبر الماضي عن فتح عدد من المطارات السودانية، بينها مطار كادوقلي، لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل أكثر سلاسة للمحتاجين في السودان.
وقد أكد بيان صادر عن “برنامج الغذاء العالمي” أن العاملين في المجال الإنساني استطاعوا الوصول إلى كادوقلي للمرة الأولى برفقة شحنة من المساعدات تصل للمنطقة منذ بداية الحرب.
شحنات مساعدات متساوية
وينص الاتفاق على إيصال شحنات متساوية من الغذاء إلى 4 مناطق، 2 منها تحت سيطرة حكومة بورتسودان (كادوقلي والدلنج) ومنطقتين تحت سيطرة السلطة المدنية للحركة الشعبية لتحرير السودان (جرد وكاونارو).
ووصلت أول شحنة من المساعدات ممثلة في 16 طن من الذرة الشامية إلى مطار كادوقلي في يوم 31 أكتوبر لتوزع في أحياء مدينة كادوقلي ومناطق سيطرة الحكومة.
وفي موازاة ذلك، تم اسقاط شحنة تزن 16 طن من الذرة الشامية في منطقة جرد لتغطي المناطق الغربية الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بالنظر إلى أن مدرج المطار في المنطقة ترابي ولا يسمح بهبوط طائرات الشحن الضخمة.
ويتوقع أن تتواصل الرحلات الجوية لإيصال المساعدات الإنسانية طوال شهر نوفمبر الحالي انطلاقا من مطار جوبا وتحت إشراف منظمة “سمارت بريس” الامريكية التي تعمل وفق تفاهمات ثنائية مع حكومة بورتسودان من جهة، والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال من جهة أخرى، وفي غياب اتفاق مباشر بين الطرفين.